العراق ليس (شيشة طرشي)

ايفان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 23:32
المحور: الادب والفن
    

في القرية العالمية بدبي ركن لكل دولة في العالم –تقريبا- تمثل الدولة بحضارتها ومعالمها من منجزات ومخترعين او علماء وادباء وغيرها. في الركن الذي من المفروض ان يمثل العراق إضافة الى بلادته وركاكته فان أكثر ما لفت انتباهي واغضبني (شيشة طرشي)!
من المسؤول عن هذا التصميم العبقري؟ من الذي كتب هذا السيناريو المخلل ليمثل العراق ويختصره بـ (شيشة طرشي)!
العراق بلد حضاراته تعود لما قبل الألف الرابع قبل الميلاد، هذه الحضارات التي علمت العالم اجمع الكتابة ومنه انبثقت العلوم والاختراعات للادوا البدائية في الصيد والطبخ وباقي متطلبات الحياة، الحضارات التي سنّت اول القوانين ونظمت حياة المجتمع وتشهد على ذلك مسّلة حمورابي (والان يأتي محافظ بغداد بالـ 2013 ويحل المشاكل بين الناس عشائريا على نمط قبائل الخليج العربي). ناهيك عن الاكتشافات في ميادين الطب والكيمياء والرياضيات والفلك والإبداع في مجالات الفنون والآداب وازدهار التجارة والصناعة وغيرها. عراقي سميراميس وحمورابي والفراهيدي والسيّاب وزها حديد وغيرهم ملايين. عراق بوابة عشتار وملّوية سامراء والاختام واللغة السومرية والمسّلات، عراق كلكامش والف ليلة وليلة والسندباد، عراق الانسان الكريم الحرّ الأبي...هذا كله وأكثر وليس (شيشة طرشي)!
عمر العراق لا يمكن تلخيصه بثلاثون سنة تحت طائلة هذا الحكم او ذاك، لا يمكن حصره بثلاثة عشر سنة من النزاعات والإرهاب، لا يمكن ادانته بهجوم جيش مجنون بالعظمة على أحد دول الجوار، وليس طبعا وابدا (شيشة طرشي)!
اين تكمن مسؤولية وزارة (السخافة) العراقية ان لم تراقب كيف مُسخنا من قبل دول الجوار؟ ربما كنا سكتنا عن حقوقنا المسلوبة واعراضنا المنتهكة وعن دمائنا التي ضاعت بين هذه الجهة او تلك الميلشيا.. لكن ان يمسخوا عنا هويتنا وحضارتنا ويجردونا عن آخر نقطة شرف تعلوا جباهنا بـ (شيشة طرشي) فهذا أمر قد فاق كل صبر واحتمال وأفقد عقل كل عراقي حقيقي شريف.

#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات