أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - كل يوم يُقتل الحسين فينا .














المزيد.....


كل يوم يُقتل الحسين فينا .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 08:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يكن قتل الإمام الحسين تأريخاً أوصورة من صور الإضطهاد الإنساني فحسب , بل كان نضاله لأجل عقيدة عظيمة , وكان محكاً يُتبين فيه ويُكشف عن الوحش الذي في داخل الإنسان , فكل لديه نسبة من الشر قد تغلب الخير الذي فيه . لكن الوحش القابع في فصائل معينة من البشر تجد المتعة حقاً في عملية التخريب الحضاري وسفك الدماء وتحقق ذاتها من خلال ذلك , فحين يصعب عليها أن تبني فلا بد أن تهدم .
إن ثورة الإمام الحسين كانت ثورة ضد الظلم والفساد الإجتماعي والسياسي حيث أعقبت ثورة النبي محمد ( ص ) , ولم يمض عقود قليلة على هجرة النبي إلا وأحاطت قوى الظلم والإستبداد الكثيرة العدد بقوى العدل القليلة العدد . كانت قوى العدل قوية بما تمتلكه من عقيدة لذلك هاجرت طويلاً وحاربت بقوة وشجاعة , ولا أعتقد أن الإمام الحسين لما يمتلكه من حكمة قد فاته أنه ذاهب الى الموت , ومع هذا حمل دمه وكتب به صفحات تأريخية لا تنسى .
إن طبيعة العرب وللأسف تتسم بصفة الإنبهار وتحتاج أوضاعهم الى رجات قوية والى زلزال يحرك طبقاتهم وكان هذا الزلزال هو ثورة الإمام الحسين التي قلبت المقاييس وقلبت عرش الخلافة الأموية . ولا فرق هنا أن تكون هذه الخلافة قد رفعت شعارالدين والإمامة الشرعية إذ كان في داخلها ينخر سوس عملاق , وما شعارهم إلا شعار بحت وقد علم هذا الإمام الحسين ولم يعلمه الكثير أو علموه وفضلوا النوم الطويل . وهو ما يحدث في وقتنا الحالي , فما يحدث هنا هو أن شعار الدين يُرفع على أكتاف كل رئيس قادم لكنه قابل للخلع متى ما أراد ويُبدله كما يبدل ألوان ربطة عنقه , فهو يضعه في جيبه حين يمد يده لمال محرم عليه ويضعه في جيبه ايضاً حين يفتح ماخوراً في بيته ويدعي غلقها في أرجاء المدينة . لذا أعتقد أن الإمام الحسين لم يُقتل مرة واحدة بل يُقتل كل يوم فينا , فيقتل حين يموت الأطفال في مدارسهم أو حين يموتون في أحضان آبائهم في الجوامع , وهو يقتل حين يُقطع رأس لشيخ أو إمرأة بدون حق أو بظلم شديد , وحين تمتلأ الجيوء بأموال الجياع , وحين يركع الفرد الأعزل للسلاطين . إن هذا هو ما ثار لأجله الإمام الحسين فقد قدم دمه لكي لا يكون هناك سيد أو مسود ولكي يأكل الجميع خبزاً واحداً ولكي لا يمتلك أحدهم القصور الفارهة ويبقى الأرامل في العراء يحاولن شد خيامهن ولا يستطعن , ولا يتجول أحدهم لكي يطعم الأيتام في الليل كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب . إني أشعر صادقة أن الإمام الحسين لو تولى الخلافة آنذاك لما بدل عمامته أو عباءته ولَجعل يده مبسوطة للفقراء دون أن يكون له حاشية أو عرشاً أو قصوراً يأوي بها المارقين . إن نقاء فكره الديني والإجتماعي كان سيقلب الموازين ولا أدري لما لا يتعلم قادة اليوم منه ويأخذو الجوهر لا الشكل من هذا الفكر .
إن الثورة على الظلم والظالمين تحتاج دائماً الى قائد يغرق ذاته في ذوات الآخرين ويُغرق همومه الشخصية في هَم واحد ألا وهو إشاعة العدل , والعدل هنا مفهوم واسع لكنه ذا لون واحد غير قابل لإمتزاج الألوان , والعدل هنا أن لا يجوع الفقير ويُتخم الغني وأن يأمن الفرد العادي على دمه وماله وعِرضه , وأن لا يخشى بعضنا البعض الآخر فالكل سواسية كأسنان المشط , إلا أن الحقيقة أن افراد المجتمع العربي لم يكونوا أبداً كأسنان المشط أمام العدالة أو القانون لأن القانون كان دائماً لعبة يلعبها المتنفذون ويخسرها الأبرياء والضعفاء , وهذا هو بالضبط ما ثار لأجله الإمام الحسين , فلا تكفي هنا الرايات الخضراء , بل ما يكفي هنا هو أن تدفنوا مزابلكم وأن تطعموا الجياع من موائدكم ولا أقصد فُتاتكم , فما يكفي الإنسان هو كم محدود من السعرات الحرارية والباقي الزائد يحرق الجسد الذي فيه , فإن كان الشعار حقاً والمثل الأعلى حقاً هو الإمام الحسين فإمشوا في طريقه لكني أشك أن من إستطعم المال الحرام سيعرف حقاً المُثل التي ثار لأجلها الإمام الحسين وقدم لها دمه ودم أطفاله .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفقر العالم أشد أم فقر العراقيين .
- الإنسان إبن بيئته والمرأة تتبع هذا .
- إحساس الغيرة هل هو مرض أم دافع .
- فلسفة إلغاء الآخر أو فلسفة القتل .
- المغتربات العراقيات والسومريات
- ماذا يفعل الإنسان العربي ببيئته
- حينما يُسحب الرصاص من الأقلام وتُملأ به المسدسات .
- شخصيات نسائية متفردة - 5 الدكتورة / رابحة الناشي
- هل يحتاج الإنسان المسلم الى أنسنه .
- الإيثار قيمة قديمة .
- الظواهر الإجتماعية لمشكلة البطالة في الدول العربية
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 2 - 2 )
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 1 - 2 )
- المنظمات الإجتماعية العراقية ناشطة في الخارج مُغيّبة في الدا ...
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 3 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 2 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 1 - 3 )
- الطائفية ولعبة الشطرنج .
- شخصيات نسائية متفردة - 4
- شخصيات نسائية متفردة - 3


المزيد.....




- خطط ترامب في غزة: أنباء عن كون المغرب من المناطق المرشحة لنق ...
- مخطّط ترامب في غزة: ليبيا تعلن رفض سياسات التهجير والتغيير ا ...
- مصراتة
- ردا على مخطّط ترامب: الجزائر ترفض بشكل قاطع تهجير وإفراغ قطا ...
- تونس: عائلات مفقودين في عمليات هجرة غير نظامية تحتج أمام الس ...
- تونس: اعتصام ثان لقيادات في اتحاد الشغل والأزمة تتفاقم
- النائب الجمهوري جو ويلسون: -الرئيس التونسي قيس سعيد ديكتاتور ...
- 3 سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا: هل بوتين مستعد لل ...
- أحكام سجن مشدّدة في تونس: محاكمة نزيهة أم -محاكمة سياسية ظال ...
- صورة متداولة لشبان جذابون ووسيمون: هل هؤلاء هم أعضاء فريق شر ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - كل يوم يُقتل الحسين فينا .