أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - الفيدرالية هي الحل















المزيد.....


الفيدرالية هي الحل


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرفت على صديق جديد، رجل مثقف، قارئ، جريء، قوي الحجة وهو عراقي كوردي مهاجر مثلنا. التقينا على مائدة غذاء بأحد دور المسنين التابعة لمنظمة فيكتوريا للممرضات (ف و ن). قال لي: قرأت مقالاتك العديدة عن مؤامرات التقسيم، خاصة المقال بعنوان: يا صديقي كلنا مغفلون، التي قلت في مقاطع منها (نحن نسير إلى الهاوية مقفلي العيون سكرى بنشوة انتصار زائف ونخُبّ خبا نحو تقسيم دولنا إلى دويلات وربما إلى كانتونات) وأيضا (واليوم يسعى الاستعمار الغربي لإرث جديد يتيح له لتحكم والسيطرة على ثروات هذه البلاد الكامنة وخاصة البترول، ومهندس هذه الخطة هو بيرنارد لويس الصهيوني الذى كان مستشارا للرئيسين بوش "الأب الابن" الذى دَعي إلى تفكيك الدول العربية إلى كانتونات طائفية وعشائرية ورسم لها الخرائط، ووافق الكونجرس على خطته عام 1983. وما جري في 25 يناير هو تنفيذ حرفي لخطة بيرنارد لويس التي تتيح للغرب التحكم والسيطرة على مواردنا وتقسيمها بينهم بل وتجزئة دولنا إلى دويلات، يسهل التحكم فيها حتى لا تفلت مرة أخرى من السيطرة، وتتيح لربيبتهم إسرائيل التمدد والتوسع. وتتبلور الفكرة في إغراق البلدان الناطقة بالعربية في صراعات دينية وعرقية تشغلهم وتفتت دولهم من الداخل دون عناء يذكر والغرب ينتظر الحصاد دون أن يبذل جهدا في الزراعة). قلت له: ألا تري معي أن الخطة قد نجحت بامتياز في السودان فانفصل الجنوب وفى الطريق انفصال دار فور في الغرب وكردفان في الشرق. كما نجحت الخطة في يلدكم العراق الذي كان يتميز بفسيفساء القوميات المختلفة المتآلفة المتحابة وتحولت بعد الغزو الأمريكي إلى قوميات ومذاهب متناحرة متحاربة أدت لانفصال الكورد بدولة في الشمال وقريبا دولة للشيعة في الجنوب وأخرى للسنة في الوسط، وضاعت باقي الأقليات (ازيديين وصابئة وكلدان وآشوريين) وتكاد أن تتلاشى أعدادهم بالقتل والتهجير؟
قال لي وابتسامته العريضة تملآ وجهه: أذكّرك أن المد السياسي الإسلامي من أخوان وسلفيين وجهاديين موجود ومتحفز سواء بتحريض من الغرب أو بدونه فهم طُلّاب خلافة ولن يتنازلوا عنها، وأذكرك بما قلته أنت في أحد مقالاتك عن مشكلات السودان بأن الخلاف في دارفور هو خلاف عرقي بين السودانيين العرب والذين يسمون أنفسهم بالجنجويد (الأجاويد) وبين سكان دارفور من أصل زنجي ويطلقون عليهم العبيد، وأن الخلاف بين الشمال والجنوب هو مزيج من خلافات عرقية وخلافات دينية. بمعني أن الخلافات الدينية والمذهبية والخلافات العرقية والقومية في البلدان الناطقة بالعربية موجودة ومتحفزة حتى بدون تدخل الاستعمار أو خرائط برنارد لويس. قات له: وماذا ترى حلا لتلك المعضلات القائمة وما يستجد؟
قال بثقة: الحل هو الفيدرالية، وأعجب منكم ككتاب ومثقفون تتحدثون وتكتبون ولكنكم لا تجرؤون على الاعتراف بأن الحل الفعلي والعملي هو التقسيم علي أساس القوميات أو الديانات والمذاهب مع الربط بين الأقسام بالفيدرالية. أنت ككاتب هل لديك الجرأة بالكتابة عن الفيدرالية؟ وإذا جرؤت على ذلك هل تري الصحف التي تكتب لها أو قرّاؤك يوافقونك الرأي؟
قلت له: يا صديقي أنا كاتب حُر أعيش في بلد حُر يتيح لي أن أقول رأيي بحرية وحتى لو تعارض رأيي مع توجهات الصحف التي أكتب بها فلن يُكسر قلمي إطلاقا ومن حق رئيس التحرير أن يُعلق على مقالي بما يؤمن به بدون التعدي على رأيي. والفيدرالية (حتي يعي القارئ) هي شكل من أشكال الحُكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر (أقاليم أو ولايات)، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة. أما ما يخص الأقاليم والولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ويكون وضع الحكم الذاتي للأقاليم، أو الجهات أو الولايات منصوصا عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية. والحكم الفدرالي واسع الانتشار عالميا، وثمانية من بين أكبر دول العالم مساحة تحكم بشكل فدرالي. وأقرب الدول لتطبيق هذا النظام الفيدرالي على المستوى العربي هي دولة الإمارات العربية المتحدة أما على المستوى العالمي فهي دولة الولايات المتحدة الأمريكية ودولة كندا.
أتفق معك يا صديقي أن الحكم الفيدرالي قد يكون صالحا في معظم الدول الناطقة بالعربية لاحتوائها على العديد من القوميات والديانات والمذاهب التي كثيرا ما ينشب التطاحن بل والقتال بينها، خاصة الدول الشقيقة كالعراق والسودان وسوريا وغيرها، والحل الأمثل لتلافي تلك النزاعات في هذه الدول هو الفيدرالية بحيث يستقل كل إقليم به أغلبية عرقية أو دينية مكونا حكما مستقلا وترتبط تلك الحكومات تحت لواء الحكومة المركزية، يذلك نحقق الحكم الذاتي لكل عرق أو أغلبية دينية بدون المساس بسيادة الدولة ووحدة أراضيها. أما الوضع في مصر فهو مختلف تماما ولا يمكن تقسيمها لأسباب عديدة، منها أن مصر طول عمرها المديد الممتد في عمق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف من السنين وهي تُحكم مركزيا (منذ وحّد الملك مينا بين أقاليمها)، كما أن مصر والحمد لله عرق واحد ممتد منذ الحكم الفرعوني حتى الأن أي لا يوجد بها تعدد عرقي، كما أن الدين في مصر ذو أغلبية اسلامية (70%) وأقلية مسيحية (30%) وما يحدث بينهما من مشكلات هي خلافات طارئة ومفتعلة ويمكن القضاء عليها إذا خلصت النيات. ودستوريا لا يمكن تطبيق الفيدرالية بها حيث تنص المادة الأولي من الدستور على أن جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شيء منها، نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون. الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الإفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية.
ولكن لمعالجة البيروقراطية المزمنة في مصر أري أن يكون لكل محافظة بها مجلس محلي لحل مشكلاتها ويكون المحافظ من نفس سكان المحافظة عاش بها وخبر مشكلاتها وأن بكون ذو كفاءة عالية ووصل لمركز قيادي مرموق يؤهله لحمل عبء القيام بحل قضايا ومشكلات محافظته وأن يكون اختياره بالانتخاب الشعبي من أهل المحافظة وليس بالتعيين كما هو حادث اليوم، بذلك نكون قد قللنا من الروتين وبيروقراطية الحكم المركزي وفي نفس الوقت حافظنا على كيان الدولة المصرية القوية المتماسكة.
أما إذا رغبت الدول الناطقة بالعربية كلها أو بعضها أن تتكامل أو تتحد فطريقها هو الكونفدرالية التي تحقق الغرض وتلغي فكرة الخلافة المعشش في فكر الجماعات الضالة. والاتحاد الكونفدرالي هو رابطة بين دول مستقلة ذات سيادة، وتفوّض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كيان. والكونفدرالية تحترم مبدأ السيادة الدولية لأعضائها وفي نظر القانون الدولي تتشكل عبر اتفاقية لا تعّدل إلا بإجماع أعضائها. ومن أبرز الكونفدراليات الحديثة الاتحاد الأوروبي.












#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات المصريين ضد الرومان
- التدني العربي حتي في الرياضة
- لماذا نحن نعشق الديكتاتورية ؟
- ثورة المصريين أواخر عهد البطالمة
- سوف يطفحوننا الكوتة
- ثورة أخناتون الدينية والثورة المضادة
- محاكمة مرسي بتاع الكرسي
- الثورة على رمسيس الثالث
- زعيم الأمة الذى أحببناه
- مباراة غانا تكشف خبايانا
- التشابه بين الثورة على بيبي الثاني وثورة 25 يناير
- إلي أين نحن ذاهبون؟
- ثورة الجياع على الفرعون بيبي الثاني
- سوريا كمان وكمان
- سوريا ومهزلة جامعة الدول العربية
- Home sickness المواطنة ومرض الحنين
- سوريا والخريف العربى
- لصحافة هنا.. والصحافة فى الأوطان:
- ذكريات الزمن الجميل
- يا صديقى كلنا مُغَفّلون


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - الفيدرالية هي الحل