أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ماذا تراجع دور المثقف ..؟!














المزيد.....


ماذا تراجع دور المثقف ..؟!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت العادة ان تتطلع الشعوب وترنو المجتمعات في اوقات المحن والأزمات والتحولات العاصفة الى دور انقاذي للمثقفين ، باعتبارهم حبل نجاة للمجتممعات الساكنة الخاملة ، وكنوع من الاقرار بوظيفتهم ودورهم الريادي الخلاصي في حمل مشعل التغيير وقيادة المجتمع من الوجهة الثقافية والتأثير فيه ، وقيادة العمل الوطني والكفاحي الثوري ، والوقوف في صدارة الاحداث وطليعة النضال والصفوف الامامية ، والاسهام في اعادة بناء وتأسيس الوعي النقدي وتوليد الأفكار الجديدة ، وتجديد القيم الثقافية والفكرية والمجتمعية وتجذيرها ، التي يفترض انهم الأقدر على بنائها وتذويتها ، فضلاً عن الـتأثير في الشأن العام للمجتمع سعياً لتغيير الواقع السياسي السائد والقائم .
وعلى امتداد التاريخ البشري لعب المثقفون دوراً طليعياً وريادياً وتعبوياً هاماً في مجتمعاتهم وقيادتها والتاثير فيها ، ولكن للأسف الشديد ان دور المثقفين والنخب الطليعية في عصرنا آخذ بالتراجع والانحسار الى حد التلاشي ، وبرز ذلك جلياً خلال انتفاضات وثورات ما يسمى بـ "الربيع العربي " ، وقد غاب دورهم في المناخ السياسي والاجتماعي في اوطاننا العربية . فلماذا تخلى المثقفون عن دورهم في قيادة المجتمع والتأثير فيه ، ومقاومة الراهن ، وقيادة التغيير ، والمساهمة في اصلاح المجتمع والسياسة وتطويرهما ، وابتعادهم عن الصف القيادي التنويري الى التماهي مع فكر المؤسسة وسياستها ..؟!.
يجب ان نعترف بان المثقف في زمن العولمة والتكنولوجيا أصبح ينقاد وراء ما يريده الناس وفق اذواقهم وأفكارهم ، وبات رهينة لما يريدونه . وأصابه اليأس والقنوط بعد فشل المحاولات في التصدي للواقع والسباحة ضد التيار واحداث التغيير المطلوب والمنشود في المجتمع ، فآثر الانسحاب والوقوف على الرصيف والهامش . وهنالك مثقفون غابوا عن ساحة الفعل والمواجهة مع السلطة وراحوا يبحثون عن مصالحهم الذاتية والشخصية واختاروا الهروب والتقوقع في بروجهم العاجية ، ومنهم من تم تدجينهم وترويضهم وشرائهم بالمال النفطي وادخالهم الى الحظيرة ودوائر السلطة ، ما ادى الى تكاثر نخب السلطة ومثقفي المؤسسة في البلدان العربية .
وفي ظل الانعطافة الكبيرة التي تشهدها شعوبنا العربية ، فإن مجتمعاتنا بحاجة ماسة الى مثقفين عضويين ، يمارسون دورهم الخلاصي الانقاذي الجذري والقيادي في الدفاع عن قضايا الامة ومطالب شعوبها ، وحمل شعارات ومشاعل الحرية ، ورفض الاستبداد والغبن والاضطهاد والقمع ، والمطالبة بالتغيير والكرامة الانسانية والعدالة الحقة . وليكن للمثقف الصوت المدوي المجلجل في نقد السياسات التي تقترن بالديكتاتوريات والممارسات القمعية القهرية والتعسفية ، التي لا تحترم حقوق الانسان وحريته وكرامته ، والمشاركة في عمليات البناء والتحول الديمقراطي، وتأسيس مجتمعات مدنية حضارية فاعلة في الحياة الانسانية عمادها وقوامها العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ، وارساء تقاليد سياسية وفكرية قائمة على التعددية واحترام الرأي الآخر والقبول بالاختلاف ، وسواها من الأفكار التي تسهم في تأصيل وتعزيز قيم حضارية وديمقراطية منبثقة من قلب أمتنا العربية الاسلامية وتراثها الحضاري ، في اطار التفاعل مع الثقافات الانسانية الأخرى والاستفادة من منجزات العصر والحضارة وتطوراتها .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين هي بشائر المصالحة الوطنية الفلسطينية ..؟!
- كلمات قليلة في وداع الناشط الحقوقي الفلسطيني د. اياد السراج
- الواقع العراقي ودور المثقف ..!
- مع الشاعر والمناضل الفلسطيني محمد علي صالح
- عدد جديد من مجلة -الاصلاح- الثقافية في الأسواق
- متى يتوقف الارهاب في العراق ..؟!
- الذكرى ال (26) للانتفاضة الفلسطينية المجيدة
- وداعاً احمد فؤاد نجم ، شاعر الغلابا وسفير الفقراء
- متطلبات المرحلة فلسطينياً ..!
- المفكر العراقي د. حسام محيي الدين الالوسي نجم لا يخبو بريقه ...
- حوار مع القاصة والروائية حوا بطواش
- الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الى أين ..؟!
- الوضع العربي الراهن والبديل الديمقراطي المنتظر ..!
- مجلة -الشرق- الفصلية تحتفي بالكاتب مفيد صيداوي
- عزمي بشارة والانحراف الفكري ..!
- وقفة أخرى مع نتائج انتخابات السلطات المحلية
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيده الثمانين
- ليسقط مخطط بيع -خان العمدان- ..!
- قراءة في المشهد الانتخابي المحلي
- نتائج الانتخابات المحلية وانتصار المشروع الوحدوي في طلعة عار ...


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ماذا تراجع دور المثقف ..؟!