أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مزهر يعقوب - المقامرة العاطفية














المزيد.....


المقامرة العاطفية


حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)


الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


المقامرة العاطفية
قراءة نفسية نقدية في (الأسود يليق بك )
رواية لإحلام مستغانمي
دائما ما تسبق النوتات معزوفاتها .. فقط معزوفة الحياة هي التي ترسم سلما موسيقيا يحدد إيقاعات القدر لدينا.. عندها ندرك أن السمفونية قد إنطلقت دون (مايسترو)
هكذا إتضح لي بعد أن أنهيت قراءة رواية ..(الأسود يليق بك ) .. للروائية أحلام مستغانمي والتي صدرت عام 2012 عن دار نوفل ، هاشيت أنطوان.
يبدو أن وجه التقارب بين فكرة الكاتبة في هذه الرواية من المنظور الفلسفي للحب ، وفكرة غراهام غرين في روايته (الخاسر ينال كل شيء) وكذلك فكرة ديستوفيسكي في روايته (المقامر).
إلا أن (مقامرة الحب) في رواية الأسود يليق بك .. لم تكن بين المال والحب ،ولكنها كانت مقامرة بين الحب والحب أو بين التجربة والتجربة .. أو الشريك والشريك الآخر .
لقد كثفت أحلام مستغانمي (الحب) عند بطلي الرواية (هالة وطلال) بطريقة واحدة ، وبعد تفاعل عاطفي تبخرت العلاقة في لحظة واحدة وعاد كل من الشريكين إلى حالته الأولى.
(طلال) رجل الأعمال المنهزم من قصة حب جنت عليها شريكته بخيانة كفلت له الهرب من لبنان إلى البرازيل ، و(هالة) المطربة الجزائرية التي هربت هي الأخرى من ويل الإنغلاق على التقاليد العشائرية البالية والتعصب والحرب الطائفية، وهي الهاربة أصلا من موت أودى بحياة عشيقها الأول.
إن نهاية الرواية تترك للقاريء (وتحديدا الناقد النفسي) إلى الإجابة على السؤال الأتي (لماذا فشلت هذه التجربة الحمراء..؟)
هنا يتجلى إبداع الكاتبة في أن تضع القاريء أمام جوابا ديالكتيكيا .. أما (بصمة الحب النفسي) أو (بصمة الحب العاطفي).
فبصمة الحب النفسي.. تلقي بظلالها منذ السنوات الأولى بتطبيع جنسي مغاير لأحد الأبوين، فمشاعر الحب توجه من الأبن إلى أمه، ومن البنت إلى أبيها ، مع إظمار مشاعر العدوان والغيرة تجاه أحد الأبوين من الجنس المناظر... لأنه مصدر تهديد لعلاقة حب بدائية .
هنا تكمن بؤرة الإبداع عند مستغانمي في تركيب شخصيتين بالغتي التعقيد (أوديبية طلال) و (ألكتروية هالة)، فمفهوم المرأة مهدد بداخل (طلال)، فأمه لم تنتظر أباه .. وحبيبته لم تنتظره إيضا وكذلك (هالة) لديها مفهوم رجل مهدد، فقد قتل الإرهابيون أباها الذي كانت كثيرا ما توصف بصفاته، وحبيبها الأول كان قد قضى جراء القتل والعنف في ذلك المجتمع الغابوي.
أما بصمة الحب العاطفي.. فهي الأخرى لم تكن واضحة عند طلال وهالة وهذا الشطر من الجواب يؤدي بنا إلى تساءل آخر .. (هل الحب مفهوم قائم على فلسفة أحدية أم متعددة..؟) وهل بالإمكان أن يحب المرء أكثر من مرة ويخوض أكثر من تجربة؟ وهل ستكون بالقوة ذاتها ؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب .. ترى كم يمتلك المرء من أحاسيس ومشاعر وقلب إذا إفترضنا انها تقبل القسمة بدون زيادة .. وانه من الممكن أن يحب أكثر من مرة ؟ أم أن الحب حالة تفردية .. وان المحبوب واحدا ..فردا.. لا شريك له في الحب؟
يقول فيكتور هوجو.. ( بعد الإعتراف الأول .. لا تعود كلمة .. احبك.. تعني شيئا) وهذا مؤشر إستندت إليه الكاتبة في روايتها يجعل الإفتراض القائل بإن الإعتراف في الحب مرة واحدة .. وان كلمة (أحبك) رصاصة واحدة في جعبة القلب .. تطلق مرة واحدة .
إذن .. تركت أحلام مستغانمي بصمتين من الحب على شخصيتي (هالة وطلال) .. بصمة الحب النفسي للأبوين.. وبصمة الحب العاطفي للعاشقين ..وهذا ما لا يجعل الشك في قول الشاعر
نقل فؤادك ماشئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول



#حيدر_مزهر_يعقوب (هاشتاغ)       Hayder_Al-jouranj#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تو ئيين شهري غه ريبا
- إنشطار الذات.. ولبيدية الجنس والألم
- الجنس... والوجه الآخر
- ناجح حمود ...والسيد النائب
- الإحباط الإنتخابي
- الإنفعال والفكر السياسي
- من جلد الجسد إلى جلد الذات... لوفاء عبد الرزاق
- الهاملتية في - ليست بشيء يذكر - وأوديبية الأحمد/ قراءة في قص ...
- مشتاقيات_ قراءة في (حربيات) ومضات قصصية لمشتاق عبد الهادي
- مأتم وعشاء لملائكة_ قراءة في مجموعة شعرية لعمر الدليمي
- المواطنة..أزمة حل؟؟ أم حل الأزمة؟


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مزهر يعقوب - المقامرة العاطفية