بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 17:33
المحور:
الادب والفن
أبطالها بشر وجرذان ، وشياطين يزرعون الرعب والموتى والدمار والطاعون .
الرواية " فسيفساء دمشقيّة "محورها الأساسي سبعة لبنانيين ، من شرائح اجتماعية واقتصادية متعددة ومتنوعة ، يهاجرون من بيروت إلى باريس هرباً من جحيم الحرب الأهلية اللبنانية . ويعيشون في باريس الأنوار، الاغتراب والاستلاب . وبعد مضي ربع قرن من الزمن يعودون إلى بيروت الوطن . ويصاب من بقي منهم حياً بالإحباط والاكتئاب والهزيمة الجوانية والخارجية .
والإنسان في الرواية يصبح قاتلاً أو مقتولاً ، وناهباً أو منهوباً .
ويتحول القتل إلى غاية ، والإنسان إلى وحش مفترس ، والتخييل إلى واقع معاش ، مما جعل أبطال الرواية يقيمون حوارات مونولوجية ، وروائيه يساهم فيها الموتى والأرواح والأشباح .
واستخدمت غادة في روايتها مفردات نخبوية في جغرافية لبنانية يمتزج فيها التخييل الروائي بالواقع اللبناني المرئي والمعاش ، من كتاب وأدباء وسياسيين ومسؤولين ، وشوارع وفنادق ومقاهي معروفة ومشهورة في بيروت .
وتخلصت غادة من التراتبيه لبعدي الزمان والمكان ، ومن التقليد الروائي (التبويب والفصول) باعتمادها تقنية روائية تظهر صوت الذات الروائية المتنقلة بحرية تامة ، وانتقال الحدث السريع من زمن حاضر إلى ماضٍ وقادمِ ، ومن جغرافية مكان محدد إلى جغرافية مكان آخر، أقرب أو أبعد ، مما جعل الأسلوب السردي يتنامى على حساب الحوار الدرامي للشخصيات. ويحرر الروائية من تراتب الجغرافيات بأماكنها وأزمنتها. ويسـاعد على اكتشاف العمق الدلالي للحدث ، وسبر الأغوار العميقة للشخصيات .
وأبطال غادة الروائيين ، قلقون متأزمون مأساويون ، منهـم السوي والميكافيلّي ، والحالم والواقعي . ترفض غادة في أدبياتها وحياتها النضال المؤدلج القائم على نقل القهر المنظم من دولة القهرستان إلى دولة مجاورة .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟