بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 23:17
المحور:
الادب والفن
كانت أغاني فيروز تستوحى من مشاعرها وقيمها ، وتمثل نفسيتها ورغباتها وطموحها وذاكرتها وأخلاقها .
كان عاصي يستعمر فيروز بطريقة محببة إلى قلبها.
وفي رحلات الثنائي /عاصي - فيروز/ إلى البلاد العربية والغربية ، وجدا تجاوباً من الجمهور.
وعندما عانق الموت عاصي الرحباني في 21/6/1986 أصيبت فيروز بالمرض وشعرت بالخوف من الغد المجهول ، وعلى أحوالها بالذات ، وبالشغل. وكلما كانت فيروز تغني في مطرح ، كانت تشعر بوجود عاصي إلى جانبها .
ولقد أتعب موت عاصي ، السـيدة فيروز ، كما اتعبت الحرب ، أغانيها وذاتها معاً.
خرجت فيروز من عزلتها ، وغنت في ســـاحة الشهداء اللبنانية 1994 " سنرجع يوماً إلى حينا . سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا "
وعندما غنت فيروز على مسرح بعلبك 1999، شعر الإنسان العربي بدفء الحياة، وبولادة جديدة، وبسلم أهلي ، وبفرح دائم، وبإخاء صار واقعاً ، وبحرب دفنت إلى الأبد .
وتربعت فيروز على عرش المسرح لثلاثة عقود من الزمن . والرحابنة الذين هم صوت، وذاكرة ، وحياة ومواقف شغلوا أمة العرب نصف قرن من الزمن.
واتسم مسرح الرحابنة بالحداثة الشكلانية وبالجدية وبالصوفية وبالمثالية وبالرومانسية المناغمة للسياسة الاجتماعية ، وتمحور حول البطولة الفردية الشعبوية ، واسقط من أدبياته ومسرحه البطولة السلطوية .
وعمل مسرح الرحابنة بجدية على تغيير الكلمة ، والجملة العربية . واعتمد جـدل اللغة بالطموح غالبــاً وبالواقع أحيانا . ورفض التدجين ، ومغازلة السلطة ، ومبدأ الربح والخسارة .
وهو مسرح غير مقاوم للسطلة ، ولكنه مسرح غير مهادن لها . فرض حضوره واحترامه على الإعلام المسموع والمرئي معاً .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟