أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - مصر بين الديمقراطية والشورى وبالعكس















المزيد.....

مصر بين الديمقراطية والشورى وبالعكس


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر بين الشورى والديمقراطية وبالعكس!
شاكر النابلسي
-1-
شغلت المسألة السياسية (الديمقراطية والشورى) الرأي العام المصري، كما شغلت منذ سنتين، أو أكثر الرأي العام العربي بعد قيام الثورة التونسية في نهاية 2010.
وكثُر الحديث عن الشورى والديمقراطية، وكثُر الخلط بين الشورى والديمقراطية. وقال بعضهم أن الشورى هي بداية الطريق الديمقراطي الإسلامي. ولكن المدقق في "تاريخ الأفكار"، يجد عدة فروقات مختلفة بين الشورى والديمقراطية منها:
1- أن مفهوم الشورى بدايةً، غير مؤسَس نظرياً، ولا تأصيل له في تاريخ وتجربـة الحكم الإسلامي. ولا يمكن وصفه بالنظام الاجتماعي "الشامل"، كما يقول الباحث والمفكر والأكاديمي السوري عزيز العظمة، وهو من ضمن آليات الممارسة السياسية في التاريخ الإسلامي، ومرتبط باجتهادات الخلفاء، والملوك، والسلاطين، والولاة، دون الانتظام في رؤية كاملة، ودون الانتقال من مستوى التقنية السياسيـة الجزئية إلى مستوى المؤسسة السياسية الراسخـــة في الواقع، كما يقول المفكر والأكاديمي المغربي كمال عبد اللطيف.
في حين أن مفهـوم الديمقراطيـة مفهـوم مـؤسَس نظريـاً، ومؤصَّل، وله تاريـخ وتجربــة ممتـدة في الحضـارة الغربيـة، منذ عهـد الإغريـق إلى اليوم. ويعتـبر مفهـوم الديمقراطيـة من أكثر المحـاور السياسيـة أهميـة في الفكـر الغـربي السياسـي منذ قـرون طـويلـة. واستطاع كبـار المفكـرين السياسيين أن يطـوروا هذا المفهوم تطويـراً علمياً متقدمـاً، انتهى بالغربيـين إلى ما هم فيه الآن.
2- السلطة في النظام الشوري للسلطان، في حين أن السلطة في النظام الديمقراطي للأمة.
3- السيـادة في النظام الشوري لله. والله هو المشرِّع الأعلى في الدولـة، وشريعته واجبة التحقيق. والحاكم هو الله وليس الإنسان، ولا حكم قبل ورود الشرع. وهو مفهوم يُسلِّم بتعالي القانون الإلهي ونسبية الإرادة البشرية. أما في النظام الديمقراطي فالسيادة للشعب. والأمة مصدر السلطات. والحاكم هو العقل، والإنسان هو الذي يضع لنفسه القوانين الملائمة. وهو قانون ومفهوم يُسلِّم بتعالي الإرادة البشرية، ولا مجال لنسبية القانون الإلهي فيه.
4- حكم الأغلبية، ليس معياراً للحق والصواب في النظام الشوري. بينما حكم الأغلبية في النظام الديمقراطي هو معيـار الصواب والحق.
5- الشورى المُطبَّقة نظام رأسمالي. وكذلك الديمقراطية نظام رأسمالي.
6- الشورى مصطلح إسلامي، مستمد من دستور، موجه لحمايـة المغفلين قبل سواهم، كما قال المفكر والأكاديمي الليبي الراحل الصادق النيهوم. أما الديمقراطيـة فهي مصطلح أوروبي، مستمـد من دستور رأسمالي، لا يحمي المغفلين.
7- لا يفصل النظام الشوري بين الدين والدولة، ولا يمنع رجال الدين من التدخل في السياسة. بينما يفصل النظام الديمقراطي بين الدين والدولة، ويمنع الدين ورجاله من التدخل في السياسة.
8- الأنظمة والقوانين والقواعد ثابتة في النظام الشوري. فلا تغيير ولا تبديل في أحكام الله، مهما اختلفت وتطورت الحياة. والدولة مقيدة بها، وعليها أن تحكم بمقتضاها. بينما في النظام الديمقراطي، تكون الأنظمة والقوانين متحوّلة، وتتغير مع تغير الحياة والاحتياجات ومستويات الوعي والثقافة. والدولة لا تتقيد بأي نظام أبدي مطلق.
9- تُطبَّق الشورى في دولــة تُحـرِّم قيام الأحـزاب السياسيــة، وتعتبر الحزب الديني هو الحزب الوحيـد المشروع. في حين تُطبَّق الديمقراطية في دولة تفصـل الدين عن الدولة، وتتخذ لنفسهـا قوانين وشرائع من صُنع المفكرين والدارسين. وهي تخرج من فطرة الشعوب، كما يخرج النبات من الأرض.
10- تمنع الدولة الإسلامية - ذات النظام الشوري - من قيام جبهة للمعارضة، لأنه لا تحالف في الإسلام. وأن المسلمين جميعاً ينضمون في عقد واحد هو عقد الإسلام.
في حين تُطبَّق الديمقراطية في دولة تؤمن بتعدد الأحزاب السياسية، وتعتبر تعدد الأحزاب دلالة صحية على نقاء الحياة السياسية، وتعدد الآراء.
11- الشورى، لا تتم بلقاء ممثلين عن الناس، بل لقاء الناس أنفسهم، لأن الإسلام لا يعترف بالنيابة، ولا يعترف بسلطة الحزب، مما يعني في لغة التطبيق أن تخضع الإدارة مباشرة لسلطة الأغلبية، وتُعاد صياغة القوانين بلغة الجماعة. وتسمح الدولة الديمقراطية بقيام المعارضة، وتعتبرها عين الرقابة على أداء الحكومات والإدارات. وكلما كانت المعارضة عاليـة المستوى العلمي والثقافي استفادت الدولة من انتقاداتها.
12- تتناقض دولة الشورى مع نفسها. ففي الوقت الذي تُحرِّم فيه قيام المعارضة وتحريم الأحزاب تعود لتقول بقيام الأحزاب، وتستشهد بالآية ﴿-;-ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين﴾-;- (هود: 118). في حين أن الديمقراطيـة تتم بلقـاء ممثلين عن الناس، فالناس أنفسهـم لا وقت لديهم للقاء. ورغم هذا، فالإدارة في الدول الديمقراطيـة الحقَّـة تخضع لسلطة الأغلبية المُنتخبة بالاقتراع الحر النـزيه.
-2-
ومن المعروف، أن الفقهاء لم يتفقـوا على حكم موحَّد للشورى، وانقسمـوا إلى فريقين: فريق يرى الندب (الاستحباب) وفريق يرى الوجـوب. وكـان أقوى هذين الفريقين فريق الندب، الـذي يرى أن الشورى ليست من المبادئ التي تُلزم الحكام، ولكنها مُستحبـة. فإذا قام بها الحاكم استحق الثواب في الآخرة والثناء في الدنيا، وإذا لم يقم بها، وتركها، فلا حرج عليه في ذلك.
وقال هؤلاء انه لا يوجد في القرآن الكريم، نصٌ صريحٌ على وجـوب الشورى، وأن قوله تعالى ﴿-;-وشاورهم في الأمر﴾-;- (آل عمران: 159) نزلـت في الصحابيين: أبي بكر، وعمر بن الخطاب فقط. ويرى معظم المفسرين، أن هذه الآية ليست من النوع الواجـب اللازم، ولكنها من المُستحب الحسن، وذلك لأن النبي الكريم المؤيـد بالوحي من قبل الله، ليس بحاجة إلى الشورى، حيث أغناه الله بتسديـد خطاه وتوفيقه للصواب.
ويفسر المفسرون سبب نزول هـذه الآية، من أنها للاستحباب، وتطييب القلوب، عن طريق إظهار التقدير لآرائهم، واحترامهم.
وقال المؤرخ ابن كثير:
" إن الرسول الكريم، كان يشاور أصحابه في الأمر تطييباً لقلوبهم، ليكون أنشط لهم، فيما يفعلونه."
فأي الطريقين ستختار مصر غداً؟



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون والثورة السورية
- مصر بوابة الليبرالية العربية الكبرى
- كيف سيمسكون بذلك الأرنب ويذبحونه؟
- مصر بانتظار الغد الزاهر
- مصر والإرهاب -المقدس- كذباً ويهتاناً
- هل سنتغيّر كما تغيّر العالم كله؟!
- ما هي الليبرالية العربية - الإسلامية؟
- هل الطريق السوي لنا الآن في الليبرالية الإسلامية؟
- لنتعلم من هؤلاء -الليبرالية الإسلامية-
- مصر والسعودية والليبرالية
- من تجليات -الإسلام الليبرالي-
- من خارطة الطريق الى الديمقراطية العربية
- من -الإسلام السياسي- الى الإسلام الليبرالي-
- فرصة الليبراليين العرب الذهبية
- من معانب الحب في الثقافة العربية
- تسليع الجسد
- هتك أسرار الثالوث المحرَّم
- دكتاتورية العراق الجديدة
- مبررات سقوط النظام السوري عاجلاً أم آجلاً
- أسباب نهاية الدكتاتوريات العربية


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
- نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد ...
- زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق ...
- 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال ...
- تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي ...
- زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من ...
- حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
- رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
- كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
- أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - مصر بين الديمقراطية والشورى وبالعكس