|
بَصْرَةُ- لاهاي 16
طاها يحيا
الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 21:14
المحور:
الادب والفن
.. وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ Nor would be order you to take angels and prophets for lords. Would he order you to have submited to Allah s will (سورةُ آلَ عِمْرَان 80).
الشَّاب جبار حليق الوجه قصير القامة يتناول فرط الرّمان على دكة دُكان «عباس تيمور» المغلق يومذاك قَبل نِصْفَ قَرْن مِنَ الزّمَن الرَّديء، يمين واجهة خان صهره الحاج محسن في سوق موسى العطيّة، ويبدو كأنّه بعمر الطفل الباسق له بسطة في الجسم، نوري حفيد الحاج محسن، جبار أصبحت شقيقته معلمة ابتدائيّة فاصطحبه شقيقه الأكبر مجيد بأمر خالهما الحاج محسن ليعمل أيضاً في خانه، حفيده نوري ينظر إلى جبار يأكل الرّمانة الكبيرة بعد أن تعقب نوري الذي اشترى (كباية برغل) محشوة باللحم مسلوقة واشترى هو أيضاً لكن كبايتين، سأله نوري وبراءة الأطفال في عينيه: (ألا تشبعك واحدة؟!)، أجابه جبار: (لو كنت أنا مثل أبيك سعيد اشتريت زجاجتين عرق، قل لي ألا تشبعك زجاجة واحدة!) كلام مِنَ الناحية المنطقيّة أقنع الطفل الذي لا يريد أكثر مِنَ إشباع فضوله. كان (حسن القاسمي) يرقبهما من دُكانه المقابل حزيناً ليس لانفراد جبار بأكل حتى المتساقط مِن فرط الرّمان على دكة الدُكان وحده، بل لمقتل معبوده الزّعيم عبدالكريم قاسم تقدّست نفسه الزّكيّة، وهو خائف لاشتهاره بأنَّه يعبد عبدالكريم، ولا يُعتبر بعد نكبة 8 شباط الأسود 1963م وطنيّاً بل وثنيّاً!، لكنَّ طبعه تغلب على تطبعه الجديد، فراح يؤاخذ جبار هنا وهناك على استئثاره بالرّمانة.. والمثل العراقي يقول: (هاي مو رمّانه، گَلوب مليانه!). حسن محسن عاد إلى اسمه الأصل لم يعد القسمي، إنَّه فشل في السّوق ويريد توظيف ولده (علي) في حكومة الرَّئيس المؤمِن "عبدالسَّلام عارف" مفجر ثورة 14 تموز!، ولده أخيراً أصبح معلم ابتدائيّة، بنت خالة أبو علي (حسن محسن) بنت الحاج محسن (أمّ حسين) أيضاً أصبحت معلمة ابتدائيّة خطبها المعلم الجار في حيّ المعلمين عند مِنْطقة السَّيمَر «يعگوب يوسف» رفضه أبوها الحاج محسن الإخباري ليس لأنَّه مسلم خصيباوي مِنْ طائفة مذهبيّة أخرى، ولا لأنَّه يضرب أمّه (أمّ يعگوب) وتصرخ في الحيّ ومعها ابنتها الأصغر آخر العنقود (ناهدة) التي أيضاً أصبحت معلمة ابتدائيّة واستأجرت دارة وهب الحاج محسن أرضها مِنْ بُستانه عند السَّيمَر لأسرة ابن أخته كاتبه في خانه مجيد. خطب (أمّ حسين) أيضاً أبُ عبدالأمير الذي يؤدّي صلاة الجمعة في جامع والدها الحاج محسن بإمامة ميرزا عباس جمال الدّين، لابنه (عبدالأمير) فاعتذر له لأنَّ (أمّ حسين) مخطوبة لابن عمّها عبدالواحد الذي أيضاً أصبح معلم ابتدائيّة قبل أن يتزوَّج فتاة كوفيّة ويعمل في الموانىء العراقيّة وتتزوَّج (أمّ حسين) أسمر نجفي الأب خصيباوي اسمه مهدي موظف في دائرة الإصلاح الزّراعي في زقاق يقابل باب الإعدادية المركزية بالعشَّار عندما يتكلم أو يسصغي يغلق إحدى عينيه كأنَّه ينظر في منظار!. صهر الحاج محسن «عباس تيمور» يسكن بُستانه له ابن أيضاً اسمه مهدي أكبر عمراً مِنْ نوري لكنَّه الأقرب سنَّاً لنوري علمه على سبيل اللعب أن يكتب أوَّل رسالة عشق إلى أيّ فتاة في الحيّ، فاختار (نوري) عشوائيّاً (ناهدة) الأكبر عمراً مِنْ مهدي عباس تيمور ومِنْه، قصاصة ورق نقش نوري عليها قلب يخترقه سهم، ورماها على عجل على سياج حديقة بيت «يعگوب يوسف» سمع صيحة مِنْ داخل البيت ثم قالت الحاجة حفصة (أمّ يعگوب) لأمّ نوري - مساءلة عادلة -: (لماذا لا تجعلين نوري يكتب رسالة كالتي رماها علينا، لأبيه ليعود مِنْ طيشه إليك؟). لاحقاً (نوري) يهتم بالأدب وتطلب مِنْهُ عمّتهُ المعلمة كتابة خطبة الخميس لتلقيها بصوتها في مدرستها وتكرَّر هذا الأمر، بل أنَّ (نوري) كتب شعراً وأيقن أنَّه سيلقى هو وشعره رضا شقيق ناهدة لأنَّه شاعر شيوعي تقدُمي متفتح ولدى زيارته له عام 1973م في مقر عمله بوزارة الثقافة والإعلام في بغداد، كان عند حسن ظنه، والتقى أيضاً الشَّاعر بُلند الحيدري بغير رغبة منه بل برغبة بُلند الحيدري الذي جالسه طويلاً، لكن نظرات حادُة بطبعها كانت ترقبه أنهما عينا ابن ذي قار الرّوائي عبدالرّحمن مجيد الرّبيعي. (أمّ حسن) بنت إمام مسجد الجمعة الإخباري، بخلاف نوري، تكتب خربشات على أساس وحشة هزيع زهرة العمر الأخير (يا عين!.. وبحجة الدُخان ابچي اعلى كيفچ!).. وبحجة استشارة ابن عمّها الشَّاعر المعمم بين قرية المومنين في ذي قار والنَّجف المتزوَّج تتزوَّجه كما (أمّ حسين) ضيّعت وحشة هزيع زهرة العمر الأخير بانتظار ابن عمّها عبدالواحد. أحمد جمال الدين في عام مولد الحاج محسن 1903م في الناصرية، محام إبن عالم دين، اتصل بالحركة الشَّيوعية عام 1929م مع جماعة فهد في الناصرية، كان قبل ذلك عضوا في الحزب الوطني: حزب أبي التمن، أصبح فيما بعد عضواً في المحكمة الكبرى، ورئيس اللجنة الاستشارية للإصلاح الزراعي في عهد ثورة 14 تموز. الشَّاعر يرسل الخربشات بعد إعادة صياغتها بنسخة مزيدة منقحة إلى مجلة «العربي» الكويتيّة!. «سَيِّد موسى» خلف شقة سعيد الحاج محسن وفيها محظيّة سعيد (أبُ نوري) في محلة الحميدي بالبَصْرَة خلف بيت أبُ «سَيِّد موسى» ملعب الخضراويّة، «سَيِّد موسى» أصبح أيضاً معلم ابتدائيّة شقيقه «سَيِّد جعفر» مناوب صاحب سعيد الحاج محسن (عبدالصاحب علوان) في الخان الآن، وقد بدأ حسن محسن (القاسمي سابقاً) كلما مرّت بائعة ساعات عليها صورة الزّعيم عبدالكريم قاسم، تصرخ تروَّج بضاعتها المزجاة في سوق موسى العطيّة حيث الخان: (عاش الزّعيم عبدالكريم شعب العراق شعب عظيم!)، بدأ يصيح عليها وقد أخرست هي: (ما يريدچ.. ما يريدچ!) حتى اختفت!.
وقيل نقلت خدماتها كالآخرين لتأييد حكومة بغي الانقلابات (عروس الثورات 8 شباط 1963م) وأعلن حسن محسن البراءة، بالتظاهر وسط سوق موسى العطيّة؛ بربط وسط دشداشته بخيط سوتلي، ليرقص كالفرح ويرفع فخذه برفع دشداته بوجه العابرين، ويقول لسعيد الحاج محسن: روح.. روح للمهلة (الملهى الليلي) لأجل محظيّة ثانية تحقق نبوئة عمّه أبُ زوجته «أمّ نوري» عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=387450
نوري زميل مضر (أبُ مفيد) في متوسطة التقدم، يجد أبُ مفيد يستحسن نفس أسلوب حسن محسن (القاسمي، توفي بعد خيبة أمله في جمهور عبدالكريم قاسم)، في شخص زميله (محمدعلي) ويعمل بعد الدّوام المدرسي ندّاف قطن في البَصْرَة القديمة، (محمدعلي) الذي يلكز (نوري) في الدّرس وعند التفات نوري يبتسم محمدعلي بأسلوب مهذب مشيراً بأصبعه إلى ورقة مطويّة وضعها على شكل منديل في جيب سترته الصغير على هيئة المحترمين في لباسهم الأنيق!. أستاذ التربية الرَّياضيّة صبحي عبدالحميد، يخصص درسه بقراءة قصيدة الطبيب إبراهيم ناجي (الأطلال) التي شدت بها أمّ كلثوم!.
#طاها_يحيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بَصْرَةُ- لاهاي 15
-
بَصْرَةُ- لاهاي 13
-
بَصْرَةُ- لاهاي 12
-
الشُّهيد عبدالكريم قاسم أكرم من التكريم
-
بَصْرَةُ- لاهاي 7
-
إميل توما
-
كاتب الوحي الصحابي معاوي لا عجب لمن سب !
-
الأصالة المعاصرة: أنموذج شعر
-
ما ذنبُكَ وشانؤكَ نقيصة ؟!
-
ما ذنب ضحايا زيارة ضريح الإمام الكاظم له معجزات لا تشملهم ؟!
-
مهلكة آل سعود بدء بهجن الجنادرية
-
الحافات القلقة.. وانشق القمر
-
المرتزق جنادري (الإفك) لايورث (فدك) يا أسعد البصري!.
-
جنادرية : ملك الرمال KING OF THE SAND
-
تناولوا ب(نص) ردن؛ (نص) كباب..!
-
المثقف أنموذج د.حامد أبوزيد في ذكراه
-
المختلف فائز الحداد والمبدع فائق الربيعي
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|