نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 19:47
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
قبل ألفي عام عرفت قرية في الجليل شابا ً غريب الفكر، يُتقن أمرين اثنين أحدهما بالعُرف السائد مُفيد و هو النجارة، و الثاني بنفس ذلك العرف السائد مُستجلب ٌ للاستنكار مُستدع ٍ للاصطدام، و هو إعادة تعريف للمعتقدات الموروثة و السائدة و نظرة ٌ غير مسبوقة للمجتمع و العالم.
هذا الشاب المُسمى بيهشوع، إبن ٌ لنجار بسيط مُتزوج من ابنة عمه التي كانت تخدم في الهيكل منذ صغرها، يُحب أن يُجالس بائعات الهوى و أراذل الناس و العشارين، و لا يعترف للسبت بحرمه و لا للدين بسلطان، و هو غريب الشأن يضرب في قلب النظام الموسوي مُخاطبا ً سلاطين الدين و سدنته و القائمين عليه و يحب أن يسميهم بالمرآئين و آكلي بيوت الأرامل و القبور المُجصصة جميلة المنظر عفنة المحتوى.
هذا الشاب يدخل المجمع و يأخذ السفر المقدس و يقرأ "روح الرب علي" ثم يختم بقوله "اليوم تمت هذه الآية في مسامعكم"، يحفون به يريدون أن يرموه من على حفة الجبل، يجتاز من بينهم و يمضي، ثم في مرة أخرى يدخل المجمع يوم السبت، يوم الخمول و الكسل و الراحة للإله و شعبه العظيم، يوم يُمنع الإنسان أن يفعل، فيجد امرأة ً محنية الظهر منذ ثماني عشرة سنة، فيلمسها و يشفيها و يـُقوِّم منها ما انحنى من ظهرها، يغضبون منه، فيغضب أشد من غضبتهم و يرفع من صوته بين جمعهم:
"أيها المراؤون أما يحل أحدكم رباط ثوره أو جحشه يوم السبت و يذهب به فيسقيه؟ و هذه ابنة إبراهيم ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة، أما كان يجب أن تُحل من هذا الرباط يوم السبت؟"
إبنة إبراهيم! قال لهم، و لم يقلها أحد ٌ في التاريخ اليهودي كله، فإبراهيم أبو الذكور، أبو كل ذكر يُختن قضيبه، و تلك لا قضيب لها، فلا إنسانية و لا بنوة و لا كرامة. هذه الثورة التي أعلنها ابن النجار صريحة ً قوية ً مُجلجلة هي ثورة بنات إبراهيم!
ثم يخرج ليعود ليجلس مع بائعات الهوى و البغايا و أراذل الناس و يصيح "من منكم بلا خطئية فليكن أول من يرمها بحجر"
هذا هو السيد الذي أعشق.
"روح الرب علي
لأنه مسحني و أرسلني لأبشر المساكين
لأنادي للمأسورين بالإطلاق
للعميان بالبصر
و للمسجونين بالخروج من بيت الحبس"
من له أذنان للسمع فليسمع!
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟