|
غالي شكري واسرار الارشيف الثقافي السري
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 20:26
المحور:
الادب والفن
غالي شكري وأسرار الأرشيف الثقافي المصري
هذا الكتاب صدر عن دار الطليعة في بيروت عام 1975، ورغم مرور أكثر أربعون عاما على إصداره، إلا انه يبقى وثيقة مهمة في حياة المثقفين العرب عامة والمصريين خاصة، حيث يعطينا الكتاب صورة الآخر المثقفين العرب، والذي يسعى جاهدا لتحطيم أهم الحصون العربية ـ الثقافة ـ الكتاب يتطرق إلى مجموعة من الكتاب ـ ذوي الصوت العالي ـ في الساحة، كما هو الحال عند صالح جودت ولطفي الخولي ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس أنيس منصور وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ،، كما يتناول شخصية ألجواهري بتفاصيل دقيقة، خاصة أثناء زيارته لمصر في بداية السبعينيات وكيف تم التأمر عليه من قبل المجمع الثقافي المصري، ممثلا بوزارة الثقافة، التي تخلت عنه وتركته وحيدا بعد أن ـ فضت بكارته ـ الأخلاقية والثقافية، كما يتناول الكتاب الحديث عن شخصية نسائية تدعي المصرنة وأيضا المثاقفة ـ سناء حسن ـ التي قامت بتشويه صورة المقاومة العربية لاحتلال الإسرائيلي، وأما أنيس منصور الذي مثلا حقيقة مقولة "الجماهير عايزة كده" من خلال أعمالة " الذين صعدوا إلى السماء" وكتاب الذين هبطوا من السماء" كموضوع يتوازى من حدث صعود الإنسان على القمر، فكأنه من خلال هذين الكتابين وأيضا من خلال بعض القصص خاصة تلك التي تتحدث عن الفتاة التي ركبت معه في سيارته، وكتشف أنها من الأموات وقبرها مازال موجود، فكان بأعماله الكتابة يعمل على تشويه ومسخ التفكير عند المجتمع العربي عامة والمصري خاصة. دافعا إيه نحو الهرطقة والبحث عن الخرافة بدل مواكبة العلم والمعرفة. سنحاول في هذه البحث إضاءة بعض الأمثلة عن أشكال وأساليب تشويه المثقفين والثقافة العربية، معتمدين على شواهد من الكتاب.
عبد الناصر والمثقفين
عهد الرئيس عبد الناصر كان يشكل مرحلة مهمة جدا في الحياة الثقافية المصرية والعربية، فقد عمل على جعل الكتاب والمعرفة ملكا متاحا للجميع، ورغم حالة القمع والبطش والقتل التي تعرض لها الشيوعيين واليساريين المصريين إلا أنهم وقفوا مع عبد الناصر، الذي يرونه بطلا اشتراكيا وقوميا ووطنية، "ولم يكن المناضلون الذين عذبوا إلى حد الموت يهتفون بسقوط عبد الناصر... قلة نادرة هي التي فعلت لزمن قصير، وعادت بسرعة إلى صوابها، وإنما كانت الغالبية ـ في ظلمة الأقبية وافران الدم ـ تراه بطلا قوميا، بل رأته احدي الكتل الكبيرة مع بعض رفاقه "مجوعة اشتراكية في قمة السلطة" لماذا كان الذين في قاع الجحيم يهتفون بحياة عبد الناصر ولا يزالون إلى اليوم هم اللذين يدافعون عنه؟ وأين .. كان توفيق الحكيم؟ ببساطة لم تكن القضية عند هؤلاء جراحا شخصية، كانوا يرون الاستقلال والسويس والسد العالي والإصلاح الزراعي والتحضر والتأميم والتصنيع الثقيل ومجانية التعليم تستحق التضحية حتى الموت" ص36، هذا الكلام لا يدل على الانتماء الوطني لليسار المصري وحسب، بل أيضا على الأخلاقية العالية التي يتمتع بها اليسار، فهو يشد على الجراح لصالح الوطن ـ مصرـ ، فما دام الوطن بخير فهم بخير، وهذا الأمر ما ينقص العديد من اليسار العربي حاليا، فبعد أربعة عقود نجد الانحدار إلى الحضيض عند العديد من القوى الوطنية (الثورية) التي لم تعد تمارس الثورة إلا من خلال الحديث عن الإرث الماضي. كما نجد أن من كانوا في تلك المعتقلات هم من الأدباء والكتاب إلى جانب السياسيين، فالغالبية العظمى منهم عملوا على سند النظام الناصري والدفاع عنه بكل قوة، على النقيض من الذين أكلوا من خبز النظام ووقفوا ضده وبشراسة، كما هو الحال عند صالح جودت. أخبار اليوم "مصطفى وعلي أمين
"ولم يعد سرا أن مصطفى أمين قد اعترف، في التحقيقات التي انتهت بمحاكمته وإدانته عام 965، أن "دار أخبار اليوم" تملك جهازا للمعلومات يعتمد على مصادر موثوقة محلية وأجنبية، وان هذا الجهاز يتبادل المعلومات مع الأجهزة الأخرى المحلية والأجنبية، وكان واضحا من التحقيق أن التنظيمات الشيوعية المصرية هدف رئيسي لهذا الجهاز، فلديه أسماء الشيوعيين ووظائفهم وأحوالهم الاجتماعية وتحركاتهم. ومن المؤكد أن الحقائب الأربع التي سربها مصطفى أمين ـ باعترافه ـ إلى شقيقة التوأم في لندن عن طريق السفارة الأمريكية في القاهرة، لم تكن تحتوي على رسائل غرامية.." ص41، ذروة القبح أن تكون دار ثقافية تمارس دور التجسس والعاملة ليس للنظام بل الآخر المعادي، فهنا لم تكن هذه المؤسسة أكثر من نقطة ارتباط معلوماتي للأمريكي، الذي يعمل جاهدا على ضرب كل ما هو وطني وقومي. من خلال هذه الحقيقة يتبين لنا حجم الضحالة في المؤسسات الثقافية المصرية والعربية، فإذا كان هذا الحال في العقد السادس من القرن الماضي فما هو حالنا اليوم؟، وفي حالة عدم وجود من يقف ـ ماديا أو أخلاقيا أو معنويا ـ مع المثقف والمؤسسات الثقافية؟، وفي حالة انتشار مفهوم (الجمهور عايز كده)؟ وفي زمن الجميع ـ الجاهل قبل المتعلم ـ يدعي المعرفة والثقافة؟، وفي زمن انتشر فيه مفهوم المادة بشكل فاحش، بحيث لم يعد هناك أمر يعمل لوجه الله أو للوطن، بل للمصلحة المادية أو المعنوية! أما طريقة عملهم من خلال المؤسسات الثقافية فهي تثير الاستغراب والتعجب، "... فإنها تنشر"الثقافة الصحافة الخفيفة الظل والتي لخصها آل أمين في المثل الشائع "ليس خبرا أن يعض الكلب رجلا، وإنما الخبر أن يعض الرجل كلبا" هكذا اخترعوا "ليلة القدر" كل سنة، حيث تصلهم عشرات الألوف من رسائل القراء الذين يطلبون من السماء شيئا في ليلية القدر، فيستجيب ملائكة الرحمة ـ مصطفى وعلى أمين طبعا ـ وينتشلون واحدا من المعذبين من الأرض ويرسلون إليه بالهدايا التي طلبها، أو هم يعمدون إلى اختيار مريض على عتبة القبر يحيطونه بكافة مظاهر الرعاية والحب والسعادة وكأنهم يرجونه أن يطلب ما يشتهي قبل الموت... أنهم على صعيد الفكر يشيعون فكرة "الحظ والقدر والمصادفة" .. ففي غمرة انحطاط الوعي العام يجذب الفضول عيون الناس إلى هؤلاء الفرسان المنقذين ما دام الخلاص ب"أخبار اليوم" إننا أمام مشهد تكرر ويتكرر استخدامه في العديد من الدول العربية وبأكثر من شكل وأسلوب، وما تقوم به بعض الفضائيات العربية في برنامج "مئة مفتاح" وأيضا الرسائل التي تصل على جهاز الجوال، المطالبة من المواطن أن يرسل رسالة للاشتراك في مسابقة للربح، كلها تصب في عين الثقافة التي تعتمد على الصدفة أو الحظ، وليس على تفجير الطاقات ورفع مستوى الوعي أولا ثم مستوى الإنتاج إن كان معرفيا أم ماديا، ففي زمن الحظ نجد انعدام الحالة الإبداعية عند الأفراد والمجتمع معا، وأيضا نجد هذا الفراغ الفكري الكبير الذي سمح لبعض أدعياء الدين أن يجروا الأفراد والمجتمعات إلى الحضيض، من خلال ما يقومون به من أعمال تفجير تكون نتائجها القتل والتدمير والخراب وانتشار عقلية الانتقام في المجتمع، فيتشكل حلقة فارغة إلا من الوهم والانتقام، يدور في رحاها الأفراد والمجتمع معا، فهل من مخلص؟ ما يثير دهشة المتلقي للكتاب، انه يتحدث عن أعمال مورست قبل أكثر من أربعة عقود، والكاتب نبهنا منها وحذر من خطورتها، لكننا نحن شعب لا يقرأ، فنحن شعب وصل إلى ذروة المعرفة وما علينا سوى التنظير وإعطاء المواعظ والحكم للآخرين وأينما كانوا وفي أي زمن تواجدوا، فعندنا القرآن الكريم ـ ورغم تقديسنا لهذا الكتاب ـ الذي ندعي معرفتنا بكل ما فيه ونحن أكثر المجتمعات تخلفا وتعصبا ـ والذي جعلناه يشكل لدينا حالة ـ من إقناع الذات ـ بأننا خير الأمم وانفعها، من هنا سندخل الجنة فقط لأننا من امة محمد (ص) ، وهنا نكون قد قرارنا ـ سلفا ـ دورنا بالاتكال على دخول الجنة فقط لأننا مسلمون ، وليس لأننا أصحاب عمل وإنتاج وإبداع. يقول احد اليابانيين عندما شاهد غالبية العرب في الجزيرة العربية يرتدون (الدشداشة) "إني أتعجب من هؤلاء القوم كيف يعملون وهم يرتدون هذا الثوب" اعتقد بان المسألة الثقافية هي أهم المسائل التي يتشكل من خلالها طريقة تفكير المجتمع، فإما أن تكون ثقافة تدعوا إلى العمل والإبداع، وإما أن تكون خرافات تدعوا إلى التكاسل وتجميد العقل ومن ثم الاتكال على الأخر في كل شيء، هذا حال المجتمعات العربية اليوم. أنيس منصور والتجهيل
لم يكن الموضوع الديني يشكل هاجسا عند هؤلاء ـ المتثقفين ـ فهم يعملون بكافة السبل والوسائل لتدمير المجتمع، إن كان ذلك عن طريق الدين، فليكون، وان كان عن طرق الإلحاد، فليكون، المهم هو تشويه الوعي الاجتماعي وتحطيم المجتمع فكريا أولا ثم عمليا، فالمسألة الدينية لم تكون أكثر من وسيلة لتحقيق الأهداف التي يسعون لها، وأيضا مسألة الإلحاد لم تكن أكثر من وسيلة لتحقيق الغاية ـ تشويه وتحطيم الوعي والتفكير في المجتمع، أنيس منصور يعمل بكل جهد على ضرب حركة اليسار، ليس لأنها الحادية، بل ألانها تدعوا إلى التفكير العلمي وتعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المصري، من هنا نجده يدعوا إلى استبدال الإلحاد الشيوعي بالإلحاد الوجودي، ولكن بطريقة مشوهه ومنحرفة، ".. وقد رسمت بالأحمر القاني "مذابح الذئاب الملاحدة". هكذا، جنبا إلى جندب، مع مقالات أنيس منصور ـ في ذلك الوقت |ـ من الوجودية وأهميتها العظمى في التخلي عن "حائط نسميه الله" لنواجه الحياة بشجاعة وحدنا بلا سند، أما الحياة كما صورها أنيس منصور، فهي تلك التي يعيشونها في الحي اللاتيني عرايا أو أشباه عرايا والجنس مجانا لمن يريد ويستطيع، في الطرقات والحدائق الرجال والنساء يضاجعون بعضهم بعضا بلا ضابط من "القيم القديمة"، هكذا حاربوا الإلحاد "الشيوعي" ودعوا إلى الإلحاد "الوجودي" وكانوا مزيفين للشيوعية والوجودية كليهما ... إنما استغلال انخفاض مستوى الوعي في مصر هو الذي أتاح لهم الانتشار الجماهيري الساحق" ص47 و48، من هنا نجد انتشار المفاهيم السوقية بشكل طاغي في المجتمعات العربية، فالذي لا يفكر بطريقة سوية سيعمل العجائب في نفسه وفي الآخرين، وان كان خطاب أنيس منصور قد وجه في فترة المد اليساري العربي، إلا أن حاول من خلاله جذب البعض إلى معسكر الرذيلة والشهوة والمتعة على حساب معسكر العدالة الاجتماعية والفكر النهضوي التنويري. الدور الذي أنيط بهؤلاء القوم لم يكن يعتمد على اندفاعهم الشخصي، بقدر العمل ضمن خطة ذات منهجية واضحة، من هنا نجدهم في كل ما يكتبونه يسعون إلى انحراف الأفراد والمجتمعات عن الطريق التفكير السليم، فعندما ترتفع وتيرة العلم ويتحقق انجاز العلمي نجدهم يعملون على جعل المجتمع يتشبث بالخرافات ويتمسك بالأفكار البالية، "وفي غمرة معاناة الوطن، في معاركه السياسية والفكرية ضد الاستعمار والرجعية المحلية، عاد أنيس منصور من رحلته إلى الهند ليكتب (عام 1958) عن كيفية تحضير الأرواح في السلة، انتشر الوباء في مصر طولا وعرضا، كانت قراءة الكف والفنجان من العادات الشائعة ولو من قبيل التسلية، وكان تحضير الأرواح، كالتنويم المغناطيسي، يهمس به الناس ولا يكادون يصدقون،... وانتهت البدعة وأقبلت هزيمة 1967 فاستوت المشاعر العنصرية فجأة على "الأخ" أنيس منصور وراح يهاجم الثورة واليهود من منطلق ديني بحت، لم يكن قبلها قد ناقش الصراع العربي الإسرائيلي بحرف، حتى حين تعرض الوطن لعدوان 1956 كان مشغولا بعرايا الحي اللاتيني. وعندما وصل الإنسان إلى القمر، تمكن أنيس منصور من استغلال هذا الحدث العلمي العظيم لخدمة أهداف معادية للعلم تماما.. إذ راح تحت عنوان "الذين هبطوا من السماء" يزعم أن أهرامات الجيزة قد بنتها بعض الكائنات التي زارت بلادنا في القديم من كواكب أخرى. ثم كانت احدث البدع المنصورية حين تحدث في الإذاعة عن واقعة يحار المرء في تعليلها! "موجزها أن احدهم كان يقود سيارته في طريق صلاح سالم بالقرب من المقابر، فإذا به يشاهد امرأة ترتعد من البرد وقد بللها المطر، فيوقف السيارة وتركب من خلفه لا إلى جانيه ويناولها معطفه وفجأة ينظر إلى الخلف بعد فترة من الزمن فلا يجد المرأة ولا المعطف، فيوقف السيارة ويبحث عن المرأة بين المقابر فيرى معطفه معلقا على أحداها، وقد كتب على المقبرة اسم سيدة متوفاة في ربيع العمر .. تماما كما هي مواصفات المرأة التي كانت في سيارته منذ لحظات" ص50 و51، إذن الدور التخريبي واضح ويسير حسب ما هو مخطط له، إشغال المجتمع بأمور تافهة ومسائل خرافية، لكي يبقى في معزل عن الواقع، فمطلوب من العقل العربي أن يبقى في سبات إلى يوم الدين، وعليه أن لا يعمل إلا في مجال الخرافة والتعصب والخراب والتقتيل وأمر الغيب التي ما انزل بها الله من سلطان. العالم يتقدم ونحن لسنا في مكاننا وحسب بل نتراجع ونتقهقر عسكريا وفكريا، وبعد أن يتم تحقيق انجاز للعدو، تبدأ طريقة جديدة في العمل، إثارة فكر ديني متعصب، يعمل كما عمل الفكر السابق ـ الوجودي ـ على تشويه الواقع والحقيقة، مما يجعل المجتمع في ضياع مستمر، فعندما هاجم أنيس منصور الثورة والدين اليهودي ضرب عصفوريين بجحر واحد، أولا وهو يعمل على ضرب أي فكرة تنويرية في المجتمع، والثورة كانت تشكل حالة تنويرية ونهضة ليس لمصر وحسب بل للعرب أيضا، من هنا فعندما هاجمها، لم يكن يبغي توجيه المجتمع إلى طريق سوي بقدر ضرب الثورة ونهجها، وثانيا هو يشبع غريزة المجتمع في التوجه نحو الشتم وعدم تناول أسباب الهزيمة بطريقة موضوعية، من هنا فالمسألة الدينية عند المجتمع العربي تثير الانفعال بسرعة، فاليهود بحسب الكتب السماوية عند المسلمين والمسيحيين، قد قاموا بالعديد من الأعمال التي تدينهم، وما قاموا به في حرب1967 يعزز ما جاء به القرآن الكريم والإنجيل، من هنا دعوة إلى التوجه الديني المتعصب للمسلمين والمسيحيين، وهذا ما تم فعلا على ارض الواقع. فبروز كتب مصطفى محمود ومن ثم ظهوره وحضوره الكثيف والكبير على شاشات التلفاز لم يكن أمرا دون تخطيط ودراسة من قبل الآخر، فإثارة التعصب وغياب الوعي والتفكير السلم كان وما زال احد هم الوسائل التي تعمق الهوة بين العرب والمجتمعات الأخرى، بحيث أصبح العرب دون المستوى الثابت والمحافظ على مكانته بين المجتمعات، فهم بانحدار مستمر ومضطرد، "....ومن يقرأ اجتهادات الشيخ أنيس عن اليهود واجتهادات الشيخ مصطفى في كتابه "التوراة" يشعر كما لو أن هناك مؤامرة ـ فيما لو ترجمت هذه الكتابات إلى لغة أجنبية، وإسرائيل قادرة على ذلك ـ تهدف إلى تصورينا هتلريين نازيين وفاشست، وقد أصاب كلاهما ـ بحسن نية أو سواها لا يهم ما دامت النتيجة واحدة ـ عصفوريين بحجر واحد، أولهما تقديم عزاء "ديني" لفاجعة67 يحمل تبريرا لها وحلا لمشكلتها، والثاني إمداد العدو وأنصاره ـ بوعي أو بدونه لا يهم فالنتيجة واحدة ـ بسلاح دعائي ضدنا" ص50، ما يمز هذا التحليل انه لم يتوقف عند تلك الفترة 67 وحسب، بل استمر يعمل إلى غاية الآن وبشكل أكثر تنظيما ومنهجية، فكل ما يصيب العرب اليوم هو استمرار لذلك النهج المغيب للعقل والمانع للتفكير، والذي يعمل على إلغاء العقل تماما، والاعتماد على مقولات مبتورة لهذا الشخص أو ذاك، أو من هذا الكتاب أو ذاك، فتغيب العقل والاعتماد على ـ الشخص الفولاني ليفكر عنا، فهو صحاب فكر لا ينضب، وهو من الأولياء العلماء الأتقياء ـ كل تلك الأفكار تعمل على ازدياد انحطاط التفكير عند العربي، وجعله يغوص أكثر في الوحل، أليس هذا ما نحن فيه الآن؟ هل نتصور تغير الأشخاص يمكن أن يغيروا من عمل المؤسسة؟ نعتقد بالإيجاب، خاصة إذا كانت التغيرات تشمل الرئاسة والقيادة، لكن ما يحث في المؤسسات الرجعية والتي تبث الخرافات تستمر في نهجها كما هي "لقد أدين مصطفى أمين في قضية التجسس للمخابرات الأمريكية وظل علي هاربا تسع سنوات، لكن "أخبار اليوم" في غيابهما لم تتغير" ص51، قمة المأساة العربية، فكأن التخلف والجهل هو قدر هذا المجتمع، وكأن العرب والجهل كائن حي لا يمكن فصل الروح عن الجسد.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعمدة الحكمة السبعة
-
( النص القرآني) السحر والدين
-
جزر منعزلة أم جغرافيا واحدة
-
النص القرآني) يعقوب واولاده عليهم السلام
-
النص القرآني (اول الكتب السماوية)
-
( النص القرآني ) عدم نضوج علم الكتابة
-
مدخل الى النص القرآني
-
أيهما خطر الكيماوي العربي أم النووي الإيرني؟
-
الدين بين التطور والنزول من السماء
-
الماركسية والدين
-
الثورة العرابية لرفعت السعيد
-
السادات والبحث عن الذات
-
غطاء العقل العربي
-
الثابت والمتحرك والعقل العربي
-
أوراق بعيدة عن دجلة
-
المسألة الطائفية في مصر
-
الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون
-
ماركو فالدو والتقديم الهادئ
-
عمارة يعقوبيان والفساد الطاغي في مصر
-
التشدد والتكفير
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|