أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ) بقلم/ نور الهدى عبد المنعم














المزيد.....

( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ) بقلم/ نور الهدى عبد المنعم


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


( " ممر عميان الحروب ".. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ) بقلم/ نور الهدى عبد المنعم

بعد خمسة دواوين شعرية تنتمي جميعها لقصيدة النثر، صدر أخيراً للشاعر مؤمن سمير ديوانه السادس عن سلسلة ( أصوات أدبية ) بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، ليؤكد من جديد على جدية مشروعه الشعري ودأبه الإبداعي وتميزه وسط أقرانه من الشعراء الشباب .
عنوان الديوان هو " ممر عميان الحروب " وهو عنوان ينجح في الجمع بين الظاهر والباطن و الضِِيق والاتساع ، فالممر جزء صغير بالضرورة ، هامشي ، لكنه يربط بين كيانات واسعة وضاجَّة بالحركة والحياة .. كأن الممر مقرٌّ لمخلفات الحرب ، والعميان هم الكتيبة التي تحمل لعنتها دائماً وسط الرفاق المشوهين ، تحمل ظلامها واضطرارها طول الوقت لاجترار الكوابيس .
يستهل الشاعر ديوانه بعبارة للروائي الألماني " هاينرش بول " ترسم فضاءً عن الغيمة الكبرى المسماة بالحروب ، وذلك عندما تلتصق بملابس الإنسان وأسمائه وخطواته ، وبالأحرى عندما تستعمر الروح ولا تغادرها .
يتكون الديوان من سبعة عشر قصيدة متفاوتة في الطول وفي طَرْقها لمفردة الحرب وأنقاضها المتوالية أو في دورانها مع تجلياتها الواسعة والدينامية والمستمرة فينا ، فيحوِّم الشاعر مثلاً حول الطفولة ويستعيدها ، ثم يلصقها بكل عنف في الواقع الملتبس الذي يكافئ خروج الروح كل صباح ، أو يتلمس روح الأشياء والجمادات كالأشجار والتماثيل والعاصفة ليعلن أولاً ، احتوائها على الشعرية المخبأة ، وثانياً يؤكد على لسانها خطابه الهامس في ظاهره والمتفجر في الحنايا .
إن دال " الجثة " الذي ينتشر بطول الديوان بداية من الإشارة الاستهلالية : " تم استخراج النصوص من جثة العام المسمى 2011 " ، يؤكد مركزية إحساس الشعرية بالفناء والعدم ، سواء المادي المرتبط بانتهاء دور الفرد على هذه الأرض أو إنهاؤه وإفساده بالقتل والتدمير، أو المعنوي الذي يشير إلى أن الحياة البادية لنا وفينا ، إنما تخفي موتاً وتحللاً .
يبحث مؤمن سمير عن المقاومة فيحددها في اللمسات البسيطة التي تختزن داخلها حيوات كاملة فيقول في قصيدة " معاول " :
الحوائط وأسلاك الكهرباء
نقود الملائكة
المخفية في الزمن الطوبي
الأول ..
وضحكات ( الحصَّالات )
التي على شكل كوخ( سندريلا ) ..
كل هذا تهدمت روحه والمنظرُ ثابتٌ ،
شامخٌ مثل وقار الجدِّ الذي علقه ..
فالذكريات ترعى بكثافة داخل أشياءنا التي التصقت بالملامح وانداحت في الروح ، هذا على الرغم من أن السقوط فاضح وكاشف وعنيف ، حيث يقول في قصيدة " بلاغة السقطة " :
وقع الجدار فانكشف ظَهري
وعرفوا أنني بلا أفراح ولا عزيمةٍ
ولا ظِل ..
ثم يلمح الكائن وجهاً آخر مخفياً ، يصلح للاستمرار ، الخادع بالطبع ، فالسخرية المرَّة تُغَلِّف كل الحلول وتسري بين الحروف مع تفاوتٍ في الحدة ، يقول النص :
سأقول في المرآة : لم يحدث شئ
مجرد أشباحٍ معطاءة
منحتني سبباً منطقياً لأرحل
وأرى جانبي البعيد
البعيد ..
أما في القصيدة القصيرة البليغة المسماة : " المتواطئون " فإن الشاعر يكثف العديد من الزوايا والجوانب في أقل عدد من الكلمات ، فتقول القصيدة " :
كلما مرت جنازتي
المشوهة في كل الحروب
يبتسمون نصف ابتسامة ..
فالبطل هنا وحيد وسط الآخرين ، هذا إن كان حياً ، ومشوهاً غاية التشويه ، حال تلبسه حال الجثة ، كما أنه يصلح ليكون معادلاً رمزياً للجميع أو لوطن كامل .. الخ ، أما الآخرون ، فلا نستطيع أن نستطيع أن نسلم بظاهر النص بصددهم من حيث أنهم لا مبالون ، بل على العكس نستطيع أن نكتشف مدى تورطهم ونيلهم حظهم من التشويه المستمر ، حتى أن يكون فقدانهم القدرة على إبداء ردود الأفعال هو العقاب القدري غير المفهوم ولا المبرر!!
وفي قصيدة " اصطياد " يراوح الشاعر بين خريف الطاغية أو الجنرال وخريفنا نحن فيقول :
كنا قد انتهينا بعد كل هذا الجدال إلى حتمية انتظاره
والتحديق لمدد متفاوتة
في ثبات حذائه وارتعاشات الحروب
في النياشين الوهمية
في محاصرة عينيه قبل أن تفكر
في الهرب ...
وكأن العلاقة التي تبدو قدرية بين البشر والطغاة محض لعبة وهمية تخلقت من مشاعرنا نحن إزاء صور ثابتة نستحلبها كل حين .
وفي قصيدة " قصة قصيرة ليست ماكرة " يستخدم الشاعر تقنية فنية تشبه " كسر الإيهام " في المسرح البر يختي فيقول :
مَنْ كنا نحكي عنه في المقطع السابق
ليس بطلاً
إنه مجرد شبح ..
وبهذا نعود مرة أخرى لنشك في واقعية الطرح المبني على مساحات سردية ، وندلف إلى درجة أبعد في العمق فنكتشف أن :
الأحجار التي ملأت المقطع السابق
مجرد أرواح صلبة ..
وأنه لا فارق كبيراً – في حال الحروب - بين الإنسان الكثيف وبين الشبح الأثيري الذي لا يملأ حيزاً معلوماً ، وكذلك بين التمثال الصلب وبين الروح المختبئة داخله .
أما في القصيدتان الأخيرتان ، فيستخدم النص فيهما لغة يقينية كأنما جاءت لتكون محصلة الرحلة المتشعبة فيقول في قصيدة " وجه واحد " :
لكن الذي لن يحدث مطلقاً
ألا تطبق علينا حوائطنا
رغم أننا ربيناها بكل إخلاص ..
ثم في قصيدة " الحوائط " :
يا كل الأصدقاء
الخارجين من الحروب مشوهين
أغلقوا عيني جيداً
كي لا تلوث نظراتي هواءكم ..
إنه يعلن اعتزاله ويقينه في شكه الذي لا يملك غيره ، كما يعلن رثائه للذات وكذلك لنا ...

* جريدة " القاهرة " ، العدد 297 الصادر يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2005



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ممر عميان الحروب لمؤمن سمير: اعتيادية القهر وألفة الاغتراب ...
- - كونشرتو .. العتمة - بقلم / محمد مستجاب
- - مؤمن سمير: قراءة في دفتر البهجة - بقلم / عيد عبد الحليم
- - مؤمن سمير وكيمياء بهجة الاحتضار - بقلم / د.مصطفى الضبع
- - خلفيات شعرية - بقلم د.عبد الحكم العلامي
- - مؤمن سمير يحاصر الاحتضار بالبهجة - بقلم / يسري حسان
- - في جَوْفِ كلِ نغَمَةٍ - شعر / مؤمن سمير
- - في الصباح الأول ، شربتُ ماءَ اللَّعنةِ .. واَنْتَظَرْت -
- - غابةٌ أخرى -
- - طائرة ورقية .. تَحُطُّ على مَرَايَاكِ - شعر/ مؤمن سمير
- ديوان - رفة شبح في الظهيرة - 2013 شعر / مؤمن سمير
- ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ
- - عن الذاكرة و الصورة - قراءة في ديوان - يطل على الحواس- للش ...
- - منطاد - شعر / مؤمن سمير
- * تَلٌ من الهواءِ الأصيل *
- * حُفرَةٌ في البيتِ * شعر / مؤمن سمير
- - واخمشي بالأظافرِ ..- شعر/مؤمن سمير
- - حكايتهُ الكبرى ..- شعر/ مؤمن سمير
- - أطوي في الأدراجِ وأتمنى .... - شعر / مؤمن سمير
- - الشوارعُ المعتادة ...- شعر/ مؤمن سمير


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ) بقلم/ نور الهدى عبد المنعم