أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد طالب - هتلر وصدام حسين، حياة الدكتاتوريين واحدة














المزيد.....

هتلر وصدام حسين، حياة الدكتاتوريين واحدة


جواد طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتقارب السير الذاتية لحياة الدكتاتوريين بشكل كبير. ففي عام 1923 قام أدولف هتلر بمحاولة انقلاب على جمهورية ألمانية ما بعد الحرب وتم إرساله إلى السجن لمدة خمس سنوات. وعلى غرار الدكتاتور النازي الشهير نجد في سيرة حياة صدام الحسين أنه أرسل أيضاً للسجن في سني حياته المبكرة. فبعد أن قام بمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، هرب من العراق وتم إرساله إلى السجن بعد أن عاد إليها عام 1963.

كلا الرجلين كان يعد نفس الأسمى ممن حوله، لكن الفرق الوحيد، إذ أن أعمالهما مقاربة جداً، أن صدام جعل الشعب يحبه رغماً عنه أو على الأقل يدعي الحب، أما هتلر فقد فاز بقلوب النازيين وجذبهم بشخصيته بعد أن عد الألمان أسمى عرق في شعوب العالم.

كما فعل هتلر، انتسب صدام إلى منظمة مستقلة في سن مبكرة من حياته وقدم عدة خدمات لها. وقام مع آخرين بإيصالها إلى السلطة. كان هتلر يعتمد طريقة مستبدة جداً في مخاطبة شعبه إذ يقوم بإصدار وعود بأنه سيحقق مآربه وبنفس الوقت يوهم الألمان أن ذلك يصب في مصلحتهم.

كان أول عمل قام به هتلر بعد استلامه السلطة إخماد صوت كل من كان يعارضه. ولكن هل كان فعله أشد أم أقل قسوة مما فعله صدام. هتلر أحرق اليهود لأنه اعتبرهم عرق وضيع وصدام أحرق الأكراد لأنهم قاموا بانقلاب عليه برآسة البرزاني، فهل دافع القتل يميز بين مدة الحكم المفروض. لا يبرر قتل أحدهم لون بشرته، أو علاقته بربه، إنما يبرر ذلك شخصية الرجل الذي قتله.

صدام حسين سيحاكم بعد شهرين، وفي أول جلسة مثل فيها أمام المحكمة بدا وكأنه قادم من المريخ عندما قرأ القاضي التهم التي وجهت إليه من قبل شعبه. لو فرضنا أن هتلر جلس على الكرسي الذي جلس عليه صدام وسمع التهم التي وجهت إليه لقال مبتسماً : "نسخة مصغرة عني، أعتبره كولدي الصغير."

على الأقل كانت لهتلر الجرأة في الإقدام على الانتحار لكن صدام لم يفعل. أكثر ما أستغربه هو أن صدام فعلاً يدافع عن نفسه. ربما هي حالة نفسية يعانيها. ربما أصيب في رأسه في بئر تكريت عندما كان يحاول الاختباء من الجنود الأميريكان القادمين لاعتقاله. على كل حال لا يوجد قانون لمحاسبة المجانين.

أغلب التعليقات التي قرأتها حيال محاكمة صدام كانت تنص على معاقبته أشد العقوبات وبعضها كان يطالب بالإعدام صراحة. ولكن العدل كان مطلباً قوياً أيضاً حيال محاكمة صدام.

أذكر مرة على شاشات التلفاز رأيت أحد المسؤولين العراقيين قبيل انتهاء الحرب يخاطبه أحد أعضاء المعارضة. وكانت قطرات العرق تنزل من تحت العصابة السوداء التي كان يرتديها على عينيه، واكتشفت عندما سمعت الرجل يقول له: "بإمكاني أن أمارس عليك أشد أنواع التعذيب وسيكون الجميع ممتناً لي، لكننا لسنا مجرمين مثلكم" اكتشفت أن قطرات العرق كانت دموعاً تنزل من عيني الأسير.

هل الإعدام عقوبة كافية لصدام وأعوانه؟ هل سيكون العفو بادرة إنسانية من الشعب العراقي؟ أسئلة كثيرة تدور في توقعات الشارع العربي حيال المحاكمة، لكن الأمر الوحيد المحتم، صدام لن يعود إلى الحكم، بشرى سارة للأطفال فقد انتهينا من الكوابيس المزعجة!



#جواد_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحباطات المواطن السوري، ارفعوا القبعات عن أعينكم وانظروا
- أبناء العم
- أتأسف، لدي رسالة بريد
- العجوز بعد العمل
- ابنة رئيسي في العمل
- الجلوس على الإبرة الحادّة
- المحجوب بسبب الرّقابة
- الغش
- المرأة الواثقة
- ما زال العجوز يحمل طاقة كبيرة في أنبوبه
- هدف سهل ومكشوف للضّرب
- الغذاء يحدد نوعية العقل
- عاشق في الخمسين
- مهزول يصاب بالسيدا
- متعة الفقراء
- الإنسان متعلق بالغيبيات إلى حد بعيد
- يحرم على الوزيرة أن تخرج إلا مع محرّم
- الدكتور عزيز والشعر المستعار
- الموسيقا والدماغ وتخفيض الوزن


المزيد.....




- مصر.. فيديو بيع مخدرات بالشارع يشعل ضجة والداخلية ترد
- البحرين.. وفاة مقيم عربي سقطت سيارته في البحر
- ناشطون مؤيدون لفلسطين مهددون بالإبعاد عن ألمانيا
- ترامب ينشر فيديو يوثق -عملية القضاء على تجمع حوثي كان يخطط ل ...
- أوكرانيا تتهم روسيا بشن هجوم صاروخي خلف 19 قتيلا وسط البلاد ...
- الولايات المتحدة: دخول رسوم ترامب الجمركية الأولية البالغة 1 ...
- شيخة قطرية تعلق على قضية -قطر جيت- بإسرائيل وتوقيتها.. ما هي ...
- كندا تحذر مواطنيها من فحص أجهزتهم عند دخولهم الولايات المتحد ...
- اعترافات صادمة من أوباما بخصوص علاقته بزوجته ميشيل: كنت أعان ...
- الادعاء العام الأمريكي يطالب بسجن النائب -الكذاب- سانتوس سبع ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد طالب - هتلر وصدام حسين، حياة الدكتاتوريين واحدة