دروس شخصية من تجربة الاخوان فى الحكم

هانى مراد

الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ونحن نؤسس لمصر المستقبل علينا الإستفادة من تجربة حكم مبارك وتجربة حكم الإخوان.

ما الذي أسقط الإخوان من الحكم في مصر بمثل هذه السرعة؟
لا شك أن الإخوان إرتكبوا أخطاء جسيمة عجلت بنهاية حكمهم، ولكن إذا أردنا وضع يدنا على المشكلة الأم الني أنتجت كل أخطاء الإخوان فإننا يمكن وضع يدنا على الكبرياء.

فقد تعاملت جماعة الإخوان المسلمين بتعالي على كافة فئات الشعب المصري واستندت في ذلك لعدة عوامل هامة:
أولاً: دعم العالم الغربي للجماعة ورغبتهم في وصولهم ومساعدتهم للجماعة سياسياً ومالياً وعقد صفقات طويلة المدى لضمان مصالح مشتركة في المنطقة كلها.
ثانياً: إدراكهم أنهم القوى السياسية الوحيدة المنظمة ذوي الخبرة والقادرة السيطرة على غالبية الأصوات في أي إنتخابات وبالتالي حسم أمر السلطة.
ثالثاً: قدرتهم على السيطرة على النقابات والمحليات والبرلمان ومجلس الشورى ورئاسة الجمهورية زاد من طمعهم في إقصاء كافة التيارات الأخرى وإحكام قبضتهم على مفاصل الدولة.

دخل الإخوان في معركة ممتدة مع نقابة الصحفيين ونادي القضاة والداخلية والقوات المسلحة والأزهر والكنيسة والإعلام وكافة فئات الشعب المصري.
وهذا تماماً كان خطأ مبارك القاتل عندما سيطر بشكل إحتكاري على مجلس الشعب الأخير والمعروف بانتخابات أحمد عز 2010
وكان نفس الخطأ الذي أودى بحياة أنور السادات عندما قام بالقبض على جميع معارضيه من جميع التيارات المصري فيما يعرف باعتقالات سبتمبر 81

ما شاهدناه من صعود وسقوط الأخوان المسلمين هو تحقيق لتعاليم الإنجيل المعصومة والتي تعلن بوضوح أنها خطية الشيطان الأولى الذي أراد أن يكون مثل الله... "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح"
ليس وحدهم الاخوان من يمكنهم السقوط فى ذلك الفخ .

جميعنا معرضون للسقوط ..

ما الذى يمكنك أن تستفيد منه من تجربة الاخوان فى الحكم بصورة شخصية؟

أن تدرك أن مصدر النجاح الحقيقى فى حياتك هو الله مهما كان تعبك او مجهودك..
أن لا تستعلى على الأخرين و لا تتكل على أى نجاح حققته فى مرحلة ما..
فلا تفتخر كأنه بقوتك قد حققت ذلك.
الألام التى اجتازفيها يوسف هذبت داخله و علمته ان المركز الذى يعده الله ليشغله ,
ليس ليتسلط على الأخرين و لكن ليخدمهم..
فتخلص من كل مرارة نتيجة اى إساءة او ظلم تعرضت له فى الماض
كى يمكن لله أن يستخدمك لنفع باقى اخوتك.
حقاً ما أجمل كلماتك يا رب أغلى من الذهب وأشهى من العسل.

سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي..

من غيرك يعلمنا الإتضاع حيث تنازلت من عليائك لتأتي في صورتنا البشرية وتحمل خطايانا وتحقق لنا الخلاص.
فيا رب أحفظ نفوسنا في إتضاع متكلين عليك وحدك.
غير واضعين قلبنا على الثروة إذا زادت ولا نتغير بمديح الناس إذا أحاط بنا أو شهوة سلطة إذا ما وصلنا إليها.

فغنانا وقوتنا وشهوتنا هي في دعمك أنت لنا وإتكالنا عليك وحدك فعلمنا من كل ما يحدث حولنا كيف تكون أنت مركز حياتنا وشهوة قلوبنا ومصدر قوتنا.
وفوق الكل علمنا من كلمتك الحية أن نتبع مثالك الكامل لنا كإله متجسد منتصر لحسابنا على كل ما يعارض مشيئتك في حياتنا.

على المسيحيين تحديداً فى مصر أن يستفيدوا من تجربة الاخوان
لا ينبغى على المسيحيين أن يتحزبوا و يعملوا من أجل مصالحهم الضيقة بل من أجل كل مصر و كل المصريين.
فلا نعيش لذواتنا بل من أجل تحقيق مشيئة الله فى حياتنا و فى بلادنا.
ولا نكفر بعضنا بعض و لا نقصى احدأ لأننا فى النهاية نحتاج بعضنا البعض لأننا جسد واحد للمسيح
و هذه هى العلامة ان يعرف العالم اننا تلاميذه ان كان لنا محبة بعضنا نحو بعض.
مصر تحتاج فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها أن ترى نماذج للقدوة و للتضحية
و المسيحيون مرشحون بقوة ليقدموا نموذجا فى الحب و الأمانة و التضحية لأجل وطنهم الغالى مصر.
نثق اننا و نحن نضيع حياتنا فى تبعية حقيقية للمسيح سنجد المعنى الحقيقى لوجودنا و نكون بركة لكنيستنا و بلادنا.
و نرى وعد الرب يتحقق فى بلادنا: مبارك شعبى مصر

#هانى_مراد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات