أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مانديلا العراقي














المزيد.....

مانديلا العراقي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منديلا الجنوب أفريقي حظي بتشييع يليق به, فهو أحد الأنبياء غير المرسلين, بوصفه نبيا للتصالح والتسامح والعفو والغفران, لكن ثمة رياء كثير كان صاحب تشييعه خاصة من رؤساء العالم.. هؤلاء بكوا الرجل لأنه رسول المصالحة والتسامح, لكنهم مع ذلك لم يكونوا بصدد تقليده كعبرة, فأكثرهم متخاصمين مع بعضهم, وفيهم من سيوعز لجيشه أو مرتزقته بالهجوم على بلد الرئيس الذي صافحه توا حال عودته من إحتفالية التشييع, وفيهم من تمنى أن يدفع أقرب رئيس يقف ملتصا به إلى القبر مع مانديلا.
أكثرهم رياء رؤساء الدول الغربية, والمصيبة كانت ستكتمل لو أن بوش الإبن كان نفذ نيته في المشاركة, إلا أن رحمة الله بمانديلا هي التي منعته.. هذا الإنسان وغيره ممن شارك في غزو العراق لو كانوا صادقين بمحبتهم لمانديلا لكن حريا بهم عدم إضاعة اللحظة التاريخية التي سنحت لهم إبان إحتلالهم للعراق.
في إعتقادي كان الظرف حينها متاحا, فالجراد والفساد والطائفية لم تكن قد تفاقمت بعد, وكان العراقيون قد ملوا الحروب والعنف والقمع والدكتاتورية والكراهية, ولحظتها فقد كانوا على إستعداد حتى لكتابة إختلافاتهم الممتدة إلى عمق التاريخ بسياقات وصيغ جديدة تكفل لهم غلق كل نهايات المعارك التي يحرص البعض على أن تظل مفتوحة..
كانت الأغلبية المطلقة في داخل العراق مستعدة لبداية جديدة ولم نكن حينها بحاجة إلى شخصية عظيمة كمانديلا لتحقيق تلك المصالحة لأن الحاجة إليها كانت قد تكاملت بفعل قرف العراقيين من كل ما حمله تاريخهم الجديد والقديم من أدران وفتن وخصومات ومعارك ثأرية مفتوحة النهايات.
إن التاريخ ليس بايامه وإنما بلحظاته الفاعلة, ولم تكن هناك لحظة تاريخية كان العراقيون مهيئين فيها للصلح والتسامح أكثر فاعلية من لحظات الإحتلال الأولى.
لو أن واحدا من المعجبين بمانديلا اليوم, قد يكون بوش الإبن الذي كان في نيته حضور موكب التشييع, أمسك بميكرفون الإذاعة وألقى خطبة التسامح, ولو أنهم حرسوا الحدود, كما فعلوا مع وزارة النفط, ومنعوا دخول قوى الإفتراس المهيئة لكل أشكال الثار, والمزودة بكل أسلحة المعارك التاريخية منذ إنبثاق فجر الإسلام, ولم يسمحوا لها بالدخول إلا بعد أن يتأكدوا من نزع اسلحتهم. لو أنهم لم يبقوا الحدود مفتوحة لدخول كل وحوش الإرهاب والتكفيرين الذين يقتلون الأبرياء طمعا بحورية.
لو أنهم فعلوا ذلك لوجدوا ان مهمتهم هي اسهل من مهمة مانديلا بكثير, بسبب ان الشعب العراقي كان مهيأ للتصالح حينها أكثر من أي شعب آخر.
لكن الذي فعلوه هو عكس ما تظاهروا بالبكاء عليه في جنازة منديلا.
أما اليوم فلو أن ألف مانديلا حضر إلى العراق لصار صعبا عليهم تحقيق الصلح, فالصلح ليس برجاله وإنما قبل ذلك بلحظاته التاريخية الفاعلة, وتلك لحظات إشتغل بوش وجمعه من ساسة أمريكان وعراقيين على خنقها ووأدها بكل قوة.
لقد فقدنا اللحظة العراقية الماندلية الفاعلة. أما الشخصيات التي شاركت في خنق تلك اللحظة ثم شاركت في تشييع منديلا, فهي ليست أكثر من شخصيات مرائية كاذبة ومنافقة.
ويبقى أن نقول إن شعبا لديه خضير الخزاعي لن يكون بحاجة أبدا إلى مانديلا الجنوب أفريقي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مانديلا العراقي