|
الطاهرة .......قصة ..ج1 ....
احلام الربيع
الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 16:05
المحور:
الادب والفن
بعد ان دام على زواجها 6 سنوات ..و انجبت طفلتين ...احست طاهرة انها غير سعيدة ...وشعرت بالملل والكابة ..وثقل الأيام ورتابتها ...كانت موفقة في عملها وحالتها المادية ممتازة ...تملك منزلا جميلا ولديها طفلتين جميلتين وكان زوجها مثال الزوج الصالح ..يساعدها في تصريف امور البيت وتربية الصغيرتين ...ببساطة كان عيشها رغدا ...الا انها لم تشعر بالسعادة ...شيئا ما كان ينغص عليها حياتها .... عاشت طاهرة وتربت في بيت علم ..وكانت مكتبة ابيها تضم كل العلوم الانسانية.... ثقافة... فلسفة... اجتماع ...فن ..تاريخ ..سياسة ..فقه ...ولع طاهرة للقراءة جعلها تلتهم مكتبة ابيها الغنية ..كانت وكما يطلق عليها ابوها ..تحببا ..( دودة الكتب )...وساعدها اخوتها الذكور الاربع وعدم وجود اخت لها ..ان تتربى تربية ذكورية ...حتى والدتها لم تكن لتتاثر بها و لم تكن لتلقنها شيء بسبب ولعها وتعلقها بابيها ذو الثقافة العالية ....كانت معظم اوقاتها تقضيها في القراءة و الاستماع الى كلام ابيها او اللعب مع اخوتها الشباب ..وقد ساعدتها فطنتها وذكائها في نجاحها الدراسي مما اهلها لدخول كلية الطب البشري جامعة بغداد ...حيث وجدت هذا المضمار يشع بالانسانية ..في عالم فيه انسانية الفرد ذكرا وانثى مهانة ومستلبة ...وتذكر دائما مقولة ابيها ..(اننا مستوطنون ولسنا مواطنون ..)
في الكلية ارتبطت طاهرة بعلاقة حب مع احد زملائها ..وكان من دورتها ...ومعرفة قديمة تجددت خلال سنوات دراستها للطب ...كان مثال الشاب المهذب والخلوق ...كان انيقا وسيما ومن عائلة من الطبقة المتوسطة ..ذوي الدخل المحدود ...كانت سنوات الدراسة بطعم العسل بفضل هذا الزميل والصديق والحبيب ....كانت معجبة به الى درجة كبيرة... تنظر الى فمه وهو يتكلم ...وتراقبه وهو يسير ..وتشعر بالغربة عندما يغيب ...لم يكن لها من الزميلات والصديقات بسبب مرافقة هذا الشاب الحبيب طيلة تواجدها في الجامعة ....لم يكن هناك سوى قبلات واحضان في بدأ علاقتهما ...وتطورت الى تلامس سطحي ...لم يرتقي الى حد العملية الجنسية ....وكانت هي المبادرة في (الطلبات الاروتكية )
كانت طاهرة مبهورة بحبيبها وتذكر له جيدا كلامه معها ...كان يقول لها ..مداعبا ...(انت تحملين احلى صدر من كل البنات ....ويحق لك ان تفخري ..)..كان هذا الحبيب مصدرسعادة غامرة لم تتخيل ولو لساعة انها ممكن ان تعيش بدونه ...او تمنح جسدها وقلبها لسواه .... ولكن ...القدر دائما يقف لنا مشاكسا رغباتنا ...لقد انفصمت عرى العلاقة بعد التخرج ولم تعد طاهرة تتواصل مع حبيبها لظروف حالت بينها وبينه ..وتحت ضغط اهلها ...لم تستطيع مسامحة نفسها لهجرها حبيبها ..وانتقمت من نفسها بقبول اول عريس يتقدم لها ...عسى ان تنسى محنتها الاولى ...وتملئ قلبها الجريح بما يمكن ان يشغله ويكون بلسما لنار حبها المستعر تزوجت طاهرة بعدها بفترة قصيرة شاب طبيب مرموق المنصب والاختصاص من احد انسابهم وتمت المراسيم بسرعة فائقة خطبة وزواج ....لانها كانت في حالة كابة تريد ان تخرج منها ولتريح اهلها بعد ان علموا بقصة حبها لزميلها الشاب ...ارادت ان ترتاح وتريح اهلها ...تزوجت واشترطت السفر الى بريطانيا لنيل الاختصاص هناك ...بعد ان تم تسجيلها في الكلية الملكية البريطانية في اختصاص النسائية والتوليد ...وفعلا سافرت مع زوجها ...ودعت من الله ان يمن عليها ببركاته ويجعل في زواجها الخير ومحاولة نسيان ذكريات حب دام اكتر من ستة سنوات الدراسة في كلية الطب .....
بعد ان خاب ظنها في الاقتران بحبيبها وزميلها ....وللخروج من دوامة الالم والتعب النفسي الذي اصابها وجعلها مدمنة الحبوب المهدئه كان لابد ان تستمر الحياة وتخرج من بئر القلق والحرمان الذي سقطت به ..وافقت اهلها على زواج تقليدي وقبلت الأقتران من انسان لاتمت له باي عاطفة او صلة وجدانية او تمازج بالرأي والافكار.... ناهيك عن فقدانها القلب التي اضاعته في حبها الاول ...ترى كيف كانت حياتها وهي تهب نفسها وجسدها بلا قلب لاول من طرق بابها ... مرت الشهور الاولى وهي محملة بالمفاجئات ل طاهرة ..فقد تعرفت على خفايا زوجها وكثير من عاداته وطباعه ...استطاعت بشق الانفس من تجرعها ...وبالاخص عندما كان يعاشرها لم تتقبل اسلوبه ولا مداعباته ...!!!
بسبب الغربة وانشغال طاهرة في دراستها وتحصيلها لشهادة الزمالة الملكية البريطانية....كذلك في انجابها لطفلتين.... وصلت طاهرة الى قناعة استحالت عيشهما سويتا فلا يوجد رابط نفسي وروحي يجمع طاهرة بزوجها ..وبدا الملل يقتلها ..ويقتل كل المودة التي تجمعها بزوجها ....كانت تقضي معظم وقتها في عملها في العيادة وهو ايضا مشغول في عيادته ومحاضرات كان يلقيها في جامعة ادنبرة ..بعد ان توصل لرتبة طبيب استشاري في علم جراحة الاعصاب ...حيث يقضي نصف الشهر في ادنبرة والنصف الاخر في بيته مع طاهرة في لندن ...كانت البنتين وبسبب انشغال الزوجين في مدرسة داخلية برعاية الكنيسة ..حيث تتوفر لهن كل الرعاية ...ذلك لانه طاهرة لم تكن تشعر بغريزة الامومة لكرهها العيش مع زوجها ....كانت الحياة رتيبة ..مما جعل طاهرة تتعود على تناول الكحول ... ازدادت المشاكل وكثرت المشاجرات بين طاهرة وزوجها ..ولم تكن علاقتهما على وفاق ...حتى كاد اتصالهما يصل بعدد اصابع الكف الواحد شهريا ...كان الزوج اكثر تمسكنا ب طاهرة ولم يسمح لها بنقاش يتطور الى طلب الانفصال ..فيبادر الى اهداءها عطرا او فستاننا او ياخذها في نزهة او عشاء ليلي ...الا ان كل ذلك لم يكن ليرضي طاهرة بعد ان اخد النبيذ ان يصبح جزء من حياتها تستعين به على التغلب على مشاكل النوم والراحة ....وبدا تاثيره على تركيزها في عملها في عيادة النسائية والتوليد التي تمارسه ...وبعد ان كان ما تتناوله كاس واحد او اثنتين ازداد ليصل الى نصف القنينة ...وبدات تشعر بالخوف والفزع من كوابس تنتابها ليلا فتنهض في انصاف الليالي وهي تصرخ ...مما دعى جارها الى ان يطرق بابها ليلا لمساعدتها ...مما جعلها تشعر بوجوده ...وهو بدأ بالاهتمام بها .. في احد الايام خرجت طاهرة مبكرا من منزلها ...لتجد جارها الشاب قريبا منها وهو مرتديا الملابس الرياضية فقال لها...( صباح الخير سيدتي ..جميل جدا ان ينهض الانسان مبكرا للتريض ...هل تريدين مرافقتي ...انا كل صباح اطوف حول حديقة الحي مرتين قبل التوجه للعمل ...يا حبذا لو شاركتيني في هذه الهرولة الصباحية ....) شكرت طاهرة جارها وابتسمت له علامة الرضى والقبول وقالت ...( جميل جدا وهذا ما احتاجه فعلا ..) قال الجار ..( غدا صباحا ساطرق عليك الباب لنخرج سويا ....) قالت طاهرة (اتفقنا....عزيزي )
وعلى نفس الموعد بدات طاهرة ترافق جارها كل صباح قبل ان تتوجه الى المستشفى ...وقالت له ...( جون ..هل تدرك ماذا ؟؟..... بدأت ادمن رأيحة اشجار الحديقة ...وزقزقت عصافيرها الصباحية ....)رد عليها قائلا ..(الحياة جميلة لمن يحسن عيشها ...) وضحك الاثنان
في احد الايام وبعد ان انهينا الجولة الصباحية من الهرولة حول حديقة الحي السكني طلب من جون ان اتناول الفطور معه قبل ان ننطلق الى اعمالنا ...قلت له لابد من اخذ حمامي الصباحي ...قال لي تعلي خذيه في مسكني ...لم امانع دخلت مسكنه واخذت ...(الشور )تلفلفت بالفوطة وخرجت لاجلس مع جون في الصالة ...قال لي جون ..(هل تعرفين ..لك جسد غاية في الجمال ....وبالاخص صدرك انه من النوع المرتفع والمشدود ...انك لا تحتاجين لحمالة الصدر على ما اظن ....) ضحكت من هذا الاطراء الذي ذكرني بعلاقتي ب حبيبي الاول في الكلية ...واقترب مني وقبلني وازدادت حرارة القبل والاحضان لتسقط الفوطة واجد نفسي في سريره نمارس العاب البالغين ... قلت له ..(جون كم الساعة لقد تأخرت على عيادتي ...ارجوك اعطني ملابسي من طرف سريرك ...لابد ان اغادر الان حالا ....
كان هذا اول لقاء لي ب جون توالت بعده سلسلة مواعيدنا ..
#احلام_الربيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشريف ....(قصة قصيرة )
-
الحب وحده لا يكفي ...(قصة ج1 )
-
رجل من قصص الف ليلة وليلة .....(قصة قصيرة)
-
قصة حب .....(الصفحة السادسة الى الصفحة العاشرة )
-
قصة حب .....(الصفحة السادسة الى العاشرة )
-
قصة حب .....(الصفحة الاولى الى الصفحة الخامسة )
-
حلو وخفيف ..... (قصة قصيرة )
-
هواجس جنسية ....(قصة قصيرة )
-
ملل ورهان وحب .... (قصة قصيرة )
-
مراهق .... قصة قصيرة
-
حدث في صباح باكر ....( قصة قصيرة )
-
جلسة كافتريا .......(قصة قصيرة )
-
باقة فل .....(قصة قصيرة )
-
واقعي جدا....( قصة قصيرة جدا ) د.حياة الربيع
-
لا عتب على القرد ......(قصة قصيرة )
-
نصيب الحوت ..... ( قصة قصيرة )
-
حبة بطاطا ...(قصة قصيرة )
-
الباشا ورئاسة الوزراء ...... ( قصة قصيرة )
-
مماحكة بين جنسين .......(محاورة قصيرة )
-
سنه اولى شريعة ....(قصة قصيرة )
المزيد.....
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|