أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم عبد مهلهل - الثقافة بين التأويل والتدويل














المزيد.....

الثقافة بين التأويل والتدويل


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 09:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعيدا عن رأس الرمح المرتبط بأصل كلمة ثقافة . تعرف الثقافة بأنها كم من المعارف المتنوعة تكتسب وتعطى وهي نمطا معينا من الممارسة الحياتية وواحدة من أساسيات التعامل داخل الجسد الحياتي للبشر . والثقافة منطق وسلوك وسيرة ونتاج ومحاكاة أيضا . وربما ميزها الكائن البشري في لحظة ولادة الفكر ورأى تبايناتها بين سلوك الأفراد وأستطاع أن يضع درجات معيارية لحجمها في كل ذات . هناك ثقافة عالية وأخرى متوسطة وبعضهم يمتلكون ثقافة هابطة . هناك ثقافة للقيم العظيمة وهناك ثقافة للقيم الشريرة . هتاك ثقافة عامة وأخرى تخصصية . هناك ثقافة الأدب والمعرفة وهناك الثقافة الاجتماعية العامة التي لا تحتاج سوى موازنة في السلوك وسيرة حسنة بينما تحتاج الثقافة المعرفية إلى الموهبة والقراءة والبحث .
الثقافة شأن من شؤون الإبداع وهي الوجه المشرق لحضارة أي أمة أو حضارة أو وطن . لهذا يرى الدارسين أن الروح الثقافة حين تغيب عن روح الأمة يدب الوهن في كل مفاصل الحياة .
كان المغول يقولون لولا ثقافة الإسلام التي تعلمناها لما خرج للدنيا تاج محل . وكان الغرب في رؤاه المتأخرة قد أعطى للغزو الثقافي قيمة أعلى من الغزو العسكري وما العولمة وتصدير الثقافة الأمريكية إلا طريقة جديدة لهيمنة ثقافة ما على ثقافات أخرى وها نحن في لجة الحدث وروحه متعرضين ومعرضين ذاكرتنا إلى الحدث الجديد شئنا أم أبينا بل نحن وغيرنا من أمم العالم الثالث لانملك خيارات أن نكون خارج نمط هكذا تفكير ما دمنا محاصرون من كل جانب . الفضائيات ، مايكروسوفت . أحذية المارنيز . فيتو مجلس الأمن ، مشاريع وكالة ناسا الأسطورية . وابتسامات الحاصلين على جوائز الأوسكار . وأخيرا الكتاب المترجم .
في دائرة حصينة قبعت الثقافة العربية وعليها أن تتكيف وتحاول أن تفلت لأول ولهة من الزمن من هذا الطوق وتستنشق قليلا من هواء خصوصيتها وأمسها وهذا هو الجهد الوطني الذي يحتاج إلى الخطوة الشجاعة من خلال تفعيل هكذا دور وأبراز روح المنجز الوطني والمباهات به وجعله مقارن لكل الثقافات الوافدة ووضعه على طاولة المقارنة والبحث واستخلاص النتائج والتأثيرات بين أن تكون الثقافة الوافدة هي من يأخذنا إلى ضفة الحلم آو مزج الثقافتين أو نبذ الوافد والتمسك بثقافة الإرث وهو أمر لم يعد مجديا حين يصبح هذا التمسك نمطا قوميا متعنتا على أساس أن كل ما يأتي هو استلاب لما موجود .
غير أن كلمة سلامة موسى التي أطلقها في ثلاثينيات القرن الماضي وهو من الداعين إلى اندماج الثقافة الغربية بالشرقية والتعلم من روح فلاسفة عصر النهضة مبادئ بناء المجتمع العربي ظلت رغم تقادم الزمن عليها تمثل روحا لمنهج التعايش بين الثقافتين
تعرض سلامة موسى إلى هكذا قول لنقد كبير فسره بعد ذلك انه لا يتشفى بحضارة هاذين المعلمين لكن الزمن الجديد يفرض منطقه بشتى الطرق وينبغي أن نتعامل مع الواقع كما هو مع حسن التصرف بأن لا نفقد من خصوصياتنا الوطنية والقومية ما يجعلنا مسخا .
ويبدو أن رؤى سلامة موسى قائمة الآن بهيمنة لم يكن يتوقعها هو . أننا نعيش في روح ثقافة الغرب .
أدبه . فنونه . أزياءه . علومه . اقتصاده . واحيانا صار الغرب حاكمنا المدني . وفي بعض الأوطان حاكمها العسكري .
أذن نحن مدولون ثقافيا . بالعنف . بالسلم . جبرا . عن طيبة خاطر . نحن داخل الدائرة . ولكي لا تذهب السفينة بكاملها إلى بازار أثينا ونصير أغريقيون تبقى مسالة الحكمة في السلوك الحضاري قائمة .
أن نجعل من التلقي محطة للتفكير والمزاوجة وصناعة النص الجديد الذي قد لا نشعر فيه استلابا لما ملكنا من أرث .
أن هذا خاضع إلى شفافية في السلوك الحضاري ووعي تسبقه أرادة وحث ودراسات تشتغل وفق مفاهيم حديثة ومتطورة لأن الذي نملكه الآن وما نملكه غدا لقادر على التعايش مع القادم دون أن يفقد من خصوصيته شيئا ...
حقيقة أن الأمر ليس بالسهل لكن مستويات التعامل وقدرتها على المناورة والمقارنة تستطيع أن تصنع ثقافة عربية حداثوية تحس فيها انك لم تفقد من طعم روحك شيئا وفي ذات الوقت تحس انك تتذوق طعم روح ثقافة الآخر دون أن تحس بهاجس الاستعمار أو سطوة إمبريالية ما .

اور السومرية في 8 حزيران 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواشيح مندائية تناشد الأب الروحي للطائفة
- متصوفة الورود الحمر .قلوبهم أثرية ودموعهم قيثارات
- الكتابة في حدود الرغبة والتحرر من الصفر المطلق
- المهاتما يقرأ في كتاب الغروب البابلي
- الشعر والثمالة ورامسفيلد ومايحدث الآن
- المراة بين اناء العسل وروح الكائن المطيع
- نجمة متقاعدة وقمر في الخدمة وناسا جامع للمتصوفة
- وطن الجنرال ويخت الجنرال ورقصة الجنرال
- فتاة من التبت تحب مارتن لوثر كنغ
- أستطلاع الواقع الثقافي العراقي ..محافظة ذي قار أنموذجاً
- قيامة إبراهيم
- الجندي الأيطالي والمتحف السومري
- تكاليف دفن الشاعر السومري
- جدلية الحلم في قلب الكاهن المندائي
- عقيل علي..موت ثمرة الفراولة
- أيروتيكا قيروانية ..خيمياء سومرية
- هل هبط أهل سومر من المريخ؟؟؟؟
- صبر أيوب عولمة من الألم ..أم ألم من العولمة؟
- للقلب دموع وللبصل ايضا
- امراة تتحدث مع وردة


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم عبد مهلهل - الثقافة بين التأويل والتدويل