عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 01:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التوقعات المقبولة منطقيا نتيجة الأحداث القادمة وفي اللحظات الحرجة والانقلابية تنبئ عن تغيرات دراماتيكية في وجه الخارطة السياسية والجغرافية للمنطقة ,قد تعيد رسم الحدود وتغيير للنظم السياسية واختفاء كيانات ودول وبروز مفاهيم وحدود وصورة أكثر استقرار مجتمعيا مما أنتجته سايكس بيكو , الزلزال لا يستثني من ارتداداته مركز الرجعية والتخلف العربي ومركز قيادة الفكر السياديني المتطرف السعودية ومحورها القريب والبعيد البحرين قطر الكويت الأردن ولربما لبنان في شقه السني ويعزز من جهة أخرى من وجود إيران كلاعب إقليمي وقوة ناشئة مع امتداداته العراق سوريا لبنان والمكون المسيحي في المنطقة كلها , غير أن هذه الأحداث ستجعل من إسرائيل أكثر المتضررين وأضعف الأطراف جميعا في المواجهة من خلال عدم قدرتها على تحريك الخيار المصيري بانتظار تدخل غربي _ غربي قد يعيد التوازن , لكن الملفت بالنظر أن القوى الناشئة لا يمكن أن تدع الأمور تخرج من التعجيل الذي سوف تستفاد من نتائجه بخطأ غربي إسرائيلي سعودي رجعي لم يحسن أختيار الصورة النهائية للسيناريو.
موازين القوى اليوم هي ليست تلك الموازين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي وخطوط الحركة واتجاهات السياسة تبدلت كما تبدلت التحالفات وظهرت قوى فاعلة اجتماعيا وسياسيا وطورت من أداء المواجهة والتحدي كما تم تجديد مفاصل مهمة وحيوية في مصادر القوة عند لاعبين قدماء كما تطور في ذهنية الرأي العام العالمي وتفاعلت قضايا لديها كانت من المنسيات ,وظهرت أمريكا وحلفائها القدامى أمام شعوبها والرأي العام العالمي بالموقف الحقيقي الذي يعري دعوتها للديمقراطية وحقوق الإنسان, ثم تكتشف أمريكا ومن معها أن المقود الذي كانت تدير فيه العالم لم يعد مناسبا كما كان, إنها الآن تسير في أتجاهين متناقضين يعبران عن أزمة الغرب في المنطقة خط المراجعة بوعي ودراسة التراجع أسباب وتوقعات والخط المناقض الإصرار على العودة بقوة لمنهج العصا والجزرة وما يمكن أن يؤدي له من نتائج تستثمرها على المدى البعيد لإعادة ترتيب الوضع ليكون أكثر تناسبا مع المستجدات بما يقلل الخسائر الآنية.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟