محمد الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 23:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثير من العراقيين من سمع عن خطة مارشال لكن القليل من يعرف تفاصيلها.
بعد الحرب العالمية الثانية اصبحت أوربا مدمرة وسادها كساد أقتصادي أدى إلى انتشار الفقر والبطالة بشكل واسع فمالت الناس الى الانضمام الى الحزب الشيوعي، المدعوم من الاتحاد السوفيتي فكان لابد من الولايات المتحدة الامريكية صاحبة اقوى اقتصاد انذاك أن تتصرف بسرعة، فكان مشروع مارشال وهو خطة ترمي إلى إنعاش اقتصاديات غرب اوربا, فضخت أمريكا13.1 مليار دولار ألى اقتصاديات الدول الاوربية المتضررة فانعشت الزراعة والصناعة، كل ذلك تم خلال أربعة سنوات فقط ولولا ذلك لساد الارهاب ولعمت الجرائم والسرقات ومعها طبعا الشيوعية كل انحاء أوربا.
بهكذا طرق تعالج الدول المتحضرة مشاكلها، بمعرفة المشكلة وتحليلها ومن ثم حلها.
لم تنشا أمريكا والدول الاوربية هيئة لأجتثاث الشيوعيين لتصنع منهم أعداءاً، ولم تتهم أحداً بأيواء الارهابيين ولامواطنيها بالعملاء، ولم توزع الاتهامات على طوائفها، ولم تنعتهم بالفقاعات النتنة ولم تتحجج بان مشاكلها مرجعها دول الجوار، ولم تعلن الفاتيكان إعلان المجلس المسيحي أو هيئة علماء اليهود ولم يتدخل القساوسة لامن قريب أو بعيد بالسياسة ولم يتشكى الذين تصدوا للمسؤولية كالارامل من موروثات الحروب والانظمة السابقة.
كانوا يعلمون إنهم أمام مسئوليات جسام وانهم ليسوا في نزهة بل امام مشاكل حقيقية التي هي إقتصادية بالدرجة الأولى، وخلال عدة سنوات خرجت دولهم من زلزال الفقر والجوع فنجت دول عضمى من الانهيار، مثل المانيا وبريطانيا وفرنسا، ومنعت بذلك أسوأ كارثة ممكن أن تمر بها تلك الدول التي بلغ عددها أكثر من 15 دولة.
المبلغ الذي أنفق يعادل مايقارب 80 مليار دولار بأسعار سنة 2013 أي مايعادل أقل من أية ميزانية سنوية للعراق. وإذا ماعلمنا إن مجموع ماصُرف بل ماسُرق في زمن المالكي وحراميته هو مايقارب 714 مليار ناهيك عن المساعدات الدولية فلكم ان تتصوروا حجم المأساة التي نحن فيها.
الجاهل هو من لايعلم ويعلم انه لايعلم.
اما الاحمق فهو الذي لايعلم ولايعلم انه لايعلم.
من يحكمونا حمقى ومن يدافعون عنهم حمقى وكل الذين يتصورن ان العراق سيتقدم بهؤلاء حمقى.
#محمد_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟