أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - بين النقد والشتيمة ..














المزيد.....

بين النقد والشتيمة ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 09:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يتعلم العرب فن النقد ، ليس الادبي ، لا بالممارسة ولا بالدراسة . ويعود جهلهم الى اسباب كثيرة وجادة ، أهمها غياب المؤسسات السياسية والمُجتمعية التي تدفع الى حراك وعصف ذهني ، الى نقاش وتبادل لوجهات نظر مختلفة ، أن لم تكن متناقضة ، والقبول بها حتى ولو كانت مخالفة لمواقفي والتي أُغيرها بناء على المُستجدات الفكرية ، والمُتغيرات على ساحات الجدل الذهني .
وغياب المؤسسات هو تحصيل حاصل لطبيعة هيكلية المُجتمع العربي ، المجتمع البطرياركي الذي يقف على رأس هرمه قائد ، زعيم ،أب ووالد للجميع ، يمتلك ناصية المعرفة ويقف فوق النقد ، فهو لا يُخطئ ابدا . وعلى صعيد العائلة المُصغرة ، يقف في رأسها البطريارك الصغير ، صاحب السلطة والصول والطول ، الذي لا مُبدل لكلماته .
وهكذا ، على رأس كل هرم مهما كان صغيرا ، يقف من لا يخطئ ولا يقبل نقدا ، بل لا يجرؤ أحد على توجيه النقد له ، وهو على قيد الحياة .
اذن ، نشأت ثقافة تمجيد ومدح للقائد طالما كان على قيد الحياة ، وثقافة هجاء وقذع بفاحش الاقوال حينما يموت أو تنتهي سلالة حكمه !
هكذا كان هو الحال مع بيوتات سادت وعندما بادت ، أخرج الحكام الجدد ، الهياكل العظمية ونبشوا القبور ، ليجلدوا عظام البائدين بالسياط علنا ومن ثم يحرقونها !!
كم من المدائح سمعناها تُتلى على مسامع مبارك ، بن علي ، القذافي وغيرهم ، ما لبثت ان تحولت الى شتائم من العيار الثقيل ، وهجاء يبز في بذائته هجاء الحطيئة !!
هكذا هم العرب ، وأبناء الثقافة العربية ، من اخوتنا في الوطن وشركائنا في الهم !!
لم يكتسب "المنتمون " الى الاحزاب الشيوعية والماركسية ، مهارة توجيه النقد ومهارة تقبله ، فمن على صفحات هذا المنبر ، الذي يُحاول أن يكون ماركسيا ، يحمل من بين اشياء أخرى كثيرة يحملها ، لواء النقد والنقد الذاتي ، والتي تُستعمل كشعار تسويقي فقط ، وكنوع من استعراض جمالي للتباهي فقط !!
لا يتقبل الكتاب النقد ، ويعتبرونه مسا بهم وبكرامتهم ، بل ويحصلون على حماية الموقع . ويعلق المعلقون بشتائم منتقاة من قواميس الاباء والاجداد (كالعاض على بظر امه أو على هن ابيه ) ، وهذه الشتائم قرأتها على هذا الموقع في سنة اضعاف مضاعفة عما قرأتها في نصف قرن !!
ورد الفعل على الانتقاد هو الثأر "للكرامة " ، ولم تنج من هذا السلوك ، ادارة هذا الموقع الذي يثأر ممن ينتقده بتهميشه !!.
وموضوعنا هو التمييز بين النقد (للفكر ، المعتقد ، الدين والسلوك ) وبين الشتائم ، والتي هي تعبير عن افلاس فكري ، ومُمارسها لا يجد ما يقارع به الحجة بالحجة فيلجأ الى الشتيمة المقصود بها اهانة الخصم والتقليل من قيمته أمام الأخرين !!
ومن أقذع ما سمعت من شتائم ، كانت شتيمة لامرأة ليس لها في الطور ولا في الطحين ، وليست حتى طرفا في صراع فكري أو مذهبي !! ولم تتحرك النساء للدفاع عنها ، بل لربما ابتسمن ابتسامة التشفي بها !! وهي نموذج ومثال لما يُمكن أن يحصل لضحايا ابرياء من دم الذئب !! وذنبهم الوحيد هو علاقتهم من قريب أو بعيد ب"العدو" !!
فالسيدة أمنة بنت وهب أُتهمت بالعهر والرذائل لأنها انجبت محمدا بعد وفاة ابيه بأربع سنوات ، وفق بعض الروايات !!
ولنتخيل أن يهاجم كاتب ما ، امرأة من الغرب أو الشرق ، لأنها أم وحيدة Single Mother ماذا ستكون ردود فعل المُدافعين والمُدافعات عن المرأة ؟؟!!
ثم ألا يحق لأمنة ما يحق لبنات جنسها في ايامنا هذه ؟؟ ولماذا الهجوم على أمنة اذا كان المقصود بالهجوم ابنها ؟؟!!
وهل اتهام أمنة بالفحشاء هو نقد فكري ؟؟ وما هي مشكلتكم مع أمنة تحديدا ؟؟
أمنة لا تجد من يُدافع عنها ، حتى دُعاة التحرر "يتشفون " بها ، ويسخرون منها ، لأنها وحسب ادعائهم أنجبت محمدا خارج الزواج !! وماذا في ذلك ؟ لكن من أجل أن يُهاجم محمد فكل الوسائل مشروعة !!
كم من ضحايا ابرياء وقعوا ضحايا لقربهم أو لعلاقة تربطهم "بأعدائنا " الفكريين !! وكم تعرض ابرياء لهجوم كاسح ونقد قاتل ،لأنهم كانوا في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ !!
فالدفاع عن أمنة ، هو دفاع عن كل "أمنة" حملت ب "محمد"ها الخاص ، والذي يغيظنا ويغضبنا !! ثم أنني على ثقة بأن نسبة عالية من الامهات "تغبط " أمنة لحملها بمحمد وتتمنى لو أنها كانت مكانها !!
وأخيرا .. تعلموا النقد وابتعدوا عن الشتائم لتتقدموا !!
مثال واحد فقط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=385985



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لقتل اسرائيل .. نعم لإنقاذ فلسطين
- قطاع غزة والجنة ...!!
- أحاديث في غرفة العناية المُكثفة ..
- شيطنة أم مواجهة ؟؟!! تعليق على مقال الاستاذ خالد الحروب
- هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي
- جدلية العلاقة بين الشكل والمضمون
- هل حقا هذا موقع للحوار ؟؟
- العملاق هوى .. مانديلا يفارق الحياة
- لنا .. ولكم .
- لوركا وعُرس الدم السوري ...!!
- سيدنا ماعز والمُراهقان المغربيان ..أو التلاميذ أشطر من المُع ...
- ألهوية والجغرافيا ..
- عرب اسرائيل وجدلية العلاقة بين المُواطن والدولة ..
- -نحن لا نضرط أبدا ..!!-..
- اليهود ، العرب وصراع الحضارات ..
- أفضل الانفاق ..
- علماني يُؤمن بالخزعبلات ..
- اليسار وأمراض الشيخوخة ...
- من هو الوالد السعيد ؟؟رامان أم خليل .؟!
- شو قصة الخيانة هاي ؟ تعليق على مقال الزميلة سناء بدري ..


المزيد.....




- ما الذي تعنيه وشوم أحد أخطر سجناء العالم الموجودين في -سيكوت ...
- دراسة جديدة تكشف: السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة ...
- مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه ...
- بعد تصريح ماكرون.. ساعر يعلق على الاعتراف بدولة فلسطينية -وه ...
- المتربع على عرش الأثرياء العرب 2025.. قائمة فوربز تكشف
- المغرب.. هجوم سيبراني على مواقع حكومية يؤدي لتسريب بيانات حس ...
- اكتشاف مختبر سري لتصنيع المخدرات في بطرسبورغ (فيديو)
- ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فع ...
- مُبادرةُ المعارضة ….. ومَـــــــــــــكْــــــرُ الحكومة
- ترامب يهدد مجددا بعمل عسكري ضد إيران بـ-مشاركة إسرائيل-


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - بين النقد والشتيمة ..