سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 08:36
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الربيع العربى بات كابوس فعلى . لقد اصبنا بخيبه امل كبيره , و بات معظمنا يتمنى انه لم يحصل من شده الفضائع التى شاهدناها .كان هناك اعتقاد بامكانيه تكرار موجه ديموقراطيه خامسه فى الاقليم العربى كما حصل فى بلاد شرقى ووسط اوروبا لكن هذا لم يحصل فى بلادنا. لا يوجد قوى ديموقراطيه فعليه على الارض. و الاهم انه لا يوجد ارث لاى ثقافه ديموقراطيه فى الاقليم العربى يمكن الاستناد اليها كمرجعيه . اذ لم يزل نموذج الحاكم العادل ذات المرجعيه الدينيه هى السائده فى المخيل الشعبى العربى .الدوله العربيه الحديثه اسست جامعات و كليات كثيره لكن بدون ربط التعليم بالمجتمع, و بدون تكوين اقتصاد يتسع لمئات الالاف الخريجين الذين باتوا الاكثر نقمه . فى ظل فساد ادارى و تلاعب بالمال العام و نقص فى الحريات الاساسيه ادى الى الانفجار.لكن ليس الى الثوره بالمعنى البناء للكلمه.
دخل الاقليم العربى فى ظل سياسه انتحار ذاتيه من الصعب وقفها. كل طرف يريد اذلال و تدمير الطرف الاخر الامر الذى يعنى صراع مفتوح لافاق بعيده.المضحك المبكى انه فى هذه الاجواء كل شىء من تعصب الى تطرف الى غلو ينتصر الا ثقافه الحلول الوسط و العقلانيه و ثقافه الديموقراطيه !و فى ظل هذا الصراع يتم استخدام كافه الاسلحه القذره من احياء لتاريخ الصراعات, للعشائريه و الطائفيه الى كل صنوف التفرقه و الكراهيه بين الناس, الى تدمير ثقافه الانتماء الوطنى و الانسانى .
لم اؤمن فى البدايه بشعار التغيير بالقوه لاعتقادى ان مجتمعاتنا غير جاهزه لنظم ديموقراطيه عدا ان ذلك يقود الى تدمير بلادنا. و اعتقدت و ما زلت ان فكره العمل على تغيير الثقافه السياسيه بشكل سلمى و متدرج اقل كلفه و اكثر ضمانه للمستقبل .و هذا الذى ادعو اليه فى البلدان العربيه التى نجت من هذا
الجحيم!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟