أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - وهم التغيير في الانتخابات البرلمانية القادمة














المزيد.....

وهم التغيير في الانتخابات البرلمانية القادمة


أياد السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهم التغيير في الانتخابات البرلمانية القادمة
أشهر قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة , في حالة عدم نقض قانون الانتخابات الجديد من قبل المحكمة الاتحادية العليا , وهنالك من يعتقد إنّ رياح التغيير قادمة وستقلع هذه المكوّنات الفاسدة التي كتبت الدستور الفاسد وأرست قواعد هذه العملية السياسية الفاسدة , وهذا الاعتقاد لا يعدو كونه أكثر من سراب , فالتغيير المنشود يحتاج إلى أدوات للتغيير , وهذه الادوات لا زالت مفقودة حتى هذه اللحظة , وواهم من يعتقد أنّ الانتخابات القادمة ستاتي ببرلمان قوي ومنسجم ومتماسك يأخذ على عاتقه مهمة تصحيح الأوضاع وتخليص العملية السياسية من الأردان التي علقت بها جرّاء سيطرة الأحزاب الطائفية والقومية الإنفصالية على مسارات العملية السياسية الفاسدة , وسأبين للقارئ الكريم سر هذا التشاؤم وعدم التفاؤل بهذه الانتخابات التي أتمنى أن لا تجري بهذا القانون وبهذه القواعد المعمول بها حاليا .
أولا / إنّ المكونات السياسية التي ستتنافس على مقاعد البرلمان القادم , هي ذات المكونات السياسية التي تشّكل الخارطة السياسية الحالية , حيث لم نسمع حتى هذه اللحظة عن اجراء أي تغييرات جدّية وحقيقية على مستوى قيادات هذه المكوّنات , فهذه القيادات لا زالت هي من يسيّر دّفة الأحزاب الطائفية السنيّة منها والشيعية , وحتى كتلة التغيير الكردية فهي الأخرى لا زالت حظوظها بعيدة عن قيادة التغيير في الشارع الكردي .
ثانيا / إنّ القوى السياسية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير والمتمثلة في التيّار المدني الديمقراطي , لا زالت مهمّشة وضعيفة وبعيدة جدا عن مهمة قيادة التغيير القادم في العراق , وتجربة الانتخابات المحلية الأخيرة قد عكست هذه الحقيقة المؤلمة , فالغالبية العظمى من الناس في العراق لا زالوا تحت تأثير مورفين الشعارات الدينية والطائفية , ولا زالت الأحزاب الطائفية قادرة على خداعهم والتلاعب بعواطفهم بالرغم من كل هذا الفساد والفوضى وسوء الإدارة .
ثالثا / إنّ طبيعة الانقسام الحاد في بنية المجتمع العراقي ونسيجه الاجتماعي والذي أدّى إلى هذا الاقتتال الطائفي وهذا النزيف المستمر للدم العراقي , هو الآخر قد فرض نفسه على هذا الواقع , مما تسبب في غياب الخطاب الوطني لصالح الخطاب الطائفي والقومي البغيضين .
رابعا / إنّ بقاء العملية السياسية الحالية القائمة على مبدأ المحاصصات القومية والطائفية , وبقاء الدستور الحالي على حاله دون اجراء أي تغييرات عليه , وفي ظل غياب قانون الأحزاب وعدم وجود قانون للانتخابات يعكس الرغبة الحقيقية لخيارات الناس وتطلعاتهم , لن يؤدي إلى قيام عملية انتخابية ديمقراطية سليمة تحقق هذا التغيير المنشود .
خامسا / إنّ سيطرة أحزاب السلطة الحاكمة على المال والسلطة , وضعف إمكانات قوى التغيير الحقيقية المادية منها والإعلامية , وظاهرة شراء الولاء والذمم لشيوخ العشائر العراقية وبعض الوجوه الاجتماعية , قد أصبحت هي الأخرى عاملا يلعب دورا كبيرا في توجيه خيارات الناخب العراقي .
سادسا / موقف المرجعيات الدينية سواء كانت الشعية منها أو السنيّة , لا زال هو الآخر يلعب دورا كبيرا ومؤثرا لغير صالح قوى التيّار المدني والديمقراطي في العراق , حيث تعتقد هذه المرجعيات أنّ نمو التيّار الديمقراطي في العراق سيكون لصالح القوى العلمانية التي تعتبرها هذه المرجعيات معادية للإسلام .
سابعا / إنّ الوضع الإقليمي وتجاذباته السياسية هو الآخر يلقي بضلاله على الانتخابات القادمة , وهذه التجاذبات لا تسمح في الوقت الحاضر بحدوث تغيير لا تعرف اتجاهاته وتأثيراته على مجريات هذا الصراع القائم في المنطقة , وهنا أقصد موقف إيران من هذا التغيير .
فهذه الأسباب وغيرها تجعل من عملية التغيير المنشودة عملية شبه مستحيلة , وأنا واثق إنّ هذه الوجوه الكالحة والنفوس الفاسدة ستعود نفسها , وستعود أحزابهم لذات السياسات الحالية القائمة على أساس المحاصصات الطائفية والقومية , وربّما ستذهب بعض الوجوه وهذا من المؤكد وتأتي وجوها جديدة أخرى لا تقل قبحا ووساخة من الوجوه التي سبقتها , والجميع لن يكون على قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب , والتغيير بهذه الوجوه سيكون شكليّا ليس إلا , ولن يتعدّى لمنهج هذه الأحزاب الطائفية وسياساتها , والتوقعات الحالية لا تنبأ ببروز تكتل سياسي قوي قادر على تحقيق فوز مطلق وتشكيل حكومة أغلبية سياسية , وستعود قصة تشكيل الحكومة الجديدة إلى ذات القصة القديمة , وحينها سيبدأ ماراثون تشكيل حكومة شراكة جديدة وسيبدأ الجميع للتنظير لأهمية هذه الشراكة الوطنية في هذه المرحلة الحسّاسة التي يمر بها البلد , وسنعود لنفس الفلم الهندي أو كما يقال في المثل الشعبي ( تيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي ) .
أياد السماوي / الدنمارك



#أياد_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتم تمارسون البلطجة وليس الحق يا رئيس وزراء إقليم كردستان / ...
- أنتم تمارسون البلطجة وليس الحق يا رئيس وزراء إقليم كردستان
- الموقف من عقود نفط إقليم كردستان هو العنوان العريض للوطنية ا ...
- موسم الهذيان السياسي يبدأ في العراق
- إذن رئاسة الجمهورية لهيئة رئاسة مجلس النواب باطل وغير دستوري
- رسالة مفتوحة للدكتور حسين الشهرستاني
- المالكي متواطئ مع المتمرّد مسعود البارزاني في سرقة نفط العرا ...
- من لا يقبل بعبعوب فليضرب رأسه بالجدار
- محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق نموذجا لفساد الحكم في الع ...
- السبب بك أنت يا نوري المالكي
- شجاعة حمودي نوري المالكي وشجاعة حسين عبيد الزيّادي
- والله أنّك لكاذب يا نوري المالكي
- المالكي لن يعود للسلطة وسيكون نسيا منسيا
- المجكمة الاتحادية العليا والدور المفقود
- مجلس النوّاب العراقي متواطئ ومتآمر على الشعب العراقي
- سكوت مجلس الوزراء عن سرقة نفط العراقيين يرتقي لمصاف الخيانة ...
- مسعود البارزاني يسرق نفطنا فأين أنتم يا دعاة حقنا ؟
- السقوط في المحظور
- الشعب يريد يعرف أنت نوري المالكي لو هارون الرشيد ؟
- المالكي راح ينطيها وهو الممنون


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - وهم التغيير في الانتخابات البرلمانية القادمة