أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن بشير محمد نور - مانديلا ، في مقررات العلوم الانسانية














المزيد.....

مانديلا ، في مقررات العلوم الانسانية


حسن بشير محمد نور

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 15:48
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


"الحرية لا يمكن ان تعطي علي جرعات، فالمرء اما ان يكون حرا او لا يكون" ن. مانديلا.
اذا اردت ان تضع نموذجا مثاليا لرجل مناضل من اجل قيم الحرية، الديمقراطية، السلام والتنمية ومن اجل تجسيد مباديء العدالة والمساواة في مجتمع بشري ما، فلن تجد افضل من المناضل الفذ نيلسون مانديلا موضوعا لذلك النموذج. افضل اثبات لذلك هو اجماع العالم، بمكوناته الاساسية الواعية، الصانعة للاحداث والمؤثرة في سير حركة التاريخ البشري علي هذا المثال الانساني الفريد، اجمعت علي نعيه والحزن عليه وتعداد مناقبه وافضاله علي بني الانسان، كما لم تجمع علي زعيم سياسي في العصر الحديث.
لقد جسد مانديلا معاني الحرية وآمن بها ، كقيمة كلية غير قابلة للتتجزئة ، حتي اصبح من الصعب المفاضلة بينهما (مانديلا والحرية)، كايقونة مجسدة للكرامة البشرية في اسمي تجلياتها، بالتسامي فوق الاحقاد والنظر الي الانسان، ككائن رفيع كرمه الله وبالتالي يجب الاخذ بيده مهما كان من ضعفه او اخطائه ووضعه في المسار الصحيح الذي يليق به كانسان.
اما بالنسبة للقيم الديمقراطية فقد كانت في مسار طريق مانديلا مجرد تحصيل حاصل، كواقع معاش، اي نمط للحياة تم استيعابه عبر تجربة شخصية لا يمكن النكوص عنها كسلوك حياتي. كان ذلك النهج افضل ترياق لجنوب افريقيا كبلد يسود فيه التعدد العرقي والصراع الاثني المصحوب بتاريخ من التمييز العنصري الذي اضهد ونكل بغالبية شعوب البلاد وعزل واذل السكان الاصليين. تمثلت مأثرة مانديلا الرئيسية في التسامي فوق كل مررات الظلم والاضطهاد فجمع في كلية واحدة بين الاضاد السياسية ، الاثنية والاجتماعية ليؤسس لنظام قائم علي تحقيق السلام الاجتماعي في منطقة تتنازعها الحروب والاقتتال الاهلي والمجازر المخزية.
برعاية مانديلا والهامه سارت دولة جنوب افريقيا في طريق الامم الصاعدة بالتنمية والتقدم الحضاري فدخلت عن استحقاق في مجموعتي العشرين والبريكس ، عضوا فاعلا وممثلا وحيدا لشعوب القارة الافريقية التي تعاني من التخلف والفقر، بعد ان كانت في عصر التمييز العنصري دولة مارقة منبوذة تعاف ذكرها القلوب الحرة.
لم يجمع العالم علي شخص في حياته ومماته كما حدث مع نيلسون مانديلا. هل رايتم الاعلام الامريكية تنكس بامر رئاسي لوفاة اي كان من زعماء العالم، خاصة خارج المدار الامريكي؟ ناهيك من كون ذلك الانسان افريقيا خالصا اسود؟ هل تسابق زعماء الغرب الرأسمالي يوما ما الي نعي زعيم مناضل بفكر تقدمي شديد الوضوح، ضد جبروت الاستعمار ورأس المال؟ ومع ذلك تعداد مآثره وصفاته الانسانية الملهمة لنضال الشعوب؟هل زرفت الشعوب مثل هذه الدموع من قبل علي زعيم سياسي؟ الشعوب ليست فقط المنتمية لفكره او المشاركة له في قناعاته الفكرية والسياسية؟ هل بكي السجان سجينه من قبل؟ انه سحر مانديلا الذي لا يقاوم.
من الصعب ايجاد زعيم افريقي يتم الاحتفاء به حيا والتبرك به والتشرف بصحبته واخذ الصور التذكارية معه والحزن عليه ميتا كما حدث مع مانديلا. لقد جسد هذا الزعيم الراحل الحلم الافريقي في الحرية، المساواة والكرامة الانسانية، حلمه في تجسيد قيم العدالة الاجتماعية ومحاربة الجهل والتخلف والقضاء علي الامراض واستئصاللها من الجسد الافريقي الذي يعاني من ضعف الدولة وفساد الحكم. بذلك استحق مانديلا ان يكون مقررا رئيسيا ملزما في اي علم يعني بدراسة طبيعة الانسان ويحدد انماط السلوك والاداء العام والخاص. اما بالنسبة للسياسة والتاريخ فمانديلا مقرر حتمي فرض نفسه في الماضي، الحاضر والمستقبل. اي دولة افريقية تحترم نفسها وترعي مصالح شعوبها ورفاهية اجيالها القادمة ستضع مانديلا في صميم مقرراتها الدراسية.
اذا نكست الاعلام حزنا في امريكا بامر من اوباما اول رئيس باصول افريقية، فلترفع افريقيا رايات قيم ومباديء مانديلا عالية خفاقة ولتزرع قيمه الحية الملهمة في روح ووجدان اجيالها المقبلة، لتنبت مفعمة بحياة تليق بما كان يسعي مانديلا لتجسيده علي ارض الواقع الافريقي. بذلك يمكن لافريقا ان تكون عالما يستحق ان يريح الزعيم الراحل رأسه علي ترابه؟ فلترفرف حمائم السلام فوق قبر مانديلا.



#حسن_بشير_محمد_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض قيمة استرداد ثورة
- مستجدات القرن الافريقي ومستقبل الامن القومي السوداني
- اسطنبول ، بداية الخروج من الفوضي
- ازدراء العمل الفكري
- الحكومة والعمل والعمال
- ايدولوجيا المصالح، تغييب القيم وانتهاك الحقوق
- مشكلة المعرفة في انظمة (الربيع العربي)
- الاسلام السياسي، مأزق البدائل الاقتصادية
- (الربيع العربي) بين الاحتواء والاجهاض
- التكاليف الاجتماعية للازمات المالية العالمية
- الاثار الجانبية لغزوات (الناتو)


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن بشير محمد نور - مانديلا ، في مقررات العلوم الانسانية