أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟














المزيد.....

نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين أطّلع على أخبار الأقليّات الدينيّة والعرقيّة في البلاد العربيّة، وخصوصًا في العراق وسوريا، أذرف بعض الدمعات ولا أخجل من بكائي، وفي بعض الأحيان، أعزّي نفسي وأسترضيها وأهمس في أذنها: من الجيّد أن نعبّر عن مشاعرنا الجيّاشة إلى حين الانتقال إلى المنطق والتحليل والاستنتاج، وفيما بعد إلى السلوك والعمل والنضال. وفي أحيان أخرى، أقول لرجولتي: أعذريني وسامحيني؛ فسلطان باشا الأطرش قائد الثورة السوريّة، فارس ساحات الوغى، بكى حين شعر بقسوة معاناة رفاقه من شظف العيش في المنفى، في النبك في شرقي الأردن، بكى حين رآهم يتقاسمون رغيف الخبز، كما تأثّر من الروح الاشتراكيّة التي سادت بين رجاله...لم يتخاصموا، ولم يستنهزوا فرصة ضعف أحدهم، ولم يستغيبوا، ولم يستغيثوا، ولم يستقووا، ولم يستضعفوا، ولم يستأثروا، ولم ,,, ولم يلعنوا الساعة، بل تقاسموا رغيف الخبز!
لم تستثنِ منظّمة "داعش" (دولة الإسلام في العراق والشام) وجبهة النصرة أيّا من أساليب البطش والهمجيّة والوحشيّة إلاّ وخاضت غمارها، وآخر حماقة قرّرت داعش وحزمت أمرها أن تتصدّى لمعلّمي اللغة الإنجليزيّة في بلاد العراق والشام!
لماذا؟!
اعتقادًا منها أنّ مدرّسي هذه اللغة هم من المسيحيّين! نعم هكذا.
في إسرائيل، يقيم رجال الأعمال الدنيا ولا يقعدونها؛ كي ترفع وزارة التربية من مستوى تمكّن الطلّاب الإسرائيليّين من اللغة الإنجليزيّة؛ ليسهل اندماجهم في سوق العمل العالميّ، في المستقبل.
في الماضي، عندما درّست وربّيت في ثانويّة بلدي كفرياسيف وغيرها، كنت أقول لطلاّبي: لا بدّ لنا من أن نتقن موضوع الرياضيّات (كنت مدرّسا له وللفيزياء) والتحدّث بطلاقة اللغة الإنجليزيّة وأن نفهمها، كي تساعدنا في التحرّر من عبوديّة رأس المال الصهيونيّ الشرس، الذي يضطهدنا مرتين: مرّة، لأنّنا شعب غالبيّته من العمّال والفلاّحين، ومرّة أخرى لأنّنا أقليّة قوميّة... وليس لنا إلاّ أن نشبّ على الطوق الصهيونيّ والانطلاق نحو السوق العالميّ... وكنت أحذّر من الاكتفاء بقليل من الإنجليزيّة لنجتاز امتحانًا ولنعبرَ عقبة أو نقفز عن عتبة أو نشاهدَ فيلمًا سينمائيّا أو نفهم صيحات الموضة أو ننطق ببعض الاصطلاحات الإنجليزيّة التي نجهل معناها، للاعتداد وللدلالة على مستوانا الثقافيّ!
كنت أقول لهم: لا يمكن العمل في شركة "هاي تيك" (التقنية العالية) عالميّة إن لم نتقن الإنجليزيّة؛ لأنّ لغة شركات "الهايتك" العالميّة وخطاباتها ومكاتباتها ورسائلها تكون بالإنجليزيّة. وكنت أتساءل: كيف لكم إن أصبحتم رجال ونساء أعمال أن تعقدوا صفقاتكم مع شركات عالميّة إن لم تتقنوا الإنجليزيّة شفاهة وكتابة؟ وكيف ستدرسون للّقب الثاني الجامعيّ إن لم تقرأوا وتفهموا المقالات الجديّة المطلوبة للّقب الثاني في إسرائيل؟!
اليوم في إسرائيل، يعلن أصحاب العمل في وسائل الاتّصال والإعلام وينشرون تعليماتهم وطلباتهم وإعلاناتهم واحتياجاتهم باللغة الانجليزية، كي يبعدوا غير المتمكّنين منها من التوجّه إليهم والتقدّم بطلب مهنة ... بعضهم يجري مقابلات القبول للعمل باللغة الإنجليزيّة، وآخرون يلزمون موظفيهم بالالتحاق بدورات لغة إنجليزية في معاهد معيّنة والنجاح فيها، كشرط للتقدّم في المهنة ولدمجهم في سوق العمل العالميّ.
أمّا منظمة "داعش" التابعة للقاعدة والتي تنشط في سوريا فتهدّد بأنها ستقضي على معلّمي اللغة الانجليزية في العراق وسوريا؛ لأنّها تعتقد بأن معلّمي اللغة الإنجليزيّة في البلدَين هم من الكفرة المسيحيّين؛ لذلك يجب التخلّص منهم، وتوزيع أملاكهم، وتطهير الأمارة منهم، ليتسنّى لهم تصميم "دولتهم/أمارتهم" وفقا لمعتقداتهم ومقاساتهم.
لو كان سلطان باشا الأطرش حيّا وشاهدًا على هذه المجازر، ترونه كان يبكي على حالنا، أم حالنا تبكي عليه، أم ماذا؟!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور
- تصريحات تنمّ عن كُره للدبلوماسيّة
- عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ
- ليس التألّم علامة الخضوع!
- انتبهَت حماس، لكنّها اعتقدت
- ابتسامة روحاني ودِعة عبّاس
- ليستغلّ العرب القضيّة الفلسطينيّة
- نخوة التبرّع بالأعضاء والأنسجة
- كم نحن بحاجة لدعم الكرملين، ولتحويل الضغط الأمريكيّ!
- أريد عطلة استجمام هادئة
- دولة الشعب الإسرائيليّ!
- -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك
- لا يسير الاحتلال والسلام معًا
- أمّا الرؤساء فأغلى!
- هل نستطيع أن نحمّل إسرائيل مسؤوليّة الفشل؟
- كالماء كان وكالماء صار
- الافتتان بالكلمة والتلاعب بالأسئلة


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟