صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 06:43
المحور:
الادب والفن
جوعٌ يجنحُ نحوَ جوعِ الضِّباع
3
.... ... .....
الإنسانُ ..
إلى أين؟!
آهٍ ..
هجرَ إنسانيّتَهُ
هجرَ براءةَ الطُّفولةِ
ماتَتْ توهُّجاتُ القلبِ
فرَّتِ الرُّوحُ
عابرةً دكنةَ اللَّيلِ
متواريةً بينَ طيّاتِ الغيومِ
تعودُ هاطلةً
معَ زخّاتِ المطرِ
الأرضُ مهدُ اللِّقاءاتِ
لقاءُ الأرضِ معَ شفافيّةِ الهواءِ
معَ خيراتِ السَّماءِ
الأرضُ نعيمٌ مكتنـزٌ بالخصوبةِ
بستانٌ مطرَّزٌ بالذَّهبِ
بحارٌ
حُبْلى
بالمرجانِ
واللؤلؤ
الأرضُ أمُّ المحبّة ..
الإنسانُ كائنٌ غير آمن
يترنَّحُ خبثاً
تسطعُ من جنباتِه
معاهداتٌ فائرةٌ بالدَّمِ
يكسرُ أجنحةَ الحمامِ
أجنحةَ الطُّفولةِ
براعمُ الحياةِ
الإنسانُ أنانيّةٌ بغيضةٌ
بحيرةُ المتاهاتِ
طاؤوسٌ أهوجٌ
جوعٌ يجنحُ نحوَ جوعِ الضِّباعِ
الأرضُ أمٌّ مباركةٌ
صامدةٌ في وجهِ الأعاصيرِ
في وجهِ شرورِ الإنسان
سفينةٌ شامخةٌ
تقودُكَ إلى برِّ الأمانِ
متسامحةٌ
غزيرةُ العطاءِ
جليلةٌ
فوقَ وجهِهَا
تركنُ خصوبةُ الوجودِ
الإنسانُ طاقةٌ مهدورة
مُسخَّرة
لبناءِ هيكلِ الشَّيطانِ
طريقٌ مكلَّلة بشوكِ الصّبّارِ
وجعٌ يؤذي بهجةَ المحبّين
ورمٌ ينمو ليلَ نهار!
... ... .... ... يتبع!
مقاطع من أنشودة الحياة!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟