أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - فنان الشعب الذي يسمعه أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم ..!!














المزيد.....

فنان الشعب الذي يسمعه أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم ..!!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


فنان الشعب الذي يسمعه ُ أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم !!
بين الحيرة والقلق والدهشة وجدتني صامتاً وأنا أستمعٌ الى صوت فؤاد سالم من مذياع سيارة التكسي التي أستقليتها في ساعةِ متأخره من ليل بغداد في نهايات أكتوبر من العام ( 1985 ) , من شارع أبي نؤاس الى كراج النهضة , لأنطلق الى الناصرية في أول يوم من أجازة دورية خلال سنوات ( القتل المجاني ) الحرب العراقية الأيرانية , لكن ثمالة السائق طمأنتني قليلاً على أن تصرفه قد يكون أسلوباً جديداً تعتمده السلطات الأمنية للأيقاع بضحاياها السياسيين من الفصيل الوطني الذي ينتمي اليه الفنان فؤاد سالم , قبل أن يفاجئني السائق بفتح ضوء السيارة ويخاطبني بأسمي وأكتشف أنه الأخ الأصغر لأحد أصدقائي , وهو يعمل سائقاً مع ضابط شرطة في بغداد , وسائق تكسي خلال اجازاته , وحين سألته عن خطورة وجود الكاسيت معه , أجابني بأن سيده من المعجبين بصوت فؤاد سالم وهو أصلاً من مدينة البصرة, وقد وضع الكاسيت في المسجل لانه اراد جذب انتباهي لانني لم اتعرف عليه خلال صعودي للسيارة , قبل أن يخرجه من المسجل ويعيده الى محبأه وهو يضحك من أعماقه .!
لم ينقطع العراقيون عن الاستماع لاغاني فؤاد سالم بعد صدور أوامر السلطات بمنع بثها في الاذاعة والتلفزيون والحفلات الشعبية ومحلات تسجيل الاغاني في عموم العراق , بل تحول ذلك الى السرية وأصبح تبادل ( كاسيت أغانيه ) يتم باساليب وتوقيتات كأنه منشوراً سرياً كما هو الحال مع قصائد الشاعر الكبير ( مظفر النواب ) , الذي كانت قصائده بصوته التي تصل من سوريا عن طريق كردستان , تصل الى اغلب المدن العراقية وأريافها رغم معرفة من يتداولها أن عقوبتها الأعدام .
بعد أيام من وصولي الى دمشق نهاية عام ( 1995 ) , التقيت الراحل في حفل خاص أقامته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قبل أن يصعد الى مسرح الاحتفال وسط عاصفة من التصفيق , ليقدم باقة من أغانيه العاطفية والسياسية التي اسعدت الجمهور الكبير من الفلسطينيين والعراقيين والسوريين وباقي الجنسيات الاخرى ,الذي كان يشاركه بمحبة وتفاعل ذكرتني بمهرجانات وأنشطة السبعينات من القرن الماضي , واتاحت لي لقاءاتي معه بعد ذلك التعرف عن قرب على شخصيته الانسانية الراقية ووطنيته المتدفقة وحنينه الكبير للوطن والناس بعد رحلة الغربة التي كان يعيشها قسراً منذ العام ( 1982 ) , عندما غادر الى الكويت ومنها الى عدن وامريكا قبل أن يستقر في دمشق حتى وفاته , ليكون هذا اليوم الحادي والعشرون من ديسمبر , يوماً فاصلاً في حياة عائلته ورفاقه واصدقائه ومحبيه الذين عرفوه فناناً حقيقياً نذر حياته وفنه لخدمة شعبه على مدى تأريخه الابداعي والسياسي الذي أرتبط بنضال شعبه ضد الجلادين .
لم تكن حالة الاهمال التي تعرض لها الراحل خلال سنوات مرضه من قبل الجهات الرسمية غريباً , فقد تكررت مع الكثير من المبدعين في ظروف مرضهم ولازالت أقرب الى منهجِ لايتناسب مع أدعاءات المسؤولين غير المنسجمة مع واجباتهم لرعاية منتجي الثقافة ورموزها الوطنية الكبيرة , وهو حال لايتناسب مع القيمة التي يمثلها هؤلاء في ضمائر العراقيين وتأريخهم المشرف في مقارعة الدكتاتورية البغيضة , لكننا ننتظر مبادرة مسؤولة وسريعة لنقل جثمان الراحل الى أرض الوطن , وأقامة مراسم خاصة لاستقباله ومواراته الثرى , تكريماً ووفاءا لتأريخه الوطني المشرًف واحتراماً لمشاعر عائلته التي عانت معه الكثير نتيجةً لمنهجه الوطني المقاوم للدكتاتورية ولكل قوى الظلام التي لازالت تستهدف الشعب العراقي بأىشطتها الاجرامية التي يدفع أثمانها أنهاراً من دماء الأبرياء .
ان رحيل ( فنان الشعب ) فؤاد سالم يمثل اضافة جديدة للوائح الحزن العراقي الأزلي التي يحملها الوطنيون العراقيون في ضمائرهم ووجدانهم , فيما يتجاهل محتواها وقيمها الكثير من السياسيين الذين لايرقى تأريخهم بمجمله الى صفحةِ واحدة من التأريخ المجيد لقائمة المبدعين الذين حفروا أسمائهم في ذاكرة الشعب العراقي على مدى تأريخ النضال الوطني منذ تأسيس الدولة العراقية , ناهيك عن أن البعض من هؤلاء المتصدرين للمناصب الأن كانوا أدوات فاعلة في ماكنة السلطة التي ناضل ضدها الراحل مع غيره من أبناء العراق , قبل أن يسقط نظام البعث الدموي ويعودون الى مواقع القرار وفق تفاهمات المحاصصة التي لازالت تمثل السبب الاول في بقاء الاوضاع في دائرة العنف والفساد والدم .
على ذلك يكون أحد أهم أنشطة الوفاء للراحل وأمثاله ممن لم تتكحل عيونهم باستقرار العراق تمهيدا لأعادة بناء مؤسساته الوطنية الحقيقية , هو استمرار النضال الوطني الفاعل الذي تمثل الانتخابات القادمة أحدى أهم محطاته , لأختيار الممثلين الحقيقيين لأرادة التغيير وعزل الفاسدين الذين أجتهدوا لتحقيق مكاسبهم على حساب مصالح الناخبين في الدورتين السابقتين لمجلس النواب , ليرقد الراحلون بسلام وينعم الشعب الذي نذروا حياتهم من أجله بالاستقرار والحياة الكريمة .
علي فهد ياسين






#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقابة الشعب ورقابة السلطات
- سباق الأنتخابات بين ابن الشعب وابن السلطة ..!!
- مجلس النواب العراقي واستمارة كشف المستور ... !!!
- الانتخابات العراقية والتلميع بالطين ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! / 6
- العلاقة بين الأنتخابات القادمة وتصاعد العنف في العراق
- تماس كهربائي بفعل فاعل ..!!
- هروبان في الحلة
- مفتي السلطان ومصائب الأمة
- أوراق على رصيفِ عراقي
- مخاطر الغاء تأشيرة الدخول بين العراق وتونس
- بين كل زعيمين وسيط ..!!
- تزوير القيادات ..!!
- نزاهة المطر ..!!
- في بابل .. مُجَسًر ( نادر ) ضد الزلازل ..!!
- مبروك .. لقد اِستقال مستشار .. !!
- أوراق على رصيفٍ عراقي ..! -4
- المعادلة المقلوبة .. الشعب يحقق المكاسب لنوابه ..!!
- أضاحي أحزاب السلطة .. النحر خارج المنطقة الخضراء ..!
- أوراق على رصيفٍ عراقي ..! -3


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - فنان الشعب الذي يسمعه أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم ..!!