علي شبيب ورد
الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 08:46
المحور:
الادب والفن
لي أيضا عربة
لاتشبه كل العربات
هي مدفن قافيتي ومذبح أمنيتي
وروضة لهوِ الخيبة
حينا تغمرني بحريق الآهة
حينا تذرف دمع المال
في عصرٍ لايورق معنىً لحياة
يا .. عربة
انتِ هتكت وقاري
واذكيتِ أواري
وشهرتِ الملح بانهاري
وجعلت البحر .. يشمت بي
سألملم أوجاع الشام
ونقدمها للبحر معاً .. قرباناً
كي يفشي مأساتي
أنا شظية من كارثةٍ كبرى
فجرها الساديون
في بلدٍ ..
كانت غافيةً
في صحن الرب المكسور
بذريعة
بلدٌ لامعةٌ بالفرح
وأراها تعدو في لمعان الصحن
بلدٌ لن ترضى
أن تنحر نشوتها
بغمامة.
أنا عندي عربة
أدور بها في طرقات الذلِّ
بحثاً عن جدوى لحياتي الخطّاءةِ
وبلادي تحتكر الجوعَ
للأبناء المندحرين
بحصاراتٍ لا تفنى .
وتقايض دفء طفولتها
برميم
آنَ لها أن تخرج ..
من فخذي صحنٍ مكسور
لتبادل قسوتها .. برحيق فراشة
ووشائج قسوتها .. بحبور .
دوري يا عربة
دوري .. لا فرق
بين جميلٍ ودميم .. أو بذيْ وحليمٍ
والنار تأكل ما لذّ من الوجد
وجنان الحب وقود النار
لكنّ بلادي يا نار
وردة خلدٍ لا تذبل
يا عربة ..
دوري
وانتهزي جدا ئل وهني
وخذي زهوي
وخذي ألق صباي ولهوي
وخذي أبهى ما عندي
ودعي شوكي
وخذي وردي
لكنْ ..
لا أنسى غبش عيوني
وملاعب مرحي وطيوري
وبيوت الرمل .. وقصوري
كتبي ودفاتر أحلامي
وعيوناً ترفل بالنور
لا أنسى لجش ، أوروكَ
لا أنسى زقورة اورِ
لا أنسى خِدْرَ محلّتنا
أو أنسى خبز التنور
دوري ..
تحت العجلات
تتأوّه كل تضاريس حياتي
وقلاع حضاراتي
وجحافل حلم صباباتي
ومواكب نصر فتوحاتي
وحولك يتبضّع عَرَقي جدواه
وبين عويلك وأنيني
حلّق سرب أمان ثكلى
من فرط مهادنتي الساعة
اندلعي في جوف لهاثي
حقل سنابل صبرٍ يهفو
لحقول- محبين غيارى-
أربكها إعصار النأي لهول الالفه
إنثالي مدائن جدوى في بيد الغربة
يا لفجيعة هذا الكون ..
بنوايا الغلَّ ..
ومرامي المال !!
إليك .. اليكِ ..
[ ………. أجرجر
أسمال أمانيّ التعبى
وسواحل انهاري الغرثى
وجماجم أشعاري القتلى
وأتابع طرف خريف لهاثي
فأنا خير خلفٍ صالحٍ .. للمحو
بأنامل أجيال تصاهر أمومتها –عمدا-
وتناقض الق الوله .. بصدأ اللحظة
وتنكش ارض حرام الطهر
بسنابك شهوة … ]
اشهد يا بحر ..
اني أروّض ما يفد من جوعٍ .. ببياضي
وأردع ما يرد من قرفٍ .. بهوامش جلدي
وأقلّم قضبان القهر.. بشظايا روحي
وأقشّر أصداف الألم.. بأضا فر آهاتي
وتمعّن ثانيةً بي
وتقمّص شخصية قاضٍ .. ما غادر بأسه
وتأبّط كتب الأكوان
سأراها عاطلةً
وتراني أنضح إهمالا لك
يا بحر العربة ..
فيك رعونة كل الشرقِ
ومآرب روبوت الغربِ
يا غرب الشرق
وشرق الغربِ
لا تهدر فلسفة الموج
فقريحة موجك
قاحلةٌ
وجذور نمائي
أوريَّهْ
وطقوس هياجك جائرةٌ
وحفيفي حلوٌ
وشجي
هاك حياتي ..
موّجها لي حقباً
كي أعدو فيها .. دبراً ..
لأفهرس نبض عهودي
وأشذّب
ما أربك شأوي .
#علي_شبيب_ورد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟