عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 17:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إمامة ألأمّة بين آلتقليد و آلمعاصرة؟
ألأخوةُ آلمؤمنون : سلام من آلله عليكم جميعاً ورحمةٌ و بركات:
رغم أنّني ناقشتُ إستفساراتكم بشأن ألقيادة ألمرجعيّة ألصّالحة و (ولاية ألفقيه) بآلذّات في أكثر من محفلٍ و مكان و بما فيه الكفاية عبر عشرات ألمقالات و آلبحوث, و على رأسها سلسلة كاملة من 12 حلقة بعنوان: [ألشّهيد ألصّدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة]؛ لكن على أيّ حال و رغم كلّ هذا - أعود و أكرّر بعض آلتوضيحات هنا للذين لا يقرؤون إلّا ما يُعجبهم* رغم أنّ هذه ألموضوعات أصبحتْ قديمة و معروفة لدى آلمُثقفين نسبياً و كانَ يُفترض بآلأخوة ألعراقيين و آلعرب معرفتها أيضاً لكن للأسف يبدو أن آلأمّة نائمةً في سبات عقليّ عميق!
بل هكذا كانوا دائماً و على طول التأريخ و كانوا دائماً آخر من يعلمون بالأمور بسبب آلحصار الفكري الذي ضربتهُ آلقبيلة عليهم بجانب الحكومات آلظالمة آلتي تسلطت على آلناس و كذلك تسلّط أنفسهم على أنفسهم لأسباب عشائرية عقائدية و قومية و تكوينية و تربوية متخلفة!
و أشكر ألجّميع مُقدّماً على حُسن وعيكم لما نقول:
مسألة ألقيادة - بحث هام جداً في حياة آلأنسان و مستقبلهِ و آخرتهِ - خصوصاً للمُعتقدين بولاية أهل ألبيت(ع) من بعد آلله تعالى و آلرّسول(ص)- من حيث أنّ كل مُوالٍ لا بُدّ و أنْ يعرف أمام زمانه و آلنائب آلمتصدي عنه عملياً لشؤون ألأمة و آلأنسانية الأجتماعيّة و الأقتصاديّة و السّياسيّة و الأعلاميّة و العسكريّة و آلتربويّة و غيرها حيث لا ينفصل أليوم أيٍّ من تلك آلمجالات عن حياة و كرامة أيّ شعبٍ أو أمّةٍ, بل و تتصل بعضها ببعضٍ في تشكيل قدر و مصير الأمم في آلحياة - فأمّا أنْ نَخضَعَ فيها للحكوماتِ آلوضعيّةِ ألظالمة أو نَخْضَعَ للنظام ألألهيّ تحتَ ظلّ ولاية ألفقيه ألّتي يتفق عليها جميع ألنّاس بكونها تريد آلحقّ و العدالة و الكرامة و الحرية و العيش الكريم للناس .. جميع الناس!
لهذا فكلّ إنسانٍ – لو كان إنساناً سليم الفطرة و القلب بحقّ - عليه أن يعشقَ هذه الولاية بعقلهِ و قلبهِ و روحهِ لو كان مُحباً لتحقيق كرامته و حريته و عزّته في هذا الوجود على آلأقل - لكونها – أيّ ولاية ألفقيه - ألوحيدة ألّتي تُواجه آليوم الأستكبار ألعالمي ألظّالم - و أختصرُ لكمُ ألأمر بآلقول:
[لولا إيران الاسلام لساخت الأرض بأهلها] نتيجة تسلط وعنجهية ألظالمين عبر دعم جميع حكومات و منظمات آلأرهاب في الأرض لسلب و سرقة حقوق الناس, فآلعراق ألذي إدّعى آلأستكبار العالمي بكون حكومتها ألجديدة ستكون بديلة عن الديكتاتورية ألصّدامية و تُمثّل ألديمقراطية الغربية نرى كيف إنّ الحاكمين و بسبب إنقطاعهم عن ولاية الفقيه؛ يسرقون آلشّ بطيب خاطر و كأنه واجبٌ شرعي .. حيث يستلم كلّ مسؤول و عضو في آلبرلمان حقوق و رواتب 200 عائلة عراقية فقيرة لنفسه في كلّ شهر بجانب ألنثريات و آلمخصصات و السّرقات التي لا يعلم بإحصائياتها أحدٌ!
بآلطبع نستثني الكيانات الألهية المرتبطة بآلحكومة الأسلاميّة كآلدّعاة ألمخلصين و حزب الله - للتفاصيل الدقيقة حول آلموضوع راجعوا: [مستقبلنا بين الدِّين و الدِّيمقراطية].
علما أننا فصلنا الكلام أيضاً في عشرات ألمقالات مُدعمين آرائنا بآلآيات ألقرآنيّة و آلأحاديث ألمتواترة بهذا آلشأن- و لعلّكم إطّلعتم عليها .. لكن لا بتمعّنٍ و وعي و دراية كاملة فآلعرب هكذا دائماً لا يُدققون في مصائر الأمور و آلأفكار!
أمّا تهمة ألتّبعية لولاية ألفقيه .. فأنّني أعترف بها بكونها عقيدتي في الحياة .. بل و أعتقد بأنّ كلّ إنسان حرّ و شريف يُؤمن بآلفكر ألأنساني و بآلعدالة و آلحريّة؛ لا بُدّ و أن يُؤمن بها, و يُؤيد ألجّمهورية الأسلاميّة ألمعاصرة ألّتي وحدها تُؤمّن و تُطبّق ألنّظام ألأسلاميّ و تُدافع عن قضايا آلأنسانيّة و المستضعفين- و هي تسعى جاهدةً لتطبيق كامل مبادئ ألدستور الأسلامي التي إطّلع عليها بآلتأكيد أكثر المثقفين - و أنا أقرُّ بكوني تابعٌ لهذه آلولاية الألهية تنفيذاً لوصية الرسول الكريم محمد(ص) الذي أوصانا طبقاً لكتاب الله بإتباع ولاية آلفقيه و قوم سلمان ألمحمدي(ألفارسيّ) بعد ما حملوا راية الأسلام ألذي عاد غريباً كما جاء غريباً أوّل آلأمر, هذا بحسب ألنّصوص ألمُتفقه عليها بين آلمسلمين, و على رأسها تفسير آية 3 من سورة الجمعة و آخر آية من سورة محمد(ص)!
أمّا قول ألبعض بأنّ السيد ألقائد الخامنئي لا يملك سوى رسالةٍ عمليةٍ - فأقول لكم بأنّكم مُخطئون بل و منحرفون عن طريق الحق حتى في هذا- من حيث أنّ ألسّيد ألخامنئي يختلفُ عمّا يدورُ في عقولكم ألتقليديّة - لكونهِ صرّحَ قبل أكثر من ثلاثين عاماً - زمن ألأمام ألرّاحل – بعد أن حصل الأجتهاد؛ بأنّ رسالته العمليّة ستكون إمتداداً لرسالة الأمام الخميني - و هذا هو منهج ألقيادة المرجعية ألرّبانية الرائدة الصالحة ألمتحركة مع روح العصر .. حيث أبى من كتابة و تكرار رسالةٍ عمليّةٍ كما هو حال جميع ألفقهاء ألتقليديين في آلنجف أو من تبقّى منهم في قم – رسالة تُكرّر كلّ فترة من دون فائدةٍ تُذكر سوى من أجل جمع ألحواريون ألمنتفخون و الأموال آلطائلة و إيداعها في بنوك اليهود في لندن و سويسرا و ألغرب لتحطيم المسلمين بها بعد آلأستفادة منها لصناعة الصواريخ و الجامعات في الغرب!
أن السيد القائد ألخامنئي و لأعتقادهِ بأنّ آلمنهج ألرّصين الحيويّ, هو بإستكمال و إدمة ألمناهج ألصّحيحة ألسّابقة عبر آلبدء من آلنّقطة ألّتي إنتهى إليها ألفقيه ألمرجع المتصديّ ألسّابق و هذا هو آلسبب في فتواه و منهجه ألجديد ألذي لم يسبقهُ إليه غيره - و هو عين الفكر و العقل و الفقه و إرادة الله و آلشرع ألمحمديّ الذي تحتاجه الأمة المسلمة بل الأنسانية ألمعذبة جميعاً في هذا آلعصر - لا كما يفعل من يُسميّهم البعض من المنتفعين و آلعوام بـ "مراجع الدّين" ألذين عادةً ما يقومون بتكرار و إستنساخ الرسائل ألعمليّة السابقة من دون تجديدٍ أو معالجة واقعية لمشاكل العصر و محن آلأنسانية على كلّ صعيد, سوى تغيير عنوان الرّسالة و بعض الشكليات, بجانب كل هذا, فأن الحياة لا تقتصر على الصوم و الصلاة و الحج و بعض المعاملات الشخصية ألتي تتضمنها الرسالة العملية المعروفة؛ بل آلحياة كما قلنا أكبر من هذا آلتحجيم الجاهلي .. أنها آلتربية و آلتعليم و آلجيش و آلسياسة و آلأقتصاد و آلتكنولوجيا و غيرها و التي بدونا يستحيل الحياة اليوم!
بآلأضافة لذلك فأنّ ألسّيد ألقائد ألخامنئي لهُ عدّة مباحث فقهيّة سياسيّة و أقتصاديّة و عقائديّة و أدبيّة و قانونيّة و فلسفيّة يتدارسها فقهاء و مجتهدي ألأمّة و أصحاب ألرّسالات الأكاديميّة و آلفقهية يوماً بيوم- هذا بجانب آلاف المحاضرات القيمة أليومية تقريباً و في مُختلف ألمجالات ألعلميّة و آلسّياسية و آلأنسانيّة و آلقانونية و آلتي كلّ منها على إنفراد يُمكن إعتبارها كتاباً كاملاً يُمكن أن يتوسّع فيها ألباحثين - و بذلك يكون ألسّيد ألخامنئي أدام الله بقائه على الأنسانية من أكثر و أكبر ألفقهاء و آلمفكرين باعاً في آلتأليف و آلفتوى و آلثقافة و آلفكر آلحيّ!
و أعلموا أيّها آلناس: بأنّ عشرات ألمجتهدين قد أيّدوا إجتهادهُ منذ أكثر من 30 عاماً و على رأسهم آية الله ألسيد محمود ألشّاهرودي و آية الله ألشّيخ أليزدي و آية الله الأراكي بآلأضافة إلى آلأمام ألخميني قدس سرّه آلشّريف - و يُمكنكم ألأطلاع على تفاصيل ذلك في كتاب:
(مرجعية آية الله ألعظمى ألسّيد ألخامنئي), و قد تُرجم الكتاب لعدّة لغات!
أمّا تهمة آلبعض لنا بآلتّبعية .. فأقولها لكم أنّها تبعيّة ألمُفكر ألمُؤمن للقائد ألألهي ألذي وجب آلله طاعته عليَّ, و يستحقّ التبجيل و الأحترام و التقديم - فَمَنْ غيرهُ في الأرض بآلله عليكم بمستواهُ أليوم يمتلكُ تقواهُ و علمهُ و ثقافتهُ و أخلاقهُ و إمكانياتهُ و مكانتهُ آلمقتدرة و دفاعه عن ألمستضعفين ضدّ آلمُستكبرين .. كي يكون أهلاً لأقلدهُ!؟
و أخيراُ؛ أنا – و أعوذ بآلله من آلأنا - و آلكثير معي من آلعراقيين و مِمّنْ لهُم باعٌ و إطّلاع واسع بآلفلسفة و بالفكر ألاسلاميّ و دور و مكانة و ثقل الثورة الأسلامية المعاصرة و قيادتها في موازين ألصّراع العالميّ مع آلمستكبرين نقول بإختصارٍ شديدٍ؛
بأنّ محنة ألعراق ألأساسيّة تفاقمتْ و تعقّدتْ بسبب تنصّل ألنّاس - حتّى الدّعاة - ليس كلّهم - عن تلك الولاية ألألهيّة بسببِ قلّة ثقافتهم و محدوديّة أفكارهم و إبتعادهم عن خطّها آلألهيّ - و نحنُ نُخالفُ آلمخالفين لهذهِ الولاية و تلكَ هي عقيدتنا آلّتي آمنّا بها منذ نصف قرن - لأنّ عدم تبنّي آراء و وصيّة ألصّدر ألأوّل ألّذي ذابَ في هذهِ ألثّورة الأسلاميّة و قيادتها؛ تعني خروجنا عن خطّ آلتوحيد و خط آل محمد(ص), بلْ ثقوا بأنّ تكالب ألمحن علينا و ما أصابنا في آلعراق من الأبتلاآت ما كانتْ إلّا لبُعدنا عن ولاية ألفقيه ألتي أكّدها الأمام الفيلسوف الفقيه محمد باقر الصدر(ص) و إستشهد لأجلها, فهي أصل نجاتنا و خلاصنا من تسلط المستكبرين و آلسّارقين ألكبار منهم و آلصّغار!
و بآلتأكيد تعرفون وصيتهُ .. و سأذكّركم بجانب منها:
[ذبوا في ألأمام الخميني كما ذاب هو في الأسلام!]
[لو عيّنني الأمام الخميني نائبا عنه في قرية من قرى إيران النائية لقبلت الأمر بكل تواضع!]
[ألثورة الاسلاميّة حقّقتْ آمالَ جميع الأنبياء و المرسلين!].
هذا بإختصار سبب ولائنا لدولة ألأمام ألحُجّة (عج)- و من يُخالف هذه آلوصايا و آلنّصوص بجانب ألنّصوص ألقرآنيّة فأنّهُ مُحاربٌ لله و لرسولهِ و للمؤمنيين- و ما أريدُ إلاّ آلأصلاح ما إستطعتْ و ما توفيقي إلّا بآلله عليه توكلتُ و إليه أنيت .. و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله العلي العظيم.
و شكراً لتفهّمكم.
*حكمة:
إذا كنت لا تقرأ إلّا ما يُعجبكَ فأنّك لا و لنْ تتثقفَ أبداً.
عزيز الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟