|
وتوكلت على الله--وقررت بأن أركب الشعب-----من الآن الى يوم القيامة
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 06:55
المحور:
الادب والفن
أيها الناس : لقد أصبحت سلطانا عليكم------------------فاكسروا أصنامكم بعد ضلال واعبدوني---------انني لا أتجلى دائما----فاجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني---اتركوا أطفالكم من غير خبز-------------------وانركوا نسوانكم من غير بعل واتبعوني------------------احمدوا الله على نعمته--------------------فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ، والتاريخ لا يكتب دوني----------------انني يوسف في الحسن، ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعري، وجبينا نبويا مثل جبيني----------------------وعيوني غابة من شجر الزيتون واللوز ، فصلوا دائما كي يحفظ الله عيوني--------------------أيها الناس أنا مجنون ليلى-------------------------فابعثوا زوجاتكم يحملن مني-----------------------------------وابعثوا ازواجدكم كي يشكروني-------------------شرف ان تأكلوا حنطة جسمي----------------------------------شرف أن تقطفوا لوزي وتيني، شرف أن تشبهوني----------------------فأنا حادثة ما حدثت منذ ألاف القرون----أيها الناس: أنا الأول، والأعدل، والأجمل من بين جميع الحاكمين
----وأنا بدر الدجا وبياض الياسمين-----------------------------وأنا مخترع المشنقة الأولى وخير المرسلين------------كلما فكرت أن اعتزل السلطة ينهاني ضميري----------------من تُرى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟ من سيشفي بعدي الأعرج والأبرص والأعمى، ومن يحي عظام الميتين؟ من تُرى يخرج من معطفه ضوء القمر؟من تُرى يرسل للناس المطر؟من تُرى يجلدهم تسعين جلدة؟ من تُرى يصلبهم فوق الشجر؟من تُرى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟ويموتوا كالبقر؟ كلما فكرت أن أتركهم ، فاضت دموعي كغمامة-------------------وتوكلت على الله------------------وقررت بأن أركب الشعب--------------------------من الآن الى يوم القيامة-------------------أيها الناس: أنا أملككم مثل ما أملك خيلي وعبيدي----وأنا أمشي عليكم مثل ما امشي على سجاد قصري-----فاسجدوا لي في قيامي----واسجدوا لي في قعودي----أولم أعثر عليكم ذات يوم بين أوراق جدودي؟؟حاذروا أن تقرأوا أي كتاب فأنا أقرأ عنكم----حاذروا أن تكتبوا أي خطاب فأنا أكتب عنكم----حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر----------------فأني بنواياكم عليم---------------------حاذروا أن تنشدوا الشعر أمامي فهو شيطان رجيم------------------------حاذروا أن تدخلوا القبر بلا اذني فهذا عندنا أثم عظيم----------------------والزموا الصمت اذا كلمتكم فكلامي هو قرآن كريم--------------------------------أيها الناس أنا مهديكم فانتظروني----------------------ودمي في قلب الدوالي فاشربوني------------------------------أوقفوا كل الاناشيد التي ينشدها الاطفال في حب الوطن---فأنا صرت الوطن----------------------------انني الواحد والخالد من بين جميع الكائنات--------------------------وأنا المخزون في ذاكرة التفاح والناي وزرق الاغنيات----------------------------------ارفعوا فوق الميادين تصاويري وغطوني بغيم الكلمات---واخطبوا لي اصغر الزوجات سنا فأنا لست أشيخ------------------------جسدي ليس يشيخ--------------------وسجوني لا تشيخ----وجهاز القمع في مملكتي ليس يشيخ-------------------------أيها الناس: أنا الحجاج اذا انزع قناعي تعرفوني وانا جنكيز خان جئتكم بحرابي وكلابي وسجوني-----------------------------لا تضيقوا ايها الناس ببطشي-------------------------فأنا أقتل كي لا تقتلوني وأنا أشنق كي لا تشنقوني----------------------وأنا أدفنكم في ذلك القبر الجماعي كي لا تدفنوني----------------------أيها الناس: اشتروا لي صحفا تكتب عني انها معروضة مثل البغايا في الشوارع----------------------اشتروا لي ورقا اخضر مصقولا كأعشاب الربيع-----------------------ومدادا ومطابع------------------ كل شيء يشترى في عصرنا حتى الاصابع------------------اشتروا فاكهة الفكر وخلوها امامي-----------------------واطبخوا لي شاعرا، واجعلوه بين اطباق طعامي-------------------------انا أمي وعندي عقدة مما يقوله الشعراء----------------------فاشتروا لي شعراءا يتغنون بحسني--------------------واجعلوني نجم كل الاغلفة فنجوم الرقص والمسرح ليسوا ابدا اجمل مني----------------------------فأنا بالعملة الصعبة اشتري ما أريد---------------------أشتري ديوان بشار بن برد، وشفاه المتنبي، واناشيد لبيد-----------------------------فالملايين التي في بيت مال المسلمين، هي ميراث قديم لأبي-------------------------------فخذوا من ذهبي، واكتبوا في أمهات الكتب، ان عصري عصر هارون الرشيد----يا جماهير بلادي: يا جماهير الشعوب العربية:انني روح نقية جاء كي يغسلكم من غبار الجاهلية-------------------------سجلوا صوتي على اشرطة ----------------ان صوتي اخضر الايقاع كالنافورة الاندلسة-------------------صوروني باسما مثل الجوكندا، ووديعا مثل وجه المجدلية-----------------------صوروني وأنا اقطع كالتفاح اعناق الرعية----------------------------صوروني وانا افترس الشعر باسناني---------------------------وامتص دماء الابجدية-------------------------------صوروني بوقاري، وجلالي، وعصاي العسكرية---------------------- صوروني عندما اصطاد وعلا او غزالا----------------------صوروني عندما احملكم فوق اكتافي لدار اللابدية----ياجماهير الشعوب العربي-----ايها الناس:انا المسؤول عن احلامكم اذ تحلمون---وانا المسؤول عن كل رغيف تأكلون------------------وعن الشعر الذي من خلف ظهري تقرأوون-------------------------فجهاز الامن بقصري يوافيني بأخبار العصافير---------------------واخبار السنابل---------------------ويوافيني بما يحدث في بطن الحوامل----------------ايها الناس: انا سجانكم وانا مسجونكم فلتعذروني------------------------انني المنفي في داخل قصري لا ارى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى--------------------------مذ أن جئت الى السلطة طفل--------------------------ورجال السيرك يلتفون حولي، واحد ينفخ نايا، واحد يضرب طبلا-------------------------------واحد يمسح جوخا واحد يمسح نعلا------------------مذ ان جئت الى السلطة طفل-----------------------لم يقل لي مستشار القصر كلا---------------- لم يقل لي وزرائي ابدا لفظة كلا----------لم يقل لي سفرائي في الوجه كلا---لم تقل احدى نسائي في سرير الحب كلا---انهم قد علموني ان ارى نفسي الها---- وارى الشعب من الشرفة رملا-------------------فاعذروني ان تحولت الى هولاكو جديد---------------------انا لم اقتل لوجه القتل يوما-----انما اقتلكم كي اتسلى-----
السيرة الذاتية لسياف عربي الشاعر الكبير نزار قباني-
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آخر فرسان القومية العربية؟؟؟؟؟؟
-
الأثنين 30-آيار-السادسة مساء-بوابة الصالحية---لا تنسوا اصطحا
...
-
وصل القمع إلى حد أن عصابة الأخوان المسلمين استنكرته!!؟؟قدرنا
...
-
تنبيه الأمة وتنزيه الملة-------لشيخ الاسلام محمد حسين الغروي
...
-
Mission impossible---------مهمة مستحيلة
-
انهضيييييييييييييييييييييييي1--------------------الليبراليون
...
-
عزيزي الدكتاتور---اهتم بالقطنيات بعد اليوم!!!!!!!!!!!!!!!!!!
...
-
تعابير انسانية-----أعدمها حكم الحزب الواحد---المساواة1
-
حرام عليكم---كله أكل عيش يا شباب!!!!!!!!!
-
ما يطلبه المواطنون-------------!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-
الاخوان المسلمون --------لماذا تعادون السلطة وتغضبون ربكم؟؟
-
اقتراح عيد----يوم الرقيب الأمني العربي!!!!!
-
-------الامبراطور بوشام الثاني يستعد لغزو وادي بردى
-
أم المتسكعين---------------------ج2
-
من أم المؤمنين---الى أم المتسكعين---والله أعلم
-
ستار--آكاديمي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-
جرمانا مدينة سورية---تشرب من الصهاريج---وتختصر قصة فساد دولة
...
-
لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع------- لأنهم يش
...
-
نبيل فياض : ضع الوطن ---بين عينيك---وفي قلبك--
-
الانفجار العظيم ---بين الالحاد والدين
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|