عمار طلال
الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 23:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آفة الضباط الأحرار أكلت بغداد والقاهرة
أسقطت فاروق مصر وفيصل العراق وما زالت تعيث خرابا
عمار طلال
لا اعرف متى وكيف تأسس تنظيم الضباط الاحرار في مصر، ولست معنيا به، الى حد أنني لم اكلف نفسي إطالة البحث عن جذوره، على الانترنيت، او في اي من المكتبات، لكن اعرف تنظيم الضباط الاحرار في العراق، تأسس عام 1949 في اسرائيل، من قبل رفعت الحاج سري، الذي كان قائدا للقوات العراقية المدافعة عن الاردن ضد الكيان الناشئ آنذاك، وهو أذكى من مهاجمة العرب، انما تركهم يتآكلون من داخل الدولة الواحدة، او مثنى وثلاثا ورباع، كالخلاف المقيم بين مصر والجزائر والمغرب وأجزاء منها تتمفصل، أما مصيبة غزو العراق للكويت، فكارثة بكل المقاييس، وما فعلته سوريا بلبنان، وعدائها مع العراق و...
تنظيم الضباط الاحرار، في العراق، تأسس بينما هم في اسرائيل، وكلاهما.. تنظيم العراق ومصر، امتداد لتنظيم "البناؤون الاحرار" الذي شيد الحضارة الاسرائيلية الراهنة، بينما شكلوا لنا عسكرا، مزقوا مصر باسقاط ملكها بطريقة فظيعة، بدأت بمجلس سيادة، انقلب عليه جمال عبد الناصر، الضابط الغريب عن الثورة، بل غريب حتى عن التنظيم، ولم ينتمِ له، الا قبل ثورة 1952 بثمانية أشهر، ولم يشارك فيها، بل ظل يرابي نائيا بنفسه، من قريب، يراقب.. إذا فشلت لن يطاله عقاب وإذا نجحت.. ونجحت فعلا، فقفز عليها، منحيا مجلس السيادة مترئسا بقدرة قادر... لا احد يعرف من اين انبثق جمال ولا كيف تبوأ منصبا مسلما به! جارا الويلات على ارض الكنانة.
وأسقط أعضاء تنظيم العراق الملك فيصل الثاني، وقتلوه، من دون ذنب، ثم تشكل مجلس سيادة، دأبا على تجربة مصر، وراحوا يبحثون عن تبرير لإسقاطه، غير التعليمات التي وردتهم من جهات غير منظورة، شكلت رأس خيط للدمار الذي بلغته الدولتان اللتان ابتليتا برؤساء يحبون العسكرة والحرب، ضد "الرايح والجاي".
حرب اليمن والعدوان الثلاثي وإكتوبر وتسلل "الاخوان المسلمون" للحكم وحرب ايران واحتلال الكويت والحصار والارهاب، قدر متشابه ساق العسكرُ، شعبي مصر والعراق اليه، ولم تصفو الخيوط التي اشتبكت منذ 1952 / 1958 حتى هذه اللحظة.
ما ذنب الملك فيصل الثاني، وماذا حصل العراقيون من إسقاطه.. تنعمت ثلة من عسكر، بثروات البلد، وما زال شذاذ الافاق يتسللون من تحت الثرى الى فوق الثريا، مستفيدين من بلقع الخراب الذي عاثه العسكر وما زالوا... يديرون الدفة نحو مصالحهم الشخصية والفئوية.
#عمار_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟