أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة














المزيد.....


مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 05:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار المقال الأخير الذي كتبناه ردود فعل لدى بعض القراء، خصوصاً حين يوضع ما أتى في مقالنا ضمن الظروف التي تمر بها الثورة السورية، فلقد أتت هذه الأخيرة بعد ثلاثة منعطفات كبرى في البلد، أما الأول فقد تمثل في مرحلة الانتقال من الحكم الاستعماري الفرنسي إلى مرحلة الاستقلال الوطني عام 1946 والدخول في مشروع وطني تنموي، خصوصاً على الصعيدين السياسي الثقافي والاقتصادي، وقد تتوج ذلك لاحقاً في المنعطف الثاني، ليسجل تقدماً قومياً تمثل في تحقيق ما اعتبر في حينه، "وحدة بين سوريا ومصر"، ثم جاء سقوط الوحدة مقدمة لعدد من الانقلابات العسكرية، التي انتهت بتأسيس ديكتاتورية حزب "البعث" عام 1963 حتى عام 1970، وتوقفت هذه التغيرات مع الانقلاب الذي حققه حافظ الأسد، تحت اسم "الحركة التصحيحية". ومع تكرُّس هذه الأخيرة يكون الانتقال قد تم من "ديكتاتورية الحزب" إلى "ديكتاتورية الفرد"، أي حافظ الأسد، الذي أصبح بعدئذ "قائد المسيرة إلى الأبد"، عام 1970.ها هنا، يتوقف التاريخ عن أن يكون إطاراً لحافظ الأسد، ليصبح حقل تجلّي التاريخ وعقله، ويتشابك الماضي مع الحاضر والمستقبل لينبثق النموذج الأعظم للتاريخ الأسدي بذاته، الذي راح يفصح عن نفسه فيما لا يحصى من النماذج، التي ستكتمل في النموذج المهيئ لحافظ الأسد نفسه، نعني جلجامش، الذي "نصفه إله ونصفه الآخر بشر"، ومع تشخيص ذلك في قلب الأحداث، نجد جلجامش الأسد ملكاً ومالكاً وإلهاً، في السياسة والاقتصاد واللاهوت، وقد تحدد الأمر وتشخص أكثر، حين تشخص وتحدد في المكوِّنات التي قام عليها الاستبداد الأسدي (لدى الأب أولاً ولدى الابن ثانياً). في ذلك كله تحددت مهمات النقد التاريخي، وتحددت من ثم مهمات الإنتاج النظري في سياق الثورة السورية على أيدي طلائعها، الذي ينبغي أن يتحولوا إلى جسد الثورة بكله مقدمة ومتناً ونتائج. ومن شأن ذلك أن لا يكون النقد في الثورة مهمة خاصة بـ"لجنة مركزية أو مكتب أيديولوجي...إلخ، في الثورة". فهذا النقد المقصود يصبح مهمة الثورة كلها، وإلا سيُفضي الأمر إلى تشكّل نخبة مع مواجهة الكتلة العظمى. وهنا تبرز أهمية ذلك في أمرين اثنين أولهما يتمثل في العمل الدؤوب والمفتوح على تحقيق جميع أفراد المؤسسة الثورية حداً قائماً على التنامي النوعي والكمي المفتوح لمنظومة النقد العلمي، أما الأمر الثاني فيظهر في الوقوف بحزم ضد من يرى أن أمور ممارسة النقد شأن "يختص" به شخصيات دون غيرها، انطلاقاً من أن أولئك بما هم يتمتعون به من فضائل تتوافر في شخوصهم دون الآخرين، هم الأولى بالاستمرار في القيادة هذه أو تلك.

وحرصاً على الحفاظ على هذا الموقف، ربما كان شأناً في غاية الأهمية، أن تتحول دائرة المناصب القيادية إلى عملية مفتوحة دائماً ولأقصر الآجال الممكنة ثانياً: لنقل إذن إن المناصب القيادية كلها، هي خاضعة لقانون تعميمها على الجميع، بقدر ما هو ممكن، وإذ ذاك لا يحق لرئيس جمهورية أو لمدير عمل أو ما يدخل في هذا الحقل أن يستمر لأكثر من دورتين. ففي ذلك تكمن قيمة ثورية عظمى: قيمة ألا تتحول تلك المناصب إلى توريث وإلى الأبد"!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية
- حرب على قاعدة الحرب!
- سوريا وحكمة «سنوحي»
- سوريا: الطريق من أوِله!
- سوريا: السياسي والاعتقادي
- جيوش العالم الثالث
- سُلّم الأخطار
- الثورة السورية والمشهد المصري


المزيد.....




- فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط ...
- قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية ...
- مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا ...
- لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
- للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من ...
- مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
- حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
- كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
- الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف ...
- -مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة