أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلطان الرفاعي - العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 2-5














المزيد.....


العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 2-5


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 11:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دور الانفعال في حياة الأمة وحكوماتها المتعددة أكبر من دور العقل والتخطيط والمتابعة وهي العناصر التي تحكم الفكر العربي الحديث وسياساته ---------فالنظرة العربية إلى الإنسان والعالم نظرة محورية ترى الأبيض والأسود وتهمل مابينهم من تدرجات. إن الرغبة في إنجاز الوحدة على نطاق واسع أو التمسك بها تسير في مقابل الرغبة الانقسامية لتحقيق فوائد ضئيلة محلية داخل الجماعة الصغيرة والتمسك بها ويأخذ باتاي على المزاج القومي أنه يتراوح بين ضبط النفس والإنفجارات الانفعالية الهوجاء.
من المهم بشكل خاص كثرة المرات التي يتخلى فيها ضبط النفس عن مكانه لجموح الانفعال، والسهولة التي يجتاح فيها فيضان الغضب أو العنف أو الانفعالات المتوترة الأخرى السد الذي يقيمه ضبط النفس في فترة وجيزة تتحول فيها كامل الشخصية تحولا مدهشا.
إن العداء العربي إذا ما استثير إجتاح كل الغرباء دون تمييز. ويستشهد على ذلك بمظاهرات القاهرة بمناسبة ذكرى وعد بلفور، حيث لم تنقلب المظاهرات على اليهود فقط، بل أدت إلى هجمات على الكاثوليك والأرمن واليونان ويلحق باتاي هذه الحادثة بسلسلة من الاصطدامات التي اتخذت في مصر طابعا طائفيا حينا وضد الأجانب من الأوروبيين في حين آخر.
إن ما يبزغ من هذه المشاهد وغيرها صورة نموذج إنساني جاهز للتحلل من قيود النظام، وقد تحلل منها مرارا، وهو يميل إلى العنف والفوضى خاصة في الأوضاع الجماهيرية.
يقف الغربيون في طرف والعرب قرب نهاية الطرف الآخر... ففي العالم العربي لا يتعامل التفكير والتعبير اللفظي نسبيا مع ما تسمح به الظروف الواقعية. وبما أن الأفكار والرغبات والأخيلة والتعبير الملفوظ تتطور بمعزل عن الواقع وما يفرضه على الأفعال من حدود فإن العربي لا يميز كثيرا بين المثال والواقع. وتبلغ السخرية بالخلط بين المثال والواقع حين يتحدث عن ولع العرب بالتخطيط.فالخطة يجب أن تكون المعنى . قطعة فنية من الخط العربي حيث يكون التركيز على المظهر وليس على المعنى . إن العرب يضعون الخطة بصرف النظر على قدرتهم على تنفيذها فعند العرب شعور بأن المرء ليس مضطرا إلى تجاوز الخطة نحو تنفيذها، لأن الصورة المثالية كاملة، وهي في كل الأحوال أكثر إمتاعا بجمالها من الشكوك والفوضى التي تكتنف الواقع.
إن ما يفعله العقل العربي عمدا هو اوإنتقاء بغية أن يمنح للكلام والرغبات وزنا أكبر مما يمنح الواقع.
الخصال القومية العربية تتلخص في منتهى التطرف في التفكير والرؤية، المراوحة بين السلوك المنضبط والغير المنضبط، الانفصال بين التفكير والكلام من ناحية والفعل من ناحية أخرى، الميل إلى تفضيل المثال على الواقع، وكل من هذه السمات يمكن النظر إليها بإيجابية وعطف، أو بسلبية وإدانة. وأهم من ذلك أن كلا منها يحمل بذور نماء مثمر كما ينطوي على الانحطاط والانحلال. حيث يمكن ربط المراوحة بين السلوك المنضبط والغير المنضبط بضعف سيطرة الوقائع على النفس العربية... وبالمثل فإن الفجوة بين التفكير والكلام من جهة، والفعل من جهة أخرى، يمكن رؤيتها على أنها نتيجة إخفاق الحقيقة الواقعية في النفاذ بصورة كافية. إن الشخص الذي يتمتع بالتفكير ويقول كلاما لا يمكن ترجمته إلى فعل ينغمس في هروب إلى عالم وهمي طمعا بما يوفره من إشباع انفعالي. ومع أن هذا الانفعال ليس بالكثافة التي يوفرها الانفجار الانفعالي، فإن مدة بقائه يلبي وظيفة مشابهة: كلاهما يمحو عالم الواقع المرفوض، ويسمح للفرد بأن يعيش، لبرهة أقصر أو أطول، في عالم هو من إبداع رغباته.
إن وقائع الانقسام والتناحر العربي لم تستطع إقناع العرب بالإقلاع عن الإيمان بالوحدة، لأن العقل العربي عاجز عن استيعاب الوقائع وعن التفريق بين المثل الأعلى والواقع... ويفرد في الفصل اللاحق بحث كامل يتناول فيه موضوع الوحدة والتناحر العربيين ----

رافائيل باتاي فيلسوف هنغاري- متخصص في تاريخ حضارات الشرق الأوسط ولغاته.
من كتابه العقل العربي-----



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 1-5
- الآلهة لا تستقيل---بل (تعتزم)
- وتوكلت على الله--وقررت بأن أركب الشعب-----من الآن الى يوم ال ...
- آخر فرسان القومية العربية؟؟؟؟؟؟
- الأثنين 30-آيار-السادسة مساء-بوابة الصالحية---لا تنسوا اصطحا ...
- وصل القمع إلى حد أن عصابة الأخوان المسلمين استنكرته!!؟؟قدرنا ...
- تنبيه الأمة وتنزيه الملة-------لشيخ الاسلام محمد حسين الغروي ...
- Mission impossible---------مهمة مستحيلة
- انهضيييييييييييييييييييييييي1--------------------الليبراليون ...
- عزيزي الدكتاتور---اهتم بالقطنيات بعد اليوم!!!!!!!!!!!!!!!!!! ...
- تعابير انسانية-----أعدمها حكم الحزب الواحد---المساواة1
- حرام عليكم---كله أكل عيش يا شباب!!!!!!!!!
- ما يطلبه المواطنون-------------!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- الاخوان المسلمون --------لماذا تعادون السلطة وتغضبون ربكم؟؟
- اقتراح عيد----يوم الرقيب الأمني العربي!!!!!
- -------الامبراطور بوشام الثاني يستعد لغزو وادي بردى
- أم المتسكعين---------------------ج2
- من أم المؤمنين---الى أم المتسكعين---والله أعلم
- ستار--آكاديمي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- جرمانا مدينة سورية---تشرب من الصهاريج---وتختصر قصة فساد دولة ...


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلطان الرفاعي - العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 2-5