هم يستوقدون شجرة الزيتون

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بلغ اليأس ووصلت الحاجة ان يقطعوا شجرة الزيتون ليحصلوا لاطفالهم على رغيف من الخبز او ليدفئوا لهم بيتا
الى هذه الدرجة من العوز والحاجة بأهلنا السوريين ان يفعلوا ذلك وهل يا قوم تدركون ما معنى ان يفعل السوريون ذلك؟
ايها الانسان العربي حيثما كنت وانّى اتجهت هل بقي لك ولو قليل من الشرف الانساني والمروءة العربية واخوتك
السوريون يجتثون شجرة الخير والبركة ومصدر رزقهم حتى يؤمنوا رغيفاً من الخبز او حفنةً من الدفء لأطفالهم
ايها الانسان العربي كيفما انت عاملاً أو فلاحاً او موظفاً كبيراً او صغيراً مواطناً بسيطاً او زعيماً كبيراً كيف ترضى لانسانيتك قبل كل شيئ وبعده ان ترى اطفالاً يتضورون جوعاً او يرتعشون برداً وصقيعاًحتى يلاقوا الموت
او تتنكر لهم الحياة ثم ترضى لنفسك راحة البال او هدوء الضمير
ايها الانسان العربي ويا ايها الزعماء العرب هل بلغت بكم قلة الحيلة وتمكن منكم العجز حتى لا تستطيعون مد يد العون والمساعدة لابنائكم واخوتكم من ابناء سوريا وتمدونهم برغيف من الخبز او قبساً من النار
عندما حاصر العدو الاسرائيلي غزة استطاع المناضلون الشرفاء من الاتراك ان يجهزوا سفينة انتحارية ليوصلوا
الطعام والدواء لاطفال غزة وقدموا ما قدموا من ضحايا وشهداء انتصارا لاخوتهم من اهل غزة اولاً وانتصاراً لانسانيتهم ثانياً والسؤال المهم لكل عربي من رعاة الاغنام او من الزعماء والملوك العرب ان يفرضوا ولو بالقوة على هذا النظام القاتل ان يسمح لقوافل الاغاثة الانسانية ان تصل لكل محتاج من الاخوة السوريين سواء من الذين يناصرون الثورة او يناصرون النظام.

ايها الانسان العربي كيف كنت ومن تكون لقد تدنيت بانسانيتك الى ادنى درجة يمكن ان يرضى بها اي
مخلوق بشري وانت تدير ظهرك لنداء المحتاجين والمستضعفين ثم تنام قرير العين مرتاح الضمير لانك لو كنت
غير ذلك لحطمت القيود وصرخت بوجوه قادتك وزعمائك وقلبت كل طاولات الدنيا على راسك ورؤوسهم ولخرجت من
بيتك صارخا لا لا لن نسكت بعد اليوم، غير مقنع ما نتذرع به من اسباب تعيقنا عن نجدة اشقائنا فهناك قوة السلاح منكم ومن اصدقائكم وهناك الكثير
من منظمات الغوث الانساني وهناك الكثير من القوى الدولية والتي لكم التأثير الكبير عليها بل هناك من هم حلفاؤكم ولا يعصون لكم امرا لو كنتم جادين وصادقين مع انفسكم وانتم قادرون ان تفعلوا الاعاجيب
لا السوريون اطفالا وشيوخا ونساء سيغفرون لكم هذا الموقف المشين وهذا التصرف غير الانساني فهل يا ترى
ستثورون لانسانيتكم ولو مرة.
إننا لمنتظرون

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات