حل وسط تاريخى

محفوظ أ بوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتهى الصراع بين الحركات والدول الإشتراكية من جانب والنظام الرأسمالى من جانب آخر فى نهايات القرن العشرين نهاية سعيدة للبشرية فيما يمكن أن نسميه ( الحل الوسط التاريخى )، حيث تخلت الدول الإشتراكية عن تملك الدولة لغالبية وسائل الإنتاج ونهج التخطيط المركزى الشامل الآمرفى إدارة إقتصادياتها وتحولت إلى نظام السوق. كما تمكنت الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية فى البلاد الرأسمالية من تحقيق أهداف الإشتراكية عن طريق تطويع آليات السوق وتمكين كافة المواطنين من حقوقهم الإجتماعية. مما أدى الى تشكل عالم جديد متشارك متقارب متعدد الأطراف أتاح لعشرات من الدول النامية والدول الإشتراكية السابقة الإلتحاق بنادى الدول المتقدمة فى سابقة تاريخية لم تحدث منذ الثورة الصناعية عام 1750.
فالدول النامية تستطيع حالياً أن تنمو بسرعة عالية جدا بالمقارنة بالدول المتقدمة. لأن الإبتكار أصبح متاحاً كأحد مكونات العملية الإقتصادية فهو معرفة جديدة تطبق لإضافة قيمة عن طريق : خلق منتجات جديدة، أو خلق تقنيات إنتاج جديدة، أو عن طريق خفض التكلفة. وحيث أن المعرفة لا تهبط بشكل سحري من السماء. ولكن لا بد من إبتداعها فقد أصبحت البنية الأساسية الناعمة أحد مكونات الثروة القومية وتتضمن بالأضافة إلى المعرفة : الموارد البشرية - التغير الهيكلي المستمر في الإقتصاد - نظم المؤسسات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية - وأخيرا النظالم السياسى القادر على حشد تلك الأصول، فالظروف الإقتصادية المواتية ليست كافية وحدها لإحداث التقدم.
وبحلول القرن الواحد والعشرين تمكنت بعض دول أمريكا اللاتينية وشرق وجنوب آسيا وشرق وجنوب أوروبا من شق طريقها إلى النمو. وفى سنوات معدودة من تغيير هياكلها الإقتصادية وبناء صناعات متقدمة وتطوير وتحديث نظم المؤسسات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، مستفيدة إلى أقصى مدى من العوامل المواتية التى من أهمها حرية وإمكانية وسرعة تداول المعلومات والمعارف، وإنفتاح الإقتصاد العالمي للتبادل علي نطاق واسع فى السلع والخدمات. ومن الملاحظ أن الفروق الصغيرة المتراكمة التى قامت بها هذه الدول في معدلات النمو السنوي عبر سنوات عديدة أدت إلى فروق شاسعة في مستويات المعيشة
خلاصة مانريد قوله أن الطرق أصبحت مفتوحة أمام شعبنا لترقية نوعية حياته وماعليه إلا أن يسير فيها. أر

#محفوظ_أ_بوكيلة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات