نيلسون مانديلا – من الكراهية إلى الحب.

ميثم محمد علي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 03:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

نيلسون مانديلا ، هذا العملاق الذي قزم سجانيه ، هذا الذي علم التسامح والمحبة والألفة بين البشر عوض الكراهية والحقد والألغاء والتمييز .. مانديلا رحل ! ولكن من قال أنه رحل؟ الموتى وحدهم يرحلون ، الموتى وحدهم لا ينهضون ، أما هو فلم يرحل بل نهض بكل قامته ليدخل واحة تاريخ العظماء الخالدين.. وهل نقول لك وداعاً مانديلا؟ ومثلك لايقال له وداعاً بل مرحباً في رحاب التاريخ وذاكرة البشرية.
سيرثيك الشرق والغرب وينعاك الشمال والجنوب ، ولكن هل سينجب العالم مثلك؟ وكم هم أمثالك على وجه الأرض ، مانديلا؟ السجانون أكثر ، والجلادون أكثر ، والذين يرعبونهم مثلك قلة .. نعم مانديلا ، سنرثيك جميعاً ، ويفوتنا أننا يجب أن نرثي أنفسنا بفقدك ، فمن سيعلمنا الدرس مجدداً..
هذي أرض العرب ممتدة من محيط إلى محيط ولم تنجب في زماننا من يصل إلى قامتك . نعم انها لم تنجب سوى ملوك الدعارة و الظلم والقتلة و الأرهابيين والسفاكين ..لم تنجب سوى أمثال بن تيمية وسيد قطب وحسن البنا ومحمد بن عبد الوهاب وآل سعود و بن لادن والظواهري والقرضاوي .. وملوك وأمراء ورؤساء يملكون الأوطان والشعوب حتى مماتهم .. والقائمة تطول ! يرثونك بالتأكيد وهم متكالبون على السلطات والعروش ، ولم يتعلموا منك الزهد في السلطة ، لأنهم لم يمكثوا عشرات السنين في سجون روبن آيلاند وبولسمور وفيكتور فيرستر مثلك ، ولم يستخلصوا العبرة والدروس ، لذلك يمسكون بأنيابهم كراسي الحكم ..أنت لم تبحث عن المجد ولم تجري خلف الشهرة ، فأنت المجد وأنت صانعه ، أما هم فيبحثون عن المجد والثراء والخلود ، هم الانحطاط والتخلف و يمارسون أسوء أنواع الرذائل ويحلمون بالجنان وبالحور العين!
هل مُتَّ حقاً نيلسون مانديلا؟ وهل مات قبلك جيفارا؟ أو غاندي ؟ وهل مات أولئك الذين حملوا القيم الأنسانية ودافعوا عنها ؟ ولم تثنهم سجون ولاقهر ؟
انك يامانديلا إرث للبشرية قبل أن تكون إرثاً لشعبك ، إرث للبيض قبل السود و الملونين .. فمرحباً بك في رحاب ذاكرة الأنسانية إلى الأبد.

#ميثم_محمد_علي_موسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات