أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات














المزيد.....


الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 13:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من منا يعترف بادق خصوصياته ولو مع نفسه،من منا يقرْ بأنه مختلف عن الاخرين لا في المظاهر الخارجية فحسب،بل مع نفسه في المظاهر والسلوكيات الداخلية,ما نحاول طرحه في هذه السطور والسطور اللاحقة يخص شريحة من بني البشر،ربما يعجب البعض عندما يطلّعون على هذا النوع من الانحراف ولنسميه شذوذ رغم اننا نتفق مع علماء النفس حول مصطلح الانحراف او الشذوذ الجنسي في محاولاتهم لوضع تعريف او مصطلح محدد او حتى معيار عقلاني لقياس ذلك الشذوذ او الانحراف في صعوبته ودقته. ومن الواضح لنا جميعاً ان خصوصية الجانب الجنسي لدى افراد بعض المجتمعات المحافظة،الشرقية منها والعربية والاسلامية يعطيها صفة الخصوصية المعقدة،فما بالك ونحن ننبش هذه الخصوصية باداة سيكولوجية دقيقة وهي التشخيص الكلينيكي المعتمد على اداة التحليل النفسي في سبر اغوار الذات الانسانية،وحديثنا الان عن نمط الشخصية الفيتشية Fetishism وما بها من انحراف جنسي.يقول "سيجموند فرويد"مؤسس نظرية التحليل النفس ان الفيتشية نوع من الانحرافات الجنسية يستبدل فيه الموضوع الجنسي السوي بموضوع آخر متعلق به وان كان غير ملائم للاشباع الجنسي السوي وعادة ما يكون بديل الموضوع الجنسي جزءاً من الجسم قليل الملائمة للهدف الجنسي مثل(الشعر والاقدام)او موضوعاً جامداً على صلة وثيقة بموضوع الحب وبجنسه على وجه التفصيل(اجزاء من ملابسه او من ملابسه الداخلية)ويكتفي الشخص المنحرف بهذا الشذوذ،بهذه الاجزاء من الملابس ويعدها تساوي وتكافئ العملية الجنسية الكاملة في وضعها الشرعي-القانوني المقبول او في وضعها الآخر غير الشرعي مثل العلاقات الجنسية غير الشرعية التي تقوم على اقامة العلاقات الخاصة كالعشق او الممارسة غير القانونية والشرعية . فهو يكتفي باقتناء هذه الملابس الداخلية والجواريب والاحذية النسائية والعطور والازهار وادوات الزينة في دولاب ملابسه الخاص وتعطيه الاشباع الكامل المماثل للعملية الجنسية بكل ابعادها،والشخص الفيتشي يختار منها واحداً يكون اكثر اذكاءاً لخياله الجنسي.
يقول علماء النفس عندما يعاق الدافع الجنسي عن تحقيق هدفه فانه قد يرتبط بأداة او مادة كانت ذات دلالة جنسية معينة في بواكير الحياة ومن ثم فأن اللذة الجنسية لا تأخذ سوى شكل العادة السرية باستخدام الفيتش المعين كمثير.
هذا الانحراف يقع في الذكور غالباً وتأتي اللذة الجنسية عن طريق مطاوعة دافع شديد للمس او مداعبة جزء واحد من جسم الشخص الذي استقر عليه الخيال الجنسي ونلاحظ الكثير من الاشخاص في حياتنا اليومية يقتنون اشياء نسائية ربما جديدة او قديمة مع حاجياتهم الخاصة والبعض الآخر ممن يمتلك الجرأة ،يتحرش ببعض النساء،لايهم ان كانت بنت غير متزوجة او سيدة متزوجة والمهم في هذا الامر هو انه يلامس جزءاً من جسمها وهذا الجزء قد يكون بعيداً عن مناطق الاثارة الجنسية المعتادة "الارداف مثلاً او الظهر بشكل خاص" وانما يكتفي بلمس القدم اوالشعر او حتى اطراف الملابس دون ان تشعر الفتاة بذلك.
ترى نظرية التحليل النفسي ان اختيار الشخص المنحرف فيتشياً هذا الانحراف بعينه هو للدلالة عن الاثر الباقي لانطباع جنسي احس به المرء في اغلب الحالات ابان الطفولة. ويركز الفيتشيون على اقتناء الفرو الخاص بالنساء وهو الذي يمثل الاثارة الجنسية العالية لديهم،فضلا عن المطاط او اشياء اخرى كانت تقتنيها الام او بديلها دائماً،ويرى بعض علماء التحليل النفسي ان اهمية الفراء عند الفيتشي راجعة على الارجح الى تشابهها الواضح بينه وبين شعر المناطق الحساسة لدى المرأة وهي ترتبط ايضاً بالصورة الرمزية عن الانطباعات الاخرى ابان مرحلة الطفولة.
ان المرحلة الاولى من حياة الطفولة حملت معها الكثير من الانحرافات التي ظلت دفينة في الذات وعند البلوغ، انطلقت بالاتجاه الذي يتوافق معها،ولا نغالي كثيراً اذا قلنا ان حياتنا النفسية الخاصة بها من الظلام الذي يعرفه اي منا حين يزيح الصدأ عنه والبعض الآخر دفعته رغبته واستطلاعيته العالية لان يميط اللثام عما يدور في داخل ذاته ويعلن عن مكنوناته كما هو الحال عند الشخص الفيتشي.ويقول(د.علي كمال)بعض الحالات الفيتشية تفسر على اساس تجربة نفسية جنسية صارمة استقرت في ذهن الفرد وطبيعته على استجابة جنسية معينة مرتبطة بأداة معينة او من نوع خاص كالفراء والاحذية وغيرها مما يخص المرأة.
تعد حياتنا الخاصة المتمثلة في حياتنا الجنسية غنية جداً بالمثيرات والرغبات غير المعلنة المقموعة تارة او المكبوتة او المؤجلة في احيان كثيرة ،هذا التنويع ربما يجد طريقة نحو البوح به دون خجل وممارسته مهما كلف الفرد ذلك،فالرغبة جامحة والقيم التي تحدد القيود قاسية ولكن كسر طوق هذه القيود يحتاج الى ذات ترفض الواقع ولاتستكين للممنوعات حتى وأن سماها البعض شذوذاً او انحرافاً،لذا فأن ما بداخل النفس الانسانية الكثير من الانحرافات المقيدة لانها ممارسات جنسية تتم بين فردين راشدين بالتراضي بينهما،وهي بذلك لا تتعارض مع فريق المتزمتين ضد العمليات الجنسية لانها تعطي الطابع المقبول اجتماعياً. اما الانحراف والذي يمارسه القلة من الناس،فهو يعني لغويا واحصائياً الانحراف عن المتوسط العام عن سلوك الناس وكما اطلق عليه علماء الاحصاء التربوي والنفسي والاجتماعي ،هو الابتعاد القليل"معقول"عن الحدود الطبيعية،اما الشذوذ هو الابتعاد العظيم والكبير والى حد"اللامعقول"عن هذه الحدود الطبيعية،ولك عزيزي القارئ الكريم مطلق الحرية في اختيار المعايير والموازيين النفسية التي بوساطتها ان تشخص اية حالة بها من الانحراف او الشذوذ ،بالشدة او التطرف او بالاعتدال والوسطية،فالحكم على هذه الامور ينبع من الذات اولاً. هذا النوع من السلوك الشخصي الذي يمس الانسان وربما يعكر صفاء حياته باعتباره سلوكاً يختلف عن السلوك الجنسي المتعارف عليه بين انثى وذكر وما سنورده لاحقاً من انحرافات اخرى ربما كان اعظم في معيار السوية والاتزان مستندين في ذلك على ثقافة المجتمع ومعاييره وقيمه التي يحكم بوساطتها على ما هو منحرف او سوي ،شاذ متطرف او معتدل.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية بين اضطرابها ونضجها
- العنف والتعصب ..كسب وهمي ناقص
- الشخصية المازوخية وانحرافاتها
- العنف يسود العالم
- رؤية في الفكر العلمي العملي
- الشخصية السادية وانحرافاتها
- التوحد(التقمص)..بين القوة واصطناعها!!
- الارق ..واضطرابات النوم
- الشخصية المتقلبة Cycloid
- الخيال الفكري عند الفصامي
- الشخصية المتفجرة Explosive
- فيدراليةجنوب العراق..السمات والخصائص
- اطفال العراق بين المدرسة والكفن
- التعصب .. تعزيز لصورة الذات السلبية
- الشخصية المتزنة
- العراق..الوضوء بالدم
- الشخصية المبدعة-الابتكارية-
- اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات