أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))















المزيد.....

القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 19:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان للعمل مفاهيم متعددة ، تتعلق بدوافعه و اغراضه ، منها الدوافع الفطرية كنتيجة طبيعية لحاجة الكائن الحي الى الحركة و النشاط ، مع انه ليست كل حركة و ما ينتج عنها من فعل يعد عملآ بألمفهوم الاقتصادي ، لان العمل بألمفهوم الاقتصادي يتطلب شروطآ تتعلق بأهداف ( العامل ) او صاحب العمل الذي يوظفه نحو تحقيق عملية الانتاج ، بأعتبار ان العمل احد عناصر هذا الانتاج ، كذلك للعامل غاية محددة من بيع قوة عمله لصاحب العمل ، وذلك للحصول على جزء من الناتج القومي ، وذلك لتوفير احتياجاته الحياتية ، الا انني هنا اريد ان اخرج على القواعد النظرية المتعلقة بمفهوم العمل من الناحية الاقتصادية ، و انما اريد ان اتناول العمل كمفهوم ذاتي لصاحب القدرة على العمل ، و المتأتية من الخاصية الطبيعية للكائن الحي ، الا وهي الحركة فمن الحالات الموضوعية للكائن الحي هي الحركة ، فمن الحالات الموضوعية للكائن الحي هي الحركة ، و ان هذه الحركة ناتج طبيعي للحياة ، فلا حركة بدون حياة ، اذن أعتبر ان جزء كبير من هذه الحركة هي عبارة عن حالة موضوعية وخاصة ما يتعلق بألحركات الضرورية لأعطاء الكائن الحي صفته الحياتية ، وان اهم الكائنات الحية التي تظهر لديها هذه الحالة هو الانسان ، لانه ــ اي الانسان ــ قادر على ان يتحكم بهذه الحركة و يعمل على توجيهها الناحية التي تحقق له اكبر قدرآ من النتائج و الفوائد ، ان كانت طبيعية او اجتماعية او نفسية ، و احيانآ قد يقوم الانسان بألحركة او العمل بما يتعارض مع الحالة الطبيعية للكائن الحي ، وهذه طبعآ حالة غير اعتيادية و تمثل شذوذآ عن القاعدة الطبيعية للكائن الحي ، وعندما نتناول هذا الجانب من العمل بأعتباره حركة لا يعني انه لم يكن ذا دوافع اقتصادية لهذه الحركة او العمل و الذي يعد اصلآ تعبير اقتصادي للحركة ، وذلك لأرتباطه بألمكافأات التي يحصل عليها صاحب القدرة على العمل ، حتى ان الاقتصادين لاا يعتبرون الحركة العمل الذي لايترتب عليه مردود من حصيلة الناتج القومي ، لايعدونه عملآ بألمفهوم الاقتصادي ، فمثلآ عمل الحيوانات هو عبارة عن حركة لايعد عملآ اقتصاديآ ، مع ان اصحاب هذه الحيوانات يتقاضون مكافأات نظير حركة الحيوانات التي يمتلكونها ،بأعتبار ان هذه الحيوانات عملها هو عبارة استفادة صاحبها من خاصيتها الطبيعية وهي ( الحركة )في عملية الانتاج دون وعي تلك الحيوانات للغاية او الهدف مما تقوم به ، لسبب بسيط جدآ وهو عدم امتلاكها لخاصية الوعي التي لايمتلكها سوى الانسان .
ومن ضمن الامور التي اريدها ، هل ان العمل لدى الانسان يقتصر على المفهوم الاقتصادي التقليدي ، ام ان هناك اختلاف بين عمل و اخر ؟ الجواب على هذا هو نعم هناك اختلاف ، واهم هذه الاختلافات هو عدم وجود مقياس دقيق لمعرفة تناسب العمل مع المكافأات المحددة لها ، الاان الاقتصاديين تمكنوا من وضع تلك المقاييس للمطابقة بين المكافأات الممنوحة و ناتج العمل ، وان النظام الرأسمالي من الانظمة التي حققت نجاح منقطع النظير في هذا الجانب ، ولكن هناك اعمال من الصعوبة تطبيق تلك المقاييس مهما كان الحرص كبير في تطبيقها ، لان الامر لايتعلق بمقاييس فيزياوية من الممكن التحقق من اتخاذها اداة في التحقق من المطابقة بين ناتج العمل و المكافأات المخصصة لها ، وان من ابرزهذه الاعمال الغير خاضعة للمقاييس الفيزياوية هي الخدمات التي تقع تحت عناوينها كثير من المهن و الحرف ، والذي يعتمد على التقييم النوعي وليس الكمي ،وحتى لوكان هناك مقياس لقياس الجانب النوعي فأن الامر يبقى في جانب منه الى موقف العامل من الخدمة التي يؤديها ، اذ قد يكون موقفه ايجابي فيكون مردوده اعلى من المتوقع او المطلوب وان كان الموقف سلبآكان او العكس ، وكل الامر يعود الى طبيعة العمل ، فأما ان يكون عملآ عضليآ يعتمد على القوى الطبيعية للعامل حيث يسهل قياس مردودها ا وان يكون عملآ فكريآ يصعب قياس مردوده ، لأن ذلك يتحدد بموجب نوعية ذلك العمل و مما يميز هذاين العملين الفكري و العضلي ان كلاهما يحتاج الى اعداد وتمرس و تدريب ، الاان العمل العضلي ما يتطلبه في معظم الاوقات الى الممارسة و تكرارالعمل مما يحوله الى مايشبه العادة التي مصدرها الارتدادات الانكاسية في النخاع الشوكي وليس من الدماغ ــ هذا طبعآ بعد ان يتم التدريب الاولي ليتحول من الحالة الارادية الى الحالة الانعكاسية ــ كعمل كاتب الطابعة مثلآ و الذي ترى اصابعه تتحرك على الحروف بحركة و كأنها لا ارادية ، اما بألنسبة للعمل الفكري انما يحتاج في ادائه حضور الفكر و التفكير ان كان ذلك بالنسبة للأعداد الاولي لتعلم متطلبات هذا النوع من العمل او الاداء الفعلي لهذا النوع من العمل ، ومن الاشياء التي يكون تأثيرها اوضح في اداء العمل الفكري مما هو بألنسبة للعمل العضلي هو الجانب النفسي و المتعلق بألحالة النفسية لمؤدي الوظيفة الفكرية او موقفه من الحيز الذي يعمل فيه ، ففي كلا الحالتين فأن الجانب النفسي الايجابي سيفضي الى ناتج ذي نوعية عالية و العكس من ذلك صحيحآ ، وما يمكن ان يضاف الى العوامل المؤثرة في نوعية العمل الفكري هو الموقف الاخلاقي او القيمي للعامل من عمله ، فبعض البشر من المختصين بأعمال الفكرية يتحدد حجم و نوعية عملهم بموقفهم الاخلاقي الذي يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم و خبرتهم في سبيل تحقيق اعلى درجات الكفاءة في عملهم دون الاخذ بنظر الاعتبار المكافأة او المردود المترتب على هذه الجهود ، و الامثلة كثيرة على ذلك ، فتجد الباحثين و المخترعين الذين يقضون جل اوقاتهم في مختبراتهم و معاملهم البحثية لافرق لديهم مابين ليل او نهار ، حتى ترى ذلك باديآ على مظاهرهم الخارجية ، و انقطاعهم عن الناس ليس زهدأ في ذلك او ترفعأ عن الناس ، بل العكس هو الصحيح ، حيث ان هؤلاء قد يكونون بدرجة اخرى مما عليه الناس العاديين من الاحساس لما يمتلكونه من امكانيات عقلية يعتبرونها ليس ملكآ لهم و انما للأنسانية جميعآ .
خلاص القول ، ما اريد الوصول اليه ان العمل ليس شرطآ ان يكون محصورآ بالمفهوم الأقتصادي البحت ، فأن العمل يبقى فعلآ انسانيآ راقيآ هدفه السعادة للبشرية كلها .
( تم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( وقفة في الذاكرة ))
- ( تكلم لأراك )
- ( لو كنت مكانه لأصبحت مثله )
- الانسان ( حيوان اجتماعي بألطبع )
- العراق و خارطته السياسية و احتمالات التغيير
- ( ساعات نصف نهار ) من يوم هزت العالم
- ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها
- مفهوم ( الخدمة الجهادية ) و قانون التقاعد الجديد
- ( الحياة ) هي الاصل
- هل كان ( علي بن ابي طالب ) أشتراكيآ
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقس ...
- (( ألتوقف عن ألكتابة )) ألأسباب و ألنتائج :
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد : محمد باقر الصدر / الق ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقر الصدر القس ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد محمد باقر الصدر
- السياحة و السواح
- السياحة و انواعها
- لحظات ما قبل ( النوم ) او ما بين ( اليقظة ) و ( النوم )
- لو اختفى البشر عن الارض
- (( الكوسموبوليتية و منظومة هارب )) و اخافة الشعوب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - القيمة الذاتية و الموضوعية (( للعمل ))