بمناسبة مرور عام على المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة

جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بمناسبة مرور عام على المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة
بعد ايام تصادفنا ذكرى مرور عام على انعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة الذي انعقد العام الماضي بمدينة بورتو اليغري البرازيلية، فالوقوف امام هذا الحدث بعد عام على انعقاده، ضروري من اجل مراجعة عملية التحضير وانجاز المنتدى ومعرفة اخفاقاته وانجازاته من اجل تطوير حملة التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وشعبنا ونضاله العادل من اجل استرداد حقوقه الغير قابلة للتصرف.
لقد شهدت التحضيرات للمنتدى الاجتماعي العالمي خلافات حادة داخل اللجنتين البرازيلية والوطنية الفلسطينية، والخلافات بطبيعتها فلسطينية فلسطينية، والا ما معنى ثلاث مؤتمرات صحفية داخل فلسطين تعلن عن بدء اعمال المنتدى ومؤتمر اخر بالبرازيل؟ ومن هو الطرف الذي يتحمل مسؤولية كل الاخفاقات التي حصلت بالمنتدى؟ هل يتحمل مسؤوليتها الجانب البرازيلي الممثل من خلال اتحاد النقابات – كوت؟ ام يتحمل المسؤولية الجانب الفلسطيني بشقيه سواء بفلسطين أوالبرازيل؟ ام الضغوط الصهيونية هي المسؤولة عن كل الاخفاقات بالمنتدى؟
هل تم تغليب المصالح الذاتية والفئوية باللجان التحضيرية؟ لماذا غاب التنسيق بين الاطراف الفلسطينية المشاركة باللجان التحضيرية؟ وهل الطرف الفلسطيني كان على مستوى المسؤولية للتحضير لحدث دولي بهذا المستوى؟ وهل الجانب الفلسطيني كان لديه الكادر الواعي القادر على تنظيم نشاطات بهذا المستوى؟ لقد شهدت الاجتماعات خلافات وصراعات كبيرة بين الاطراف الفلسطينية تركت اثارا كبيرة كلها ساهمت باخفاقات كبيرة، وسمحت للحركة الصهيونية لتمارس كل اشكال ضغطها لافشال المنتدى وافراغه من محتواه، وبدلا من ان تشكل سفارة فلسطين عاملا مساهما من اجل انجاح المنتدى شكلت السفارة والسفير طرفا خلافيا اثناء التحضير للمنتدى ولعب دورا سلبيا احباطيا ليس على الطرف الفلسطيني وانما ترك دوره السلبي اثارها عند القوى البرازيلية المشاركة باللجنة التحضيرية.
غياب موقف فلسطيني موحد تركت بصماته على كل الاجتماعات التحضيرية للمنتدى، فكأن الموضوع هل يسمح لسلطان ابو العينين بالمشاركة بالمنتدى ام لا، ومن هم المحاضرين الاساسيين بالمحاور الاساسية، فكانت الصدمة من داخل اللجنة الوطنية الفلسطينية بالداخل التي رفعت اسماء للجنة البرازيلية تحدد اسماء المحاضرين ضاربين عرض الحائط كل الاقتراحات والمواقف التي ناقشتها اللجنة البرازيلية وكل اقتراحاتها للاسماء التي تم استشارة اللجنة الوطنية الفلسطينية بهم ووافقت عليها دون اي تحفظ، مستبعدين اي اللجنة الوطنية الفلسطينية شخصيات ورموزا عالمية وعربية وفلسطينية من اي مشاركة بالمحاضرات الاساسية، كما استبعدت اللجنة الفلسطينية حتى مشاركة فعلية للقوى البرازيلية بهذه المحاور، معللة بذلك ان اللجنة الوطنية باختيارها للاسماء تريد ان تضع العالم بحقيقة الموقف الفلسطيني وشرحه وتوضيحه، كأن العالم يجهل القضية وبالاخص قوى اليسار العالمي.
لماذا اللجنة الوطنية الفلسطينية لا تريد سماع رأي القوى والاحزاب والحركات الاجتماعية من القارات الخمسة؟ لماذا اللجنة الوطنية الفلسطينية لم تجري اتصالاتها بكافة القوى والاحزاب والحركات الاجتماعية على صعيد العالم وحثهم على المشاركة؟ لماذا اللجنة الوطنية الفلسطينية استبعدت شخصيات عالمية وفلسطينية معروفة من المشاركة بالمنتدى الاجتماعي العالمي؟
من الذي شارك بالمنتدى؟ هل الذين شاركوا كانت لهم قاعدة شعبية وجماهيرية؟ وهل الذين شاركوا مثلوا مؤسسات جماهيرية وشعبية؟ وهل قيموا فعلا نجاح نشاطاتهم؟ لماذا ندوة الافتتاح - الاولى لم يتجاوز الحضور فيها ال 300 شخص والتي شارك بها نبيل شعث؟ ولماذا الندوة الاخيرة لم يتجاوز الحضور بها ال 100 شخص والتي شارك بها عمر شحادة؟ من قال ان المشاركة بالمنتدى تجاوزت الى 5 الاف مشارك؟ فهل ندوة خاصة بالاسرى حضرها 3 افراد تعتبر ندوة ناجحة وحققت اهدافها؟ هل فشل المنتدى ام الندوات وورشات العمل كانت فاشلة؟ ام ان قضيتنا الفلسطينية فقدت جماهيريتها وشعبيتها والتفاف الرأي العام حولها؟ لماذا تم تفريغ المنتدى من المشاركين؟ ومن المسؤول عن ذلك؟
المنظمات غير الحكومية او المؤسسات التي قامت بتمويل مشاركين بالمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة ضمن شروط وضعتها، هل هذه المشاركة يمكن ان تحسب من انجازات او اخفاقات لاهداف المنتدى؟ وما هو اداء هذه المنظمات غير الحكومية وما التي انجزته من اجل حشد الرأي العام العالمي اتجاه القضية الفلسطينية، كان واضحا اثناء المنتدى الاجتماعي العالمي ان هناك مؤسسات لعبت دورا سلبيا من اجل ضمان شروطها وحرف المنتدى عن اهدافه تحت منطق العقلانية والواقعية ، وكما هو معلوم للجميع ان المؤسسات الامريكية والمنظمات غير حكومية، لا يمكنها ان توفر دعما للثوريين المبدئيين الذين يدافعون عن الحقوق والثوابت الفلسطينية دون ان تحقق هذه المؤسسة اهدافها، فلو سألنا هذه المؤسسة: هل بامكانها ان توفر تذكرة للرفيقة ليلى خالد بدون الشروط التي وضعتها على من شاركوا بالمنتدى؟
لم يكن استبعاد الحركات الجماهيرية والشعبية عفويا وانما كان هدفا اساسيا من اهداف المنظمات غير الحكومية والسلطات الحكومية سواء بالبرازيل او فلسطين، والى لماذا غابت عملية الحشد الجماهيري؟ ولماذا لم تجري اتصالات مع الحركات العالمية لايجاد بدائل مالية بعيدة عن الدعم الغربي وشروطه.
لقد عم المنتدى الاجتماعي العالمي فوضى لم يسبق لها مثيلا، ولم ينتصر اي طرف فلسطيني بهذا المنتدى، وانما اخفقوا عموما، فخسرت فلسطين حدثا عالميا كان من المفترض ان يشكل نهضة عالمية بحملة التضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني، وان تعمق اواصر العلاقات بين حركة التحرر الفلسطينية وفصائلها وقوى الحرية والديمقراطية والتقدم العالمية بمواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، من اجل ان يمارس الشعب الفلسطيني حقوقه الغير قابلة للتصرف.
ان المنتديات العالمية الموضوعية المتفرعة عن المنتدى الاجتماعي العالمي، هي منتديات مفتوحة للمشاركة والحوار والنقاش لكافة قوى العالم، وانه لا يجوز اقتصار المشاركة على فكر محدد من قوى اليسار التي تعصف بداخلها خلافات حادة ايضا، فالتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه هو بحاجة الى موقف فلسطيني موحد يعمل على وحدة حركة التضامن العالمية من اجل ان تحقق انجازات تكون بمستوى طموحات شعبنا ونضاله وتوفر له كل امكانيات التغطية الاعلامية والدعم العالمي من اجل تعزيز نضال شعبنا على طريق الحرية والاستقلال والحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني
ان من شروط النجاح هو الرؤية الواضحة للامور والرؤية الواضحة لمعسكر الاعداء والرؤية الواضحة لقوى الثورة، وهنا اتسائل ومن حقي ان اطالب المبدئيين والثوريين تحديد موقفهم علنيا من المنظمات غير حكومية ومن اي المعسكرات يجب تحديد هذه المنظمات، ام غير ذلك فاعتبر ان العمل يكون ارتجاليا.

ويبقى السؤال الاخير: متى سينعقد المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة القادم؟


27/11/2013

#جادالله_صفا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات