أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - ثقافة الشعوب ليست دين














المزيد.....

ثقافة الشعوب ليست دين


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك خلط كبير في هذا الموضوع المهم، فالمعروف تاريخياً وعلى مر تاريخ البشر أن القليل من البشر هم الذين لا, يشككون في أديان الله المنزلة على أنبياء الله المصطفون الأخيار من الواحد الأحد القهار فوق عبادة وفوق كل شيء الله سبحانه وتعالى هو الغني عن العالمين، كان الهدف من الأديان منذ أن أراد الله هو تحسين سلوك البشر في كل زمان ومكان بسبب طغيانهم على بعض، وأن لا يطغوا على بعض بعد ذلك، ولكن ثقافة الشعوب دائماً مع مرور الوقت كانت وما زالت تحاول طمس كل شيء يدعو إلى المساواة والعدل بين البشر واتهام المصلحين على مر التاريخ أنهم أقلية، وكيف نتبع أقلية والأغلبية تمشي في طريق ما؟!.. ولأن الأقلية هم الذين يحثون الناس على التعايش السلمي والعدل أغلبهم لا يملك غير لغة القلم، ومعظم الناس لا تبالي ولا تسمع، وإن سمعت يوم يرجع في اليوم التالي كما كان، ومنهم من يصبح خصم لمن ينصحه دون مقابل، ويركض معظم الناس خلف من يتاجر بهم وبحياتهم ومستقبلهم، وأحياناً يكون الناس وقود صراع بين أطراف متحاربة على السلطة والمال باسم الأديان، وفي كل الأديان تحدث هذه المأساة، وأن البشر عموماً مهما تقدموا بالعلم لا يمكن لهم أن يأتوا بدستور أو قانون يساوي بين الناس مثل دين الله الذي تعهد الله بحفظ هذا الدين إلى يوم الدين، كما أوضح لنا المولى عز وجل:
((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) سورة الحجر آية 9.

وإذا كان الله الذي خلق هذا الكون بكل ما فيه تعهد أن يحفظ هذا الدين، أليس ذلك يدعو كل عاقل أن يفكر أن كل كلمة انذرنا بها الله في هذا الدين سوف تصبح واقع يوم الدين ولا مجال للهروب من الله أو الحوار، أنت سوف تكون مسيطر عليك وليس لك غير أعمالك، إما ناجح وإما ساقط، وليس يوم الدين دور ثاني لكي تعيد كما كنت تفعل في الجامعة أو المدرسة في الحياة الدنيا، وليس هناك فهلوة ولا ذكاء خارق كما كنت تدعي حين تركت السلوك الحسن والعمل النافع وتكبرت على من قال لك في يوم ما ابحث عن الحقيقة واترك ثقافة الشعوب، ثقافة الشعوب ليست دين وليست منزله من عند الله ، وانك مهما جمعت وتمتعت في الدنيا سوف تترك كل شيء وتصبح لا شيء، كما ترك الذين من قبلك وأصبحوا لا شيء، إلى أن يأذن الله وتصبح شيء آخر، وتسأل على كل ما فعلت في حياتك الدنيا يوم القيامة، كما قال الله تعالى:
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ)) سورة هود، آية 103.

ماذا يغني عنك في هذا اليوم؟!.. وإن الكثير من الناس تتجاهل وعد الله، ولن يخلف الله وعده، يقول الله لكل البشر:
((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)) سورة المؤمنون آية 115.

سوف ترجع إلى الله أيها الإنسان دون أن تدري متى، كما أتيت إلى الدنيا دون أن تدري أيضاً، الشيء الصادم في الأمر أن يوم القيامة ليس لك أدنى شيء من الحرية أو من الاختيار، ولا يوجد محامي شاطر يدافع عنك ويزور أوراقك أو يرشي أحد من أجل تخليصك مثلاً، لأن كل شخص مشغول بنفسه فقط وما سوف يحدث له، بل أن موضع الاعتراض في يوم الحساب غير موجود من الأصل لأن الذي يحكم ويحاكم جميع البشر هو من خلق البشر جميعاً، وهو الله، هو الذي يحكم وليس بعد حكم الله تعقيب، كما قال الله لمن يعقل كلام الله:
((أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) سورة الرعد آية 41.

ليس عند حكم الله استئناف ولا تبديل لقول الله، الاستئناف كان في الحياة الدنيا بين أهلك وأصدقائك وسلطتك، وبمالك كان من الممكن أن تظلم البعض وتأكل حقوق البعض، إما يوم يحكم الله انتهى الأمر وليس لك غير أعمالك التي سوف تحدد مكانك وحسابك، ولن تظلم عند الله في ذرة، يقول تعالى:
((مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)) سورة ق آية 29.

ومع ذلك نرى الكثير من البشر لا تعتبر ولا تبالي بيوم لن يحدث غير مرة واحدة، يوم الحساب، يوم الحساب لن يتكرر مثل حياتك الدنيا لن تتكرر.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان المسلمين
- شكوى لدى محكمة العدل الدولية وهيئة الأمم المتحدة
- مجتمع محافظ
- في صالة المطار منتظرين
- كشف المستور عن اتفاقية سايكس بيكو القذرة
- هل فعلا الزراعة هي الحل ..؟؟
- حين ينقلب السحر على الساحر ماذا يفعل الغرب
- الرجال ناقصين عقل ودين
- نعم للمواقع الإباحية
- إرادة الله بريئة من قتل الناس ونهب ثروات الشعوب
- هل الإنسان حبر وورق ..؟؟
- يجوز للمرأة أن تحج بدون حجاب ؟
- إرضاء للكفيل وليس لرب الكفيل
- من الجامعات المصرية إلى السفارات الغربية
- الوهابية وبلاد الكفار وماء النار
- شاهد عيان على يوم 24 أغسطس 2012م
- لماذا تم احتلال مصر وبها خير أجناد الأرض
- من إنجازات مبارك والشيخ الشعراوي
- لا يمكن نجاح دولة دينية على الأرض المصرية
- علماء بدون شهادات


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - ثقافة الشعوب ليست دين