جميل سراج سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 19:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصابت الدهشة و الصدمة معاً الكثير من المراقبين بسبب جرأة حزب الله على تجاوز الحد الفاصل بين سوريا و لبنان وزجه بمقاتلين لبنانيين من الحزب في معارك الداخل السوري، متجاوزا بهذا الفعل كل المفاهيم والأعراف الدولية و السياسية وحتى الأخلاقية.
لقد أوجد الحزب بهذا السلوك وضعا شاذّا في المنطقة لا يمكن تبريره او استيعابه، فحزب الله يعتبر كيان سياسي مسلح داخل دولة تسمى لبنان، وهو مشارك بشكل فعال في الشأن السياسي لهذه الدولة، فنراه يخوض الانتخابات ويشكل الوزارات مثل بقية الأحزاب اللبنانية المعروفة، إلا أنه يتصرف في كثير من الأحيان بطريقة استثنائية غريبة فهو لا يتورع عن استخدام مقاتليه لإبتزاز خصومه السياسيين أو معاقبتهم ، كما أنه لا يتورع من زج لبنان بحروب لا ناقة له فيها و لا جمل.
إن هذا الوضع المريب الشاذ لحزب الله داخل الوطن اللبناني انتقل نقلة في غاية الخطورة، فلبنان في نظر الحزب لم يعد دولة تملك دستوراً وعلماً وحكومة وجيشاً ومؤسسات بل هي مزرعة أو أرض مملوكة لحزب الله وليس بحاجة في كل ما يفعله داخليا وخارجيا إلى إذن أو مراعاة للقوانين التي أقرها هذا الحزب عبر ممثليه في البرلمان!
إن هذا الحزب لم يقدم على انتهاك السيادة السورية فقط بل تجرأ على انتهاك السيادة اللبنانية ايضاً، وهذا مؤشّر في غاية الخطورة على بداية سقوط مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة وقواعد السلوك الدولي المعروفة، فالحزب لم يرسل مقاتليه سراً بل أعلن عن ذلك بقرار رسمي من رأس الهرم في الحزب، والكل يتساءل أين الحكومة اللبنانية؟ وأين الجيش وحرس الحدود اللبناني؟ أين دستور لبنان وقانونه وقضاءه وادعاءه العام؟ ومالذي تبقى من هيبة الدولة اللبنانية إذا كان حزب الله هو من يقرر الحروب والسلام والمفاوضات في الوقت الذي يشاءه والظرف الذي يشاءه؟
#جميل_سراج_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟