صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1221 - 2005 / 6 / 7 - 07:35
المحور:
الادب والفن
4
.... ... .. .. .... ......
الأرضُ بحيرةٌ مكلَّلةٌ بالورودِ
مشبَّعةٌ بنكهةِ الحشيشِ
برحيقِ البيلسان!
كوكبٌ منبعثٌ
من وهجِ الآلهة
مرتكزٌ على شهيقِ السَّماءِ
الإنسانُ بؤرةُ فسادٍ
ثورٌ فاسقٌ
يُشْبِعُ بوهيميته الشَّرهة
تحتَ قميصِ اللَّيلِ
غير مبالٍ بنقاوةِ الصَّباحِ
ولا بجنوحِ الأجيالِ
أجيالٌ في طريقهِم
إلى ظلالِ الشَّيطانِ
هل ثمَّة شيطانٌ
أكثرَ شرَّاً مِنَ الإنسانِ؟!
الأرضُ قبلةُ المحبّين
في صباحِ العيدِ
هبةُ الآلهة لإنسانِ الخيرِ
واأسفاه!
هجرَ الإنسانُ رضابَ الخيرِ
الأرضُ تحميهِ من لُجّةِ الحماقاتِ
من هاوياتِ الانحدارِ
كيفَ تتحمَّلُ الأرضُ زيغَ الإنسان
نحو جنونِ الصَّولجان؟
الإنسانُ شجرةٌ عاقرة
وجعٌ في سماءِ الرُّوحِ
مثلّثٌ سفيهُ الأضلاعِ
تتشرشرُ من زواياهُ البلاداتِ
صراعٌ أبديٌّ ينتهي بالانهزامِ
هزائمٌ مضرّجةٌ بالعارِ
الإنسانُ رحلةُ بكاءٍ
على أكتافِ الجنِّ!
الأرضُ كهفٌ آمنٌ
لدبيبِ الأرضِ
خصوبةٌ وارفةٌ
تنعشُ جذورَ النَّباتِ
تنعشُ قلوبَ الأحبّةِ
قلوبَ الأمَّهاتِ
تغدقُ خيراتَهَا
على بهائمِ الكونِ
على الأخيارِ
والأشرارِ
الأرضُ صديقةُ الهواءِ
صديقةُ اللَّيلِ
صديقةُ البحارِ
صديقةٌ
ولا كلّ الصَّديقات!
... ... ... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟