وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 19:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تفسيرات مختلفة
كانت الظروف التي أحاطت بحادث مصرع الملك غازي تحتمل تفسيرات متعددة , والمصاحبات الفريدة للحدث ( على سبيل المثال : الأضرار الطفيفة التي لحقت بالسيارة في حادث اصطدام يترض به أن يكون عنيفاً , والاختفاء الغامض للخادم والمشرف على اللاسلكي اللذين يقال أنهما كانا في المقعد الخلفي للسيارة ) لا تشكل في ما بينها أي أمر يؤدي إلى استنتاج حاسم , ولكنها في الوقت نفسه ـ لا تزيل الشكوك التي ما زالت تحيط بالحادث .
ومهما كان الأمر , فالأكثر أهمية ليس ما حصل فعلاً بل ما ظن الناس أنه حصل , وذلك من وجهة نظر التاريخ اللاحق . والشك الكامن بأنهم خططوا , أو أنهم لعبوا أدوار المساعدين للنفوذ الأجنبي في موت الملك , لاحق نوري و عبد الاله والملكة عالية حتى نهاية حياتهما , وكان هذا الشك واحداً من العناصر التي دمرت السلطة المعنوية للتاج إلى حد لا يمكن اصلاحه .
ومما يثير الدهشة أن نوري أخبر مستشار السفارة البريطانية في وقت لاحق , أن الملكة عالية أقسمت , صباح يوم 4 نيسان ( أبريل ) أنها ستعلن وثيقة تعبر عن رغبة غازي في أن يصبح أخوها عبد الاله وصياً على العرش إذا جرى له أي حادث , نظراً لأن ابنه ما زال قاصراً . ولكن لم يُسمع بهذه الوثيقة بعد ذلك . وكل ما قدمته الملكة كان عبارة عن بيان بهذا المعنى ممهور بتوقيعها وتوقيع شقيقة غازي , وقوبل هذا البيان عند إعلانه بعدم تصديق عام , لأن كل من في بغداد كان يعرف أن غازي كان يكره عبد الاله . ومع ذلك , فعلى أساس هذا البيان , وإصرار مجموعة الصباغ , التي كانت لا تزال متأثرة بنوري , أعلنت وصاية الأمير عبد الاله على العرش .
وفي جنازة الملك التي أثارت الكثير من المشاعر كانت جماعات المشيعين تهتف : (( يا نوري , أنت من سيدفع ثمن دم غازي )) . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟