أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار














المزيد.....

مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت دولُ العالم الثالث مجابهات سياسية واقتصادية بين شكلِ اليسار السائد والرأسماليات الوطنية، التي تمثلت وقتذاك بتغلب فئة التجار على ما عداها، بسبب مستوى التصنيع المحدود حينئذ، ولم يكن المستوى البحريني قد ارتفع فوق هذه الدرجة، وكذلك فقد خرج الجانبان من تحالف وطني ضد الاستعمار، لكن حدث برودٌ سياسي في العلاقة بين الجانبين ثم أن الاستعمار قام بفتح المجال للمقاولات الوطنية وحاول أن يستميل فئات عدة من كبار التجار إلى جانبه مثلما أن اليسار تصاعدت لغتُه في التركيز على الكادحين والأفق الاشتراكي الضمني وتجاهل أفقَ الطبقة الوسطى التاريخي القادم.
وقد نشأ هذا البرود السياسي الاجتماعي معبراً عن تغير العلاقات بين شكلين من الرأسمالية في العالم الثالث؛ الشكل الأول المندفع الواسع وهو شكلُ رأسماليةِ الدولة، الذي لبس شكل الاشتراكيات المتعددة: شكل الاشتراكية الماركسية والاشتراكيات القومية الرأسمالية المختلفة، وفي سديم العالم الثالث حيث لا وضوحَ طبقي ولا وضوحَ تاريخي، فقد برزت التنمياتُ بأشكال حكومية حادة توجهت لمشروعات وطنية كبرى أسستْ بعضَ القواعد المهمة في الاستقلال الوطني على درجاتٍ متعددةٍ في هذه الدول وبحسب مستوى طموحاتها الإيديولوجية، لكن هذه القفزات نحو السماوات العليا، حدث بعدها سقطاتٌ قاصمةٌ نحو الأرض ذات التضاريس الحادة الواقعية.
فبعد عقود حدثت اراتداداتٌ قاسية فدولٌ (اشتراكية) عادت للتجارة بالسلاح والجنس ودولٌ باعت القطاعات العامة أساس الاستقلال ودعم العملة والتنمية المستقلة المتدرجة، ولهذا فإن الاشتراكية لم تمت لكن تشوهت، وحدثت ارتداداتٌ إيديولوجية مَرضية وظل الأفقُ الاشتراكي كامناً في تصاعد البناء الرأسمالي الوطني الديمقراطي المحافظ على الاستقرار السياسي الاستراتيجي والتقدم.
إن الهوّةَ بين التجار واليسار عامة لم تزل قائمة، فالكثير من فصائل اليسار لم تفهم طبيعة التحولات التي جرت خلال عقود من القرن العشرين، لقد التبستْ عليها التسميات، وقامت بشكلنتها وتجميدها في قوالب، مثلما أن فئات التجار لم تستوعب هي الأخرى هذه التسميات وانطبع في وعيها ما هو سائد. حيث غدا اليسار غير قادر على المساهمة في البناء الرأسمالي، ويظل عدواً لدوداً، وبطبيعة طابعها المالي الاجتماعي فهي تسعى للأرباح وكلما كانت كبيرة كانت أفضل، ولم تعد قسمات الاستقلال والقطاع العام والحرية الوطنية المميزة تمثل شيئاً في صلب نمو الرأسمال الوطني، وظلت حقوقُ العاملين في الظل الاجتماعي، ولهذا فإن تكون التيارات الفكرية السياسية لديها أصبح صعباً.
إن قسمات الليبرالية والوطنية والحفاظ على القطاع العام والتعاون مع اليسار والنقابات مضطربة غير ملتحمة في بناء فكري سياسي أو حتى في إنشاء لغوي!
إن كل ما يدور هو داخل النص التجاري المغلق على نفسه، وبالتركيز على المصالح المباشرة، وليس ثمة التفات لقضايا المجتمع الكبيرة، ولهذا فإن تشكل تيار سياسي نهضوي وطني يخترق الكتل التجارية والمقاولاتية والمالية والعقارية الملتفة حول قواقعها، أمرٌ خارقٌ إن لم يكن من رابع المستحيلات.
ولهذا فإن النظرة القصيرة وعدم الالتفات لمشروع البناء الرأسمالي الوطني الديمقراطي ومستقبله أمر غير ممكن الفهم والطرح في مستوى هذه النظرات القصيرة.
لا شك أن عدم تطور اليسار وتراجعه هو من أحد الظروف التي خلقت مثل هذا المناخ. فرأسماليةُ الدولة التي كان يسعى لها تحت واجهات الاشتراكية، تكشفت محدوديتها وتفجرت تناقضاتها، ولكن النقد الذاتي لم يتم، واستبدل بعكس ما قال موريس توريز بأن النقدَ خبزنُا اليومي، بالتضخم الذاتي والانكار، فلقد صار صعباً أن يقول إنه كان مخدوعاً، وكابر، وواصل تأييدَ رأسماليات الدول الشمولية وهي تقود سياسات غدت خطراً على البشرية.
إن كل تجربة تنموية في العالم الثالث أخذت تراجع نفسها، وهذه المراجعة تتم على جميع مستويات الدول والقوى الاجتماعية والسياسية، وبعض الدول غدت شجاعة وتوجهت للديمقراطية الغربية العالمية، التي هي الشكل الديمقراطي الحقيقي، المشكل عبر القدرات والمستويات المحلية في أولياتها السياسية المتدرجة وبخطوات الطريق لكل بلد ولكن بما لا يتناقض مع أهدافه العامة العليا الديمقراطية المصاغة دستورياً.
ولهذا فإن الصراعات الاجتماعية بين المالكين والعاملين، بين الحكام والمحكومين، تحلُّ عبر التنافس السياسي البرلماني، وتتدرج التنمية وتطرح مشروعاتها الأكثر تطوراً من خلال ذلك.
التحول على مستوى دول الخليج يعتمد على مدى تحول المُلكية التجارية إلى ملكيات صناعية ومالية عميقة متغلغلة في الأرض وبشرها، وهي عملياتٌ اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى ولكن تحتاج إلى رؤية منذ الآن ولتراكم فكري سياسي اقتصادي للصعود من مستوى فهم بسيط للديمقراطية الغربية العالمية إلى فهم مركّب. وتغدو التحولات الصناعية الخاصة والعامة في مجلس التعاون ممكنة لتجاوز الطابع التجاري الاستهلاكي الترفي للدول ذات الأسواق الصغيرة وللصعود لتجربة تنموية صناعية تقنية كبيرة بين دول العالم.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف


المزيد.....




- -الرب لم ينته مع الرئيس ترامب-.. حاكمة أركانساس تعلق على محا ...
- فيديو يظهر مياه الفيضانات المتدفقة تقتحم قصر المغني دريك في ...
- -عذاب القبر-.. وسيم يوسف يشعل تفاعلا بتصريح.. وهذا رأي أبن ب ...
- من تركيا إلى الكويت والعراق.. صور الشيعة واحياء عاشوراء الثل ...
- الإعلام الأمريكي يتساءل-: كيف نجح كروكس باختراق إجراءات مشدد ...
- تحذير للأهالي من ممارسة شائعة تضر بأطفالهم
- تحديد أصل الإبداع في الدماغ
- مقتل 5 سوريين بينهم 3 أطفال بغارتين على جنوب لبنان
- ميدفيديف يحذر من أن ضم حلف الناتو لأوكرانيا سيعني إعلان الحر ...
- الشرطة الأميركية تقتل شخصا -مريبا- قرب مؤتمر الحزب الجمهوري ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار