التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب

محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 01:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

هذا المقال كتبته وليبيا في أوج مواجهتها مع دكتاتورية القذافي يوم 11 مارس 2011 وذلك على خلفية تلميحات أمريكية وغربية صدرت في ذلك اليوم بالتدخل عسكريا على الارض ضد النظام الحاكم لاسقاطه، وكم كانت خشيتي من وقوع هذه الدول في هذا الخطا الذي سيحول الليبيين من مواجهة النظام للتصدي لتدخل اجنبي يرفضه الليبيون اكثر من رفضهم للقذافي.. لم نتمكن وقتها من نشره بسبب حصار الجيش الالكتروني وسيطرته على الشبكة العنكبوتية.. ومن خلال تصفحي لأرشيفي عثرت على المقال لأضعه بين ايديكم واذكر الداعين لنزول قوات الناتو لفرض الأمن بمدى خطورة الأمر..

التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب

التلويح الامريكي الاوروبي بتدخل عسكري مباشر في ليبيا لارغام النظام الحاكم فيها على وقف مجازره الدموية ضد الشعب والاستجابة لمطالب الجماهير بالتغيير والاصلاح، أمر مرفوض رفضا قاطعا من الشعب الليبي، وإذا ما نفذت واشنطن تهديدها فإنها لن تواجه القذافي وزبانيته الذين سيفرحون بهذا القرار الغبي، بل ستجد كل الشعب الليبي في مواجهتها، وستتحول المعركة من معركة تغيير الى معركة دفاع عن كرامة وحرية وشرف الوطن المهدد بالغزو الخارجي.

إن الشعب الليبي الذي خرج بصدور عارية يواجه رصاص الطاغية مضحيا من أجل تصحيح أخطاء قاتلة طال امدها وإزاحة مظالم ممنهجة للنظام الحاكم تتفاقم كل يوم، هذا الشعب لن ولن ولن يرضى باحتلال اجنبي لأرضه تحت اي ذريعة أو مسمى، وهو اي هذا الشعب كفيل بتصحيح الأوضاع ومستعد لتقديم المزيد من التضحياة من أجل إخراج ليبيا من قبضة هذا النظام الظالم و إعادة بنائها من جديد على اسس سليمة .

إنكم ايها السادة ترمون بقراركم المريب هذا بحبل نجاة لهذا النظام الغارق في أخطائه، وتقدمون له بتدخلكم المباشر في مجريات الصراع الدائر على الارض خدمة جليلة لا يحلم بها تخفف ضغط الشعب عليه، وتعطيه فسحة لاسترداد انفاسه بعد أن بات يترنح امام ضربات انتفاضة الشعب المصمم على إزاحته ومحاسبته على كل الجرائم والأخطاء التي ارتكبها في حقه طيلة الاربعة عقود الماضية.

إن اي تدخل عسكري أجنبي مباشر في ليبيا التي تشهد هذه الأيام ثورة شعبية عارمة من أجل التغيير وإعادة البناء، يشكل طعنة غادرة في ظهر هذه الثورة، التي تستحق منكم دعما سياسيا وضغوطا على النظام توقفه عن ارتكاب المزيد من المجازر وترغمه على التسليم والخضوع لإرادة الشعب. ونود أن نلفت انتباهكم الى أن هناك عشرات الطرق والآليات التي يمكن للدول الغربية ان تستعملها خلافا للتدخل العسكري المباشر، يمكن أن تساعدة الشعب الليبي على تنفيذ إرادته بالتغيير. وحري بالغرب الذي يستعجل الحل العسكري، أن يجمد كل تعاونه العسكري والاقتصادي مع النظام ويجفف كل الروافد التي تغذيه بأسباب القوة وفي مقدمتها إرادات تصدير النفط، وأن يمنع وصول المرتزقة الأجانب من اوروبا وآسيا الى ليبيا ويفرض على دول الجوار العربية والأفريقية وقف تقديم الدعم والمساعدة للنظام وفرض حضر جوي على الطيران فوق الجواء الليبية ، هذه الخطوات وغيرها هي التي ستعجل بإنجاز التغيير وقف المجازر في ليبيا.

إن الشعب الليبي الذي ضحى أجداده بدمائهم من أجل الحرية وقاوموا الغزو الايطالي بروح قتالية عالية خلال النصف الأول من القرن الماضي ، لن يقبل اليوم مهما كلفه الثمن عودة الاستعمار من جديد لأرضه تحت اي مسمى واية لافته، وقد أخذ العبرة من درس العراق الذي حوله تدخلكم الغبي من دولة يحكمها دكتاتور الى مصلخ بشري وخرائب تحكمه عصابة من العملاء تحت حماية قواتكم. وسيكون الدرس العراقي ملهما لنا في التعامل مع اي قرار متهور قد تتخذونه بإعادة تحربتكم العراقية في ليبيا،.

إنكم أيها السادة تخطئون خطا جسيما بانجراركم وراء أطماع حفنة من الليبيين الأرزقيين الذين تخلوا عن شعبهم في أحلك الظروف واختاروا هناء العيش في أفيائكم على الصمود فوق ارضهم ومقاومة الدكتاتورية والطغيان . ونستغرب عدم استفادتكم من الدرس العراقي الذي كلفكم ولا زال تضحياة جمة من أرواح أبنائكم ومن اقتصاد بلادكم ومن سمعة أمريكا في العالم.

#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات