|
بواسير العطية وصخرة عبعوب ونفط كردستان
محمد ضياء عيسى العقابي
الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 05:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بواسير العطية وصخرة عبعوب ونفط كردستان محمد ضياء عيسى العقابي تحت العنوان التالي: "بواسير العطية ونفط كردستان ... شكراً للدكتور حسين الشهرستاني" طرح السيد عادل الحسيني، بتأريخ 15/12/2013، في أحد المواقع الإلكترونية السؤال التالي طالباً رأي القراء. أدرجُ فيما يلي نص السؤال المطروح متبوعاً برسالتين تضمنتا جوابي على السؤال بعد إجراء تعديل طفيف عليهما: 1.0- السؤال: [شارك برأيك ! لماذا تصمت جميع الملائكة والشياطين، الليبراليين والمتدينين، اليساريين واليمينيين ، ذوي البدلات الزُرق وأصحاب القبعات الصفر، ذوي الاربطة وذوي العمائم ، جماعة المهمشين وجماعة اقليم الوسط والجنوب ، جماعة صورني وانا ما ادري وجماعة صورني واني ادري، موزعي الساندويجات وموزعي القامات في المواكب الحسينية، جماعة النزاهة وجماعة كلها حرامية، لماذا يصمت الجميع عن تصدير النفط من قبل الاكراد دون الرجوع للحكومة المركزية ؟! لماذا يترك د. حسين الشهرستاني يدافع لوحده ويدفع الثمن لوحده ايضا ؟ الا يدرك الذين اقضّت مضاجعهم كذبا ونفاقا مصاريف “بواسير خالد العطية” ان تصدير نفط لمدة ساعة واحدة فقط من كردستان ,تكفي لعلاج بواسير كل العراقيين ؟! عادل الحسيني] 2.0- الجواب: 2.1- الرسالة الأولى: [إن هذا الرهط الذي ذكرتموه ممن لم يلتفت الى تهريب النفط من قبل سلطات كردستان، لم تهمهم سابقاً وحاضراً أمور أخرى أكثر خطورة مثل: - إخراج القوات الأمريكية وإسترجاع الإستقلال والسيادة الوطنيتين. - عدم منح شركات النفط الإحتكارية عقوداً بموجب صيغة “المشاركة في الإنتاج” التي ترفع أرباح الشركات بمقدار (25) مرة مقارنة بأسلوب الحكومة في جولات التراخيص الشفافة وفق صيغة “عقود خدمة" حسب خبراء النفط العراقيين. - لم يحتجوا على ترك الأمريكيين الجيش وقوات الشرطة والأمن العراقية بلا سلاح وتدريب حقيقيين وبدون معلومات إستخباراتية جمة كانت بحوزتهم عن الإرهابيين. لدى الإرهابيين بعض الأسلحة المتطورة التي لا يمتلكها الجيش العراقي. - حاولوا بطرق عديدة إفشال الإتفاق العراقي – الروسي بشأن تجهيز العراق بالسلاح اللازم للتعويض عن الفراغ الذي تركه الأمريكيون. - لم يتطرقوا إلى موالاة معظم الطغمويين* في إئتلاف العراقية وغيرها للأمريكيين والتنسيق معهم في مجال التناغم مع الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية وشل يد الحكومة وحرمان العراق من البيئة التشريعية السليمة التي يُفترض أن تتفرع منها البيئات السليمة الأخرى: السياسية والأمنية والتنموية والخدمية لإعادة بناء الدولة العراقية. - لم يطالبوا رئيس مجلس النواب بعرض طلب مجلس القضاء الأعلى على التصويت لنزع الحصانة عن (17) نائباً من إئتلاف العراقية متهماً بالإرهاب. وكذلك عدم رفع الحصانة عن عدد من النواب المتهمين بالفساد. - وقفوا ضد الحكومة عندما وقفت بصلابة ضد محاولات تدمير الدولة والجيش السوري وعندما أدخل الأمريكيون والسعوديون والقطريون والأتراك الإرهابيين إلى سوريا بقصد تدمير سوريا وتخريب الديمقراطية العراقية بواسطة الإرهاب. يقصد الأمريكيون من تدمير سوريا تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس ومحاصرة النظام الإيراني وأخيراً خنق العراق لصالح الطغمويين وذيولهم ومحاصرة روسيا والصين وهي أمور ليست لصالح العراق والعرب والمسلمين والعالم. - لم يقفوا بجانب الحكومة العراقية عندما وقفت وتقف ضد تآمر الأمريكيين وإئتلاف العراقية على شن حرب على إيران لتدمير منشآتها النووية لأن ضربها من الجو أو بالصواريخ غير مجدٍ حسب الخبراء العسكريين الأمريكيين أنفسهم. وكل ذلك لصالح أمن إسرائيل وتسييدها على المنطق. - لم يحتجوا على طلب حكومة كردستان من حلف الناتو تزويدها بأسلحة وطائرات من الحصة المخصصة للعراق (حسبما أذاعت فضائية الميادين قبل أسبوعين تقريباً). - لم يسألوا حكومة كردستان التي طلبت من الحكومة الفيدرالية تسليمها أكثر من (400) مليار دولار تعويضاً عما لحق بكردستان من دمار وخراب على يد النظام البعثي الطغموي (حسبما نقلت فضائية الحرة – عراق عن الدكتور حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة) – لم يسألوا: ومن يعوض الشعب العراقي؟ - لم يحتجوا ولم يكترثوا لما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن وثائق أمريكية سرية، من بينها تقارير رفعها السفير الأمريكي السابق في بغداد السيد كريستوفر هيل لحكومته، تحدثت عن الدعم السعودي للإرهاب في العراق. - عدم الوقوف بوجه الحملة الدعائية التي تقودها أمريكا بهدوء ومن وراء الكواليس وكذلك تديرها السعودية وقطر وتركيا مباشرة أو عبر تمويل “حلفائهم” داخل العراق، بل المساهمة في برامج القنوات الفضائية كفضائية الحرة بأفكار خاطئة ومعلومات مشوهة عن الإرهاب ومسبباته وداعميه وكيفية محاربته ودور الجماهير في مكافحته، وعن الديمقراطية والحريات والطائفية والمسؤولية عن الفساد والمحاصصة وغير ذلك من المواضيع الخطيرة التي تبلبل أذهان الجماهير لأنها تطرح بشكل مشوه يقصد منها تلبيس إئتلاف دولة القانون والحكومة والمالكي كامل المسؤولية . إن هذا الرهط أثبت أنه لا تهمه مصالح الوطن المذكورة أعلاه بقدر إهتمامه بمصالحه الضيقة الطغموية، أي الطائفية والعنصرية، أو الفئوية أو الحزبية أو الشخصية مغلفة ببراقع براقة وكلام معسول. لم أشهد في حياتي مواطنين يحبون وطنهم لكنهم يقفون مع ممثل شركات النفط واللوبي الإسرائيلي السناتور جون ماكين ورفاقه الذين حاولوا تأليب الرأي العام الأمريكي والعالمي ضد رئيس الوزراء السيد نوري المالكي برسالتهم الشهيرة التي رفعوها إلى الرئيس أوباما أثناء زيارة المالكي لأمريكا. إن ماكين ورفاقه لا يريدون أن تكون للعراق سياسة مستقلة لصالح العراق والدول العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية بالذات. بدل شد أزر رئيس الوزراء أمام خصوم العراق وإذا بهم يظهرون كل ما من شأنه إضعافه. هذه ليست وطنية. أظهر الرهط أنه لا إيمان له لا بالشعب ولا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان ولا بالحريات بل لا إهتمام لهم حتى بحرمة وحياة الناس الأبرياء. كل هذه إستُخدمت كأدوات للتسقيط السياسي وحسب. أجمل ما في المشهد أنه رغم كل إرهابهم وكل تخريبهم ورغم كل تسقيطهم ورغم كل حملاتهم الإعلامية مدفوعة الثمن المرتكزة على الأكاذيب والإفتراءات والتلفيق والتضخيم والمبالغة والتشويه – رغم كل هذا فإن الجماهير الطيبة تدرك بغريزتها من هو الصادق ومن هو الكاذب الذي يفرح عندما يتزعزع الأمن ويموت الناس ويُقتل مشروع قانون البنى التحتية وتغرق الشوارع والبيوت. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :* للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته : “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد البطروا التالية رجاءً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995 http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305 http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
2.2- الرسالة الثانية: لما أحيّي الدكتور حسين الشهرستاني في موقفه الصلب حيال إستهتار الحزب الديمقراطي الكردستاني (الذي، بتقديري، يبتز الأطراف الكردية الأخرى للسير خلفه أو للسكوت في هذه القضية)، فإني أحييه كممثل للحكومة ومنفذ لسياستها في مجال النفط التي يلعب هو دوره الهام في صياغتها وطرحها على مجلس الوزراء لإقرارها لكونه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة. فما يطرحه الدكتور الشهرستاني من مواقف علنية لا تمثل وجهة نظره الشخصية وحسب بل تمثل رأي الحكومة ككل أي بأغلبيتها. أعتقد أنه غير وارد الكلام عن دعم أو عدم دعم رئيس الوزراء للدكتور الشهرستاني. فهذا أمر مفروغ منه، بتقديري. فكلاهما قياديان في إئتلاف دولة القانون وكلاهما قياديان مهمان في الحكومة لذا فإن إتخاذ موقف حيال موضوع حساس كقضية نفط كردستان لابد وأنه يكون قد دُرس بعناية وتعمّق من جانب قيادة إئتلاف دولة القانون أولاً ومن ثم الحكومة. للعلم فإن حساسية موضوع نفط كردستان تنبع، بتقديري، من المواجهة المستعرة المستترة المستمرة بين الحكومة الإتحادية بقيادة إئتلاف دولة القانون وشركات النفط الأمريكية (بسبب رفض صيغة “المشاركة في الإنتاج” لأنها مضرة بالمصالح الوطنية) تلك الشركات التي هدد بها السيد مسعود البرزاني بقوله: “إن هذه الشركات قوية وتعادل عشرة فرق عسكرية وإذا دخلت بلداً فلا تخرج منه” أي على حكومة البلد أن تخرج وتبقى شركات النفط كما حصل مع الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم الذي أخرجه العملاء من الحياة بلا قبر. غير أن الزمن قد تغير وإن السيد مسعود يراهن على حصان خاسر فلم تعد أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها في المنطقة بتلك القوة التي يتخيلها. أعتقد أن شركات النفط وممثليها السياسيين كالسناتور جون ماكين هم الذين كانوا وراء تسليح وتقوية الإرهابيين في سوريا عارفين أنهم سيؤثرون على الوضع العراقي وربما الإطاحة بحكومة إئتلاف دولة القانون آنياً عبر "ثورة المهمشين" أو لاحقاً عبر صناديق الإقتراع. لكنهم فشلوا بفضل إلتفاف الجماهير الشعبية حول الحكومة التي يقودها إئتلاف دولة القانون والمالكي ومن المحتمل جداً أن يتكرر الفشل في جولة الإنتخابات القادمة. سيسجل التأريخ كلمات قاسية بحق جميع الجهات التي تثرثر ليل نهار حول كل شيء إلا فيما ينفع الوطن والنظام الديمقراطي كقضية نفط كردستان والحرب الباردة التي تشنها بعض شركات النفط العالمية وإسرائيل ضد العراق لأنه يريد أن يحافظ على مصالح شعبه، عرباً وأكراداً وكل مكوناته، وأمته وشعوب المنطقة.
#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمطار والديمقراطية والفساد والفاشية والعضاض4/4
-
ملاحطات حول مقال عن هموم المواطن
-
الأمطار والديمقراطية والفساد والفاشية والعضاض4/3
-
الأمطار والديمقراطية والفساد والفاشية والعضاض4/2
-
الأمطار والديمقراطية والفساد والفاشية والعضاض2/1
-
نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/6
-
نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/5
-
نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/4
-
نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/3
-
نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/2
-
نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف6/1
-
أحداث يوم الأحد 6 تشرين أول الدامية2/2
-
أحداث يوم الأحد 2013/10/6 الدامي 2/1
-
تنسيقية 31 آب تقترب من خط الإستهتار
-
النائبة وحدة الجميلي والمجاهدة آنيا ليوسكا
-
من أتى بآنيا ليوسكا إلى بغداد؟!!!
-
السعودية في حالة إرتباك
-
النجيفي يتهجم على المالكي لمهاجمته البعث
-
رد على تصريحات للسيد أياد علاوي
-
الجياد الأمريكية والجياد العراقية الديمقراطية
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|