أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي














المزيد.....

هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 17:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي
تحكي " الاسطورة" الحديثة ، بأن الشاعر الكبير والغني عن التعريف ماياكوفسكي ، ألف ديوانا شعريا وأراد نشره ، فتوجه عبر القنوات الرسمية في الدولة السوفييتية ، الى أن وصلت مسودة الديوان الى طاولة "الرفيق ستالين " ، الرقيب الفني والايديولوجي ،وبعد أن قرأ " الرفيق ستالين " القصائد ،وكانت كلها غزلية ، أصدر أوامره بطبع نسختين من الديوان ، واحدة لماياكوفسكي والاخرى لحبيبته !! فالحب وفق هذا الفهم هو شأن خاص ، ويخص طرفي المعادلة العشقية فقط ، ولا يخدم قضايا الطبقة العاملة ودكتاتورية البروليتاريا !!
أعتقد بأنها اسطورة ، لكنها تعبر عن الروح العامة ابان تلك الفترة ، فالكتابة الابداعية لها هدف واحد ومحدد ، أن تكون مجندة وفي خدمة الاجندات والمبادئ والمثل التي أقرتها طليعة الطبقة العاملة ، وهي تمجيد وتعظيم" التحولات " و"الانجازات " !!
ويميل بعض الكتاب الى اعتبار الكتابة كعملية فضفضة ومشاركة الاخرين بالهموم والقضايا التي تمس حياة الناس ، وتبعا لذلك تلعب الكتابة دورا " تنفيسيا" يأخذ شكل العلاج الذاتي ، الى أن تمتلئ الروح من جديد بهموم وضيق ينبغي التنفيس عنها .
ولكن ما الحاجة الى التنفيس العلني ؟ خاصة اذا كان بالإمكان الاحتفاظ بالعمل المكتوب في درج المكتب ، أو بالحرى على سطح "مكتب " الحاسوب أو في ملف مخفي عن الانظار .
تتنوع دوافع الكتابة كتنوع الكتاب ، همومهم ، أهدافهم ، طموحاتهم والرسالة التي يريدون ايصالها الى القارئ . وفي رأيي فمشروعية الطرح تنبع من طريقة تناول الفكرة والموضوع .
فالأفكار العامة ، المضامين ، القضايا ، الهموم والتطلعات الانسانية متشابهة في جوهرها عبر الازمان ، لكن طريقة تناولها وطرحها اختلفت من عصر الى عصر ومن مُبدع الى مُبدع . ومع ذلك فما زالت الدراما اليونانية القديمة ، وأشعار هوميروس ، مسرحيات شكسبير روايات غوركي (وكلهم على سبيل المثال لا الحصر )، ما زالت هذه الابداعات تهز مشاعرنا وتستدر دموعنا رغم تباعد الحُقب والازمان .
اذن ، ما هو هذا الهاجس الذي "يدفعنا " دفعا ، ولا نستطيع منه فكاكا ، يدفعنا للجلوس الى طاولة أو أي شيء أخر ، والخروج في رحلة "مخاض " ابداعي ، قد يكون يسيرا أو عسيرا ، "لولادة " عمل قد يكون طرحا مشوها أو كاملا عفيا سليم البدن الابداعي طبعا .
ما يدفعنا هو شيء خارج عن ارادتنا (أطلق عليه العرب قديما شيطان الشعر ) ، لكن ما هو بشيطان !! أنه الحاجة الى "نفخ الروح " في موهبتنا المخفية تحت ركام "الاحباط " المتواصل ، وحينما ننفخ في موهبتنا من روحنا ، يتحول العمل الابداعي الى "ابن " لنا ولكنه ايضا ابن للحياة !! وأعتقد بأن هذا الشيء( والذي هو ليس بشيطان ) هو معركة الإنسان ضد الفناء ، ومن اجل الخلود !!
فحينما تلتحم الموهبة بالقدرة التقنية ، يُخلق الابداع ، فموهبة الرسم بحاجة الى مهارة وتقنية الريشة والالوان ، وموهبة الشعر بحاجة الى مهارة التعامل مع الكلمات كما يتعامل العازف مع الاوتار ، انها موهبة وتقنيات !!
ولكننا أولا وأخيرا نرجسيون ، نعشق ذواتنا ، ننظر في المرآة فلا نرى جمالا يضاهي جمالنا ، نقوم وكعارضات الأزياء بعرض عالمنا الداخلي" الموهوب والمصقول بالخبرة والتجربة" ، لكي نغيظ ونُكيد "الاعادي " ، ونُفرح المحبين .
انها نرجسية مقرونة باستعراضية ، لهذا ننشر ولهذا نكتب أصلا .
أما "القضية " فهي تالية لهما (النرجسية والاستعراضية ) .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية العلاقة بين الشكل والمضمون
- هل حقا هذا موقع للحوار ؟؟
- العملاق هوى .. مانديلا يفارق الحياة
- لنا .. ولكم .
- لوركا وعُرس الدم السوري ...!!
- سيدنا ماعز والمُراهقان المغربيان ..أو التلاميذ أشطر من المُع ...
- ألهوية والجغرافيا ..
- عرب اسرائيل وجدلية العلاقة بين المُواطن والدولة ..
- -نحن لا نضرط أبدا ..!!-..
- اليهود ، العرب وصراع الحضارات ..
- أفضل الانفاق ..
- علماني يُؤمن بالخزعبلات ..
- اليسار وأمراض الشيخوخة ...
- من هو الوالد السعيد ؟؟رامان أم خليل .؟!
- شو قصة الخيانة هاي ؟ تعليق على مقال الزميلة سناء بدري ..
- أرض الأحلام ...
- رأي في الحب ..
- بوستات عضو -الهيئة -...
- الجنس :ميكانيكي (غريزي ) أم شُعوري ؟؟!!
- ليالي الكريستال الاوكرانية..


المزيد.....




- شاهد رد فعل طالبة أثناء بث رسالة تحذير من جامعة فلوريدا يُشي ...
- الإليزيه يصف محادثات باريس حول أوكرانيا بـ-التبادل الممتاز- ...
- الكويت.. قرار بسحب الجنسية من 962 شخصا والداخلية تعلن عدة أس ...
- قتيل وجرحى بانقلاب حافلة مدرسية في ساوث كارولينا الأمريكية
- عامل غير تقليدي يرتبط بزيادة خطر السكتة الدماغية المبكرة
- مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة على أوتوستراد صيدا صور جنوب لبن ...
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تسحب مئات الجنود وتغلق 3 من قو ...
- البيت الأبيض يعيد تشكيل مجلس الأمن القومي وفق رؤية ترامب لـ- ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين لا يريدون رؤية هاريس بمنصب حاكم ولاي ...
- حاكم فلوريدا يواجه انتقادات بعد تطبيق قانون الهجرة على مواطن ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي