جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 23:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نعتقد و نحن اطفال بان هياكل و تراكيب الاشياء و النباتات و الحيوانات ثابتة لا تتغير و تبقى على طبيعتها الى الابد. البيوت و الاشجار في الشوارع و المدرسة و الدكاكين و المحلات لا تتوقف لانها جزء دائمي و ابدي في حياتنا. امهاتنا و آبائنا و اخواتنا و اخواننا و عماتنا و خالاتنا و .. يبقى كل شيء على حاله دون تغير.
نعتقد بان المصباح تحت السقف او على المنضدة يستمرفي اضاءة بيوتنا و الكهرباء يسيل خاصة و ان والدي اكتشف طريقة سرية كيف يوقف عداد الكهرباء على الاقل لنصف شهر قبل مرور القاريء وسط اعتراضات والدتي و تهديداتها. طبعا كانت هناك حنفية الماء على المغسلة و في الحمام و رغم ان اقدام الزمن دقت حفر كثيرة في الشارع المبلط الا ان السيارة لم تتوقف على ايصالنا الى كل مكان قصدناه.
و لكن سنكبر في لحظة من حياتنا و تفقد الاشياء حولنا ازليتها و استمراريتها و ثباتها - تتدهور و تسقط على الارض - فجأة تكبر الوالدة الحنونة و يشيب شعر الوالد رغم انه لا يزال لم يترك عاداته في التلاعب بالعدادات التي ورثته منه انا و عندما قترحت على زوجتي امتصاص كهرباء خط الترامواي القريب من بيتنا هددت بالطلاق و اضطريت ان اترك عادة محبوبة دخلت في جيناتي الشرقية الى الابد خاصة و ان العدادات تغيرت. سقطت عاداتي القديمة جميعها و تحطمت كالزجاج الهش على الارض الى ان تحول فجأة كل شيء الى الزجاج الشفاف الهش.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟