ميثم مرتضى الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 17:59
المحور:
الادب والفن
عندما نجبر الفنان ان يكون سياسيا
تعودنا في بيئتنا العربية ان نرسم بلونين بلا تدرج ولا تفاوت لوني وان نخضع الاشياء كل الاشياء لثنائية حديدية وهي (يااسود يابيض ) على راي الفنان عادل امام , وانطلاقا من ذلك صار كل شئ محسوبا اما على هذا الطرف او ذاك الطرف ولا احد على مقعد الحياد لانتفاء ثقافة الحياد في صراعاتنا الصفرية , ذات مرة لفت انتباهي تصريح لفنان الشعب (فؤاد سالم )وهو يتحدث في لقاء تلفزيوني عن معاناته بعد خروجه من العراق في نهاية السبعينات حيث يقول:طالما عاتبني زملائي الفنانون في اثناء لقاءاتي التي كانت تجمعني بهم عن سبب خوضي في السياسة كانت اجابتي لهم :من الذي يخوض بالسياسة ؟انا ام انتم؟ اجابة بمنتهى الحكمة توجز مشروع السلطة العراقية انذاك في طلاء كل شئ خارج نطاق تصرفها بلون معاد للوطن والشعب اذ لا حياد في ثقافة الاستبداد اما لنا واما علينا , بعد الاحداث التي اتحرج في تسميتها (ثورات) عربية ضجت قنوات الاعلام العربية بمقابلات وتصريحات لفنانين ومشاهير من مطربين وراقصات و رياضيين ورجال دين ....الخ الذين تلقف بعضهم الحملة ليركب الموجة ويناغم الجو العام من خلال تاييدهم لطرف السلطة او المعارضة في هذا البلد او ذاك ولم تنتهي الامور عند هذا المستوى بل صارت تلك القنوات بل وحتى الحكومات العربية تحاسب الفنانين على ارائهم ومتبنياتهم الفكرية التي اكره بعضهم على التصريح بها فصار مستقبلهم الفني منوطا برايهم السياسي والايدلوجي , كما فعلت مؤخرا حكومة دولة الكويت بمنع الفنانة ميادة حناوي من دخول الكويت بناءا على ارائها السياسية , انه من غير المصلحة الاسترسال في هذا التصنيف للشخصيات العامة وعلينا ان لانتورط فيما تورطت به حركة الضباط الاحرار في مصر عندما صنفت ام كلثوم على انها من بطانة البلاط الملكي وارادت معاقبتها ومنعها لو لا تدخل الراحل جمال عبدالناصر شخصيا لذا على الجميع حكومات وشعوب ان نلتزم بتحييد الفن والابداع في بلداننا حفاظا على وجودنا الثقافي على الاقل والا فان الامر قد يتطور الى حيث نجد طبيبا اسلاميا ومهندسا شيوعيا ومعلمة ليبرالية وزبال علماني وتطول القائمة .
#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟