وليد المترفي
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 20:55
المحور:
الادب والفن
فقلبي بِدقاتهِ الأولى مُتخم
بأشيائكم .. بأسمائكم
بأفراحكم .. بأحزانكم
بكلامكم .. بصمتكم
بكم يا سادتي بكم جميعاً..
وأدركت بأن هناك طريقا جديداً لابد أن أخطوه مهما كان ألم الخطوة فيه.. بكل صدق قررت أن أرحل، ولن ألتفت خلفي، سأغير معالم خريطة مدينتي ، حتى لا يدفعني الشوق للعودة. سأردد في نفسي أسماً غريباً لِ حبيبتي وعنواناً غريباً لمدينتي، حتى أنسى كل الأسماء، وعنوان مكاني !..
ولكن أمهلوني مساحة من الوقت ، لأتعلم كيف أخطو خطوتي مغادراً من غير أن ألتفِتُ خلفي
ولا يهم إلى أين ستقودني خطوتي القادمة !...أحتاج لوقت حتى أرتب أحزاني ودموعي ، وأدسها في حقيبة الرحيل ، لأني أخاف أن أستعجل الرحيل وأنسى جرحاً قد اختبأ هنا أو هناك ، وقد يسبب نسيانه ألماً في قلوبكم حين تفتشون خلف رحيلي وتجدونه !.
سأشطب من سجل ذاكرتي أسماء كثيرة ، ازدحمت على لساني ، وأصبح أنطقها في كل وقت ، أنادي بها وجوهاً لا أعرفها واذا عرفتها خذلتني وسأقضي بقية عمري في محطات حياتي، سأحمل حقيبة ممتلئة بملابسي وشيء من أحزاني، وسأسافر عبر المطارات، أهيم في المدن التي لا أعرفها، أعاشر وجوها لا تعرفني، وتحسب بسمتي صادقة، سأعاشر الماضي الذي رحل وبقي في ذاكرتي، أصارع دمعة أبت النزول، وسأعيش وحيداً، أقرأ كتاباً ولا أغلقه، وأتذوق بلساني الطعام الذي لا يعرف الكلام، وحيث يكون الرحيل سأكون هناك معهُ!..
#وليد_المترفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟