أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زرواطي اليمين - المروحة الفرنسية لم تعد تزعج النظام الجزائري بل باتت ورقة رابحة انتخابيا!














المزيد.....

المروحة الفرنسية لم تعد تزعج النظام الجزائري بل باتت ورقة رابحة انتخابيا!


زرواطي اليمين

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 11:40
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم أستغرب أبدا ولن أستغرب يوما، أن يسخر المسؤولين الفرنسيين سواء كانوا من اليمين أو اليسار، من كل ما هو جزائري، ولعل ما قاله هولاند أمام المجلس التمثيلي ليهود فرنسا عن عودة مانويل فالس وزير خارجيته من الجزائر سالما معافى على حد تعبيره، رغم ما يمثله من سخرية غير مقبولة في العرف السياسي والعلاقات الدولية، على اعتباره رجل دولة وليس مجرد مواطن بسيط، يحسب كلامه "مهما كان شكله" كموقف رسمي للدولة الفرنسية، هو مجرد حجرة جديدة تضاف إلى هذا البناء المتين للعلاقات الثنائية الفرنسية الجزائرية، أقول تماما وأنا على يقين هنا، أنه على العكس مما يفهم عند الرأي العام على أنه سخرية من الجزائر، هو في الواقع سخرية من الجزائريين ومن تاريخهم وكل ما يمثلون، وليس أبدا سخرية أو استهزاء من النظام الجزائري الحالي وهو النظام البوتفليقي بامتياز، كيف يسخر هولاند من حليفه الأول والأكبر في المنطقة المغاربية! وقد قاد وزيره الأول جون مارك أيرولت فريقا هاما من المسؤولين الكبار في الدولة الفرنسية خلال زيارة الأخيرة إلى الجزائر؟ ثم كيف يغامر هولاند بكسر التحالف الاستراتيجي مع الجزائر، بعد أن فتحت الأخيرة له أبواب القارة الإفريقية على مصراعيه، من خلال منح الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الضوء الأخضر للأسطول الجوي الحربي الفرنسي لاستخدام المجال الجوي الجزائري لضرب قواعد تنظيم قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي في دولة مالي؟
لا يجب إذا، أخذ الأمور بهذه البساطة ولا تضخيمها أكثر مما هي عليه، هولاند قام إذا بما عليه، من أجل إعادة العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى وضعها (الطبيعي) وهو هنا: علاقات متوترة، من خلال استفزاز مشاعر الجزائريين والتهكم على كل ما يمثلونه وتمثله دولتهم المستقلة التي لا تعرف طريقا إلى الإزدهار المنشود حتى اليوم، هذا الخط السياسي "علاقات متوترة" هو الشكل المنشود للعلاقات الثنائية بين البلدين بين النظامين، بينما يستمر التحالف "تحت الطاولة" ويستمر النظامين في ذر الغبار في الأعين، وإنكار أن علاقة النظامين أكثر من وثيقة، هي علاقة تحالف وولاء، لأسباب أحيانا اقتصادية، وفي الغالب سياسية انتخابية خصوصا.
المسؤولين الجزائريين من جهتهم، سارعوا ككل مرة، إلى التنديد بتصريحات المسؤولين الفرنسيين التي تلي عادة أي زيارة يقوم بها مسؤول من البلدين إلى البلد الآخر، حيث قال وزير الخارجية الجزائرية رمطان عمامرة، أن ما قاله هولاند يعتبر تقليلا من "قيمة الروح التي تلف العلاقات الجزائرية الفرنسية" وهي عبارة طويلة عريضة ثقيلة غير معهودة في تاريخ الخارجية الجزائرية، لا نفهم من خلاله ولا نرى، لا موقف رسمي للدولة الجزائرية ردا على تهكم الرئيس الفرنسي، ولا نفهم من خلاله أي رد محتمل أو ممكن لهذا التقليل من جدية فرنسا إقامة علاقات طبيعية مع الجزائريين، عمامرة ذهب بعيدا في رده، فعوض اتخاذ موقف حاسم من هذه الحادثة التي تضاف إلى أخرى سنعود إليها، رحب المسؤول الأول عن الدبلوماسية الجزائرية بكل سخرية فرنسية شريطة ألا تنقص القيمة، هذا الموقف غريب طبعا ولا يبدو على أي حال موقفا لمسؤول عن وزارة ثقيلة من قبيل الخارجية، ولا تمث بأي صلة لقوة الدبلوماسية الجزائرية المشهود لها عالميا.
أذهب بعيدا أن الآخر وأقول، أن حادثة المروحة الفرنسية التي تسببت في إشعال الحرب بين فرنسا والجزائري في سنة 1828، إثر رفع المروحة من قبل القنصل الفرنسي أليكسندر كونسطنتين في وجه الداي حسين في الجزائر التي لم تنتهي على خير في تلك الفترة، لم تعد تثير اليوم غضب النظام الحاكم في الجزائر، لم يعد هذا النظام يمانع في أن يسخر المسؤولين الفرنسيين من الجزائر رغم أن السخرية اليوم لم تأتي من القنصل الفرنسي بالجزائر بل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نفسه.
أكثر من هذا، نعود هنا إلى تصريحات سابقة لمسؤولين فرنسيين جاء فيها أن ما دار على أرض الجزائر خلال فترة الإحتلال حتى الإستقلال ليست حربا بين دولتين، بل ثورات شعبية متتالية بين غزاة ومدافعين عن أرضهم، فالإدارة الفرنسية كانت ترى أن حربها هي مع الشعب الجزائري وليست مع نظام جزائري موازي لها في المقابل، هذه النظرة تبدو واقعية مع ما نراه من استغلال للثورة والحرب التحريرية في الجزائر للتسويق السياسي ومنح الشرعية لنظام هرم وشاخ في الجزائر، لا يريد السماح بأي تغيير أو نقلة ديمقراطية نحو الأمام، ويأبى تسليم السلطة لأجيال الاستقلال، ومع ما نراه من علاقة تشبه علاقة العشق الممنوع بين هذين النظامين، علاقة غرام سرية يتم فيها إرضاء كافة النزوات والرغبات الثنائية، بينما يستمر الجانبين في إنكار تلك العلاقة "العاهرة" بكل الطرق وشتى الوسائل.
للأسف، وعوض أن نرى اليوم دفعة جديدة وانبعاث للعلاقات الودية بين شعبين ودولتين جارتين في المنطقة المتوسطية وذات مصالح مشتركة هامة، تلت الزيارة الرسمية للمسوؤلين الفرنسيين إلى الجزائر، كالعادة، أجواء من التسميم الإعلامي، والتعبئة الشعبية، تأتي كالعادة أيضا، في فترة استحقاقات انتخابية في البلدين، حيث أننا نرى اليوم العناوين الرئيسية في "كبريات" الصحف ووسائل الإعلام في الجزائر، على النقيض تماما مما كانت عليه قبل بضعة أيام، تحشد الرأي العام هناك ضد فرنسا، في مشهد تقليدي وأصبح متعارفا عليه في فترة الاستحقاقات الانتخابية، مليء بالأحقاد والكراهية، حشد وتعبئة عارمة لأصوات الناخبين لا أكثر ولا أقل.



#زرواطي_اليمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات حقوقية تدعو الوزير الأول الفرنسي إلى الضغط على نظيره ...
- تصدع المعسكر الغربي وعودة الحرب الباردة.. -الفلاش-باك-
- نيلسون مانديلا استسلم للقدر لكن اسمه لن يمحى من صفحات التاري ...
- اللحم البشري الحي وقود الصراعات والحروب الأهلية والإقليمية
- جيلالي سفيان يحذر من مخاطر نظام بوتفليقي أقيم على أنقاض النظ ...
- الإفلات من العقاب وتصفية الحسابات وجهين لعملة الاغتيال السيا ...
- الجزائر.. أحزاب مقسمة وشخصيات في الظل ومرشحي الاحتياط لسد ال ...
- طاقم سفينة سلوفينية عالقة في ميناء بجاية يواجه خطر الموت جوع ...
- حواري مع الأديبة المصرية الفائزة بجائزة نازك الملائكة ميمي ق ...
- حوار مع الأديبة الجزائرية الصاعدة هدى درويش
- رجل الأعمال رشيد نكاز يلقي بالجنسية الفرنسية في وجه فرانسوا ...
- حرية التعبير في الجزائر.. إلى تراجع!
- شعب مُحال على التقاعد!
- الشيخ أحمد الأسير يقع أخيرا في مصيدة نصر الله!
- حاملي حطب حرب الجاهلية في سورية!
- من هجرة الأدمغة.. إلى هجرة الرؤساء!
- جزائرنا.. سنعود.. بعد.. قليل!
- أمسك قلمك، فالكلمات تقتل أيضا
- مجرد مباراة في الشطرنج.. والنرد مستقبل الإنسانية!
- حرب باردة جديدة ساخنة بالدماء.. العربية!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زرواطي اليمين - المروحة الفرنسية لم تعد تزعج النظام الجزائري بل باتت ورقة رابحة انتخابيا!